قلل البيت الأبيض من تراجع محادثات السلام في جنيف حول سوريا، وإعلان المعارضة السورية تعليق مشاركتها في المفاوضات، مؤكدا عدم تغير إطار المفاوضات على الرغم من تأجيلها.
وشدد جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، أمس «على التزام واشنطن بدفع الجانبين لاحترام هدنة وقف الأعمال العدائية»، مشيرا إلى أن «الأمم المتحدة لم تصف وقف المحادثات بالانهيار، وإنما مجرد تأجيل»، مشيرا إلى استمرار المناقشات التقنية.
وقال إرنست: «نتفهم أن هناك إحباطا لدى المعارضة السورية بعد الانتهاكات المتكررة من النظام السوري لهدنة وقف الأعمال العدائية، وإصرار النظام على منع وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض السوريين». وأضاف: «سنستمر في دفع الجانبين لمواصلة التفاوض، وقد كان النقاش بين الرئيس أوباما والرئيس بوتين يتعلق بدفع الروس لاستخدام نفوذهم على الأسد، باتجاه احترام وقف الأعمال العدائية والمضي قدما في عملية الانتقال السياسي».
وفي موسكو, بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي بينهما، أمس، وكذلك مستجدات الأزمة السورية، وقال الكرملين إن المحادثات تناولت مختلف جوانب الوضع في سوريا في إطار إمكانية تنسيق الجهود المشتركة لتسوية الأزمة السورية. كما بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع في سوريا مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو الذي وصل أمس إلى موسكو، ليجري محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، يركزان خلالها على الأزمة السورية وسبل تسويتها.
وفي سياق الاتصالات المكثفة التي تشهدها موسكو منذ إعلان وفد الهيئة العليا للمفاوضات عن قراره بتأجيل مشاركته في مفاوضات جنيف، كانت الأزمة السورية والعملية السياسية لتسويتها ووقف إطلاق النار محط اهتمام محادثات أجراها أوباما مع بوتين خلال اتصال هاتفي مساء أول من أمس.
ويبدو واضحًا أن الرئيسين الروسي والأميركي توقفا عند الوضع الخطير في مدينة حلب وريفها، التي يشكل انتهاك النظام لوقف إطلاق النار فيها، كما في مناطق كثيرة أخرى في سوريا، أحد أهم الأسباب التي تعيق مشاركة وفد الهيئة العليا للمفاوضات في مباحثات جنيف، التي انطلقت الأسبوع الماضي. وبينما لم يفصح الكرملين في بيانه، عن أن الحديث يدور حول مدينة حلب، أشار إلى أن الرئيس بوتين شدد في حديثه مع أوباما على «ضرورة أن تقف المعارضة السورية على مسافة فاصلة وتبتعد عن (داعش) و (جبهة النصرة)»!
وفي أول رد فعل من الكرملين على قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها، أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث الصحافي باسم الكرملين، تأييد روسيا في استمرار مفاوضات جنيف لتسوية الأزمة السورية، وأشار إلى أن الرئيسين بوتين وأوباما أكدا أهمية هذا الأمر خلال محادثاتهما الهاتفية. رغم ذلك فإن موسكو لم تحسم أمرها بعد على ما يبدو، بشأن تلبية الطلب الأميركي حول ممارسة الضغط على الأسد لوقف الهجمات على حلب، وغيرها من قضايا تؤثر مباشرة على مسار العملية التفاوضية. إذ عد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن طرح المسألة بصيغة «على روسيا ممارسة الضغط على الأسد لتغيير الوضع في حلب» أمر غير مقبول، معربا عن قناعته بأن «المشكلة ليست في روسيا وما الذي يجب أن تفعله، ولكنها في عدم رغبة الولايات المتحدة ومؤسساتها المعنية في العمل جديًا على فصل الإرهابيين عن المعارضين في مناطق تمركز المجموعات الإرهابية». وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو تتحدث حول هذا الموضوع بشكل يومي مع الجانب الأميركي «حيث هناك تواصل مكثف وحوار مهني عبر القنوات العسكرية، ويجري العمل بشأن الإحداثيات على الخرائط».
وحول انتهاكات وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، انتقد نائب وزير الخارجية الروسي موقف الولايات المتحدة وبعض مجموعات المعارضة: «التي تسيّس هذه القضايا إلى أبعد حد، وكذلك بالنسبة للوضع في حلب» حسب قوله. موضحًا أن هناك آليات وبُنى محددة يجب معالجة تلك القضايا عبرها، إن كان «عبر مجموعات الاتصال في جنيف، أو عبر مركزي التنسيق، الروسي في حميميم، والأميركي في عمان»، داعيًا إلى الاعتماد على كل هذه الآليات عوضًا عن طرح المسائل في الأوساط العامة «بغية التشكيك بالمفاوضات»، حسب تعبير نائب وزير الخارجية الروسي، الذي استطرد في حديثه وتناول مجددا مصير الأسد ليكرر موقف موسكو المعروف، بأن «هذا الأمر يجب على السوريين أنفسهم أن يتخذوا القرار بشأنه».
واشنطن: سنستمر في دفع المعارضة والنظام في سوريا لمواصلة التفاوض
أوباما وأمير قطر بحثا مع بوتين الأزمة السورية في اتصال هاتفي
واشنطن: سنستمر في دفع المعارضة والنظام في سوريا لمواصلة التفاوض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة