لقي أكثر من شخص مصرعه في أحداث عنف واحتجاجات متفرقة في أنحاء مختلفة من السودان، ففي ولاية شرق دارفور أحرق مسلحون قبليون منزل والي الولاية، وقتلوا ثلاثة أشخاص، وأصابوا آخرين بجراح، وشهد إقليم كردفان أحداث عنف طلابية راح ضحيتها طالب واحد وجرح أكثر من أربعين، فيما نظم خريجو جامعة الخرطوم مخاطبة على خلفية الأحداث التي أعقبت احتجاجات طلابها إثر شيوع معلومات تتعلق ببيع الجامعة ونقلها من وسط المدينة. وفي الأثناء واصل الخبير المستقل لحقوق الإنسان لقاءاته بالمسؤولين، والتقى وزير الدولة بالدفاع الذي طالبه بقصر تقريره على جوهر مهمته، فيما يتوقع أن يزور الخبير المستقل اليوم صحيفة (التيار) الموقوفة بقرار من جهاز الأمن السوداني.
وقال وزير الدولة بوزارة الدفاع الفريق أول ركن إبراهيم محمد الحسن، في تصريحات عقب لقائه أمس بالخبير المستقل لحقوق الإنسان أرستيد نونوسي، إنه طلب منه حصر تقريره عن السودان على جوهر مهمته، مشيرًا إلى أن السودان عانى من العقوبات الآحادية بسبب الحكم عليه اعتمادًا على البينة السماعية المنقولة من جهات غير محايدة، رغم التزامه بتعهداته بشأن حقوق الإنسان.
وجدد الوزير التزام حكومته بتنفيذ توصيات المراجعة الدولية بشأن حقوق الإنسان، خاصة المتعلقة منها بالقوات المسلحة، مشيرا إلى فتح مكاتب للنيابة العسكرية خارج الوحدات لتسهيل وصول شكاوى المواطنين، فضلاً عن قيام القضاء العسكري بتوعية ونشر ثقافة حقوق الإنسان والقانون العسكري، عبر التدريب الداخلي بمراكز التدريب العسكري على أحكام قانون الحرب.
فيما أكد الخبير أرستيد نونوسي أن زيارته تستهدف متابعة موقف تنفيذ التوصيات التي قدمها في تقريره السابق، وبحث فرص تقديم العون الفني وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان، فيما يلتقي نونوسي ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها اليوم بإدارة تحرير صحيفة (التيار) الموقوفة بقرار من جهاز الأمن السوداني، وعدد من الصحافيين ليبحث معهم قضية الحريات الصحافية.
من جهة أخرى، أدت أعمال عنف في جامعة كردفان بمدينة الأبيض – زهاء 600 كيلومتر غرب الخرطوم، لسقوط قتيل وإصابة أكثر من 42 طالبًا، ما زال 11 منهم محجوزون بالمستشفيات، فيما نقل اثنان لمستشفيات بالخرطوم، أثناء أعمال عنف طلابية شهدتها الجامعة.
وأكدت مصادر طبية من هناك لـ«الشرق الأوسط» أن طالبًا اسمه أبوبكر صديق يدرس الهندسة بالجامعة لقي مصرعه متأثرا بطلق ناري، فيما لا تزال حالات 5 آخرين خطرة.
وقال مدير الجامعة بروفسور أحمد عجب الدور لـ«الشرق الأوسط» إن الأحداث نشبت بين مجموعتين طلابيتين في صراع على قيادة اتحاد الطلاب بالجامعة، وأن مجموعة مسلحة بأسلحة مختلفة بما فيها أسلحة نارية دخلت الجامعة ليلاً، وحاولت السيطرة على دار الاتحاد، وحدث صدام بين المجموعتين، نتج عنه إصابة 42 طالبًا وتخريب في بعض الممتلكات، واضطرت إدارة الجامعة لطلب الشرطة، وأن طالبًا واحدًا لقي مصرعه بإصابة بالرصاص، ولا يزال 11 طالبًا مصابًا محتجزين في المستشفيات، نقل اثنان منهم إلى مستشفيات الخرطوم.
ونقلت مصادر الصحيفة أن 5 طلاب لا تزال حالتهم خطرة، فيما اتهم بيان صادر من الوحدة الطلابية بالجامعة أمس، طلابا موالين للحزب الحاكم تسببوا في الأحداث على خلفية صراعات على قيادة اتحاد طلاب الجامعة بهدف السيطرة عليه، وهو الأمر الذي رفضه طلاب آخرون.
وفي سياق ذي صلة، قالت ولاية شرق دارفور إنها سيطرت على الأوضاع في حاضرة الولاية مدينة الضعين – نحو 800 كيلومتر غرب الخرطوم - والتي قام بها مسلحون قبليون وأدت لحرق منزل إقامة الوالي وقتله حراسة ليلة الأحد.
وهاجمت مجموعة مسلحة تابعة لحركة مسلحة موقعة على اتفاق سلام منزل الوالي أنس عمر في غيبته، وأحرقته تمامًا، ونتج عن الهجوم سقوط 3 من الحراس أثناء تبادل إطلاق نار مع المهاجمين.
وأحرق المهاجمون منزل الوالي وثلاث سيارات احتجاجا على مقتل قائدهم في اشتباكات قبلية حدثت في وقت سابق بالولاية المضطربة التي تشهد صراعات قبلية، واستولوا على عدد من العربات وفروا هاربين، ولا تزال السلطات تطاردهم.
وأثناء هجوم المجموعة كان والي الولاية في مدينة الفاشر ليشهد اجتماعا بين ولاة ولايات دارفور يتعلق بنزع الأسلحة الصغيرة، وقال الوالي من هناك إن سلطات الأمن احتوت الموقف، وأن شهدت المدينة أعمال عنف واسعة قتل خلالها نظاميان اثنان، ونفى في ذات الوقت أن تكون الأحداث ذات طبيعة قبلية.
مصرع 4 أشخاص بأحداث عنف متفرقة في السودان
بينهم طالب جامعي و3 حراس مسؤولين
مصرع 4 أشخاص بأحداث عنف متفرقة في السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة