الحكومة الكويتية تتراجع عن التصعيد والنقابات النفطية تتمسك بمطالبها

تراجع الإنتاج إلى النصف انعكس إيجابًا على الأسعار

الحكومة الكويتية تتراجع عن التصعيد والنقابات النفطية تتمسك بمطالبها
TT

الحكومة الكويتية تتراجع عن التصعيد والنقابات النفطية تتمسك بمطالبها

الحكومة الكويتية تتراجع عن التصعيد والنقابات النفطية تتمسك بمطالبها

تراجعت الحكومة الكويتية عن مساعي التصعيد في وجه النقابات النفطية، التي دعت إلى إضراب مفتوح، منذ الأحد الماضي، تمكن من شلّ نصف الطاقة الإنتاجية للبلاد، في وقت تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية بسبب تراجع إيرادات النفط، ومع بداية فصل الصيف الذي يرتفع فيه استخدام الطاقة لتوليد الكهرباء.
ومع اتجاه الحكومة للتهدئة، قال سيف القحطاني رئيس اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات في الكويت إن أبواب النقابات «مفتوحة» للبحث عن حل. مشيرًا إلى دور يلعبه نواب البرلمان حاليًا لإنهاء الأزمة.
في حين دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة أنس الصالح جميع العاملين في القطاع النفطي إلى العودة إلى مراكز عملهم، حفاظا على القطاع وسمعة الكويت، مؤكدا أنه لن يتم المساس بحقوقهم الأساسية، لا سيما الرواتب ومكافأة نهاية الخدمة والمنحة الإضافية؛ تعهدت الحكومة الكويتية، بالتعامل مع إضراب عمال القطاع النفطي وفقًا للقانون، وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح «إن الحكومة لن تتخذ أي خطوة غير قانونية لمواجهة إضراب العاملين بالقطاع النفطي» مؤكدة «احترام دولة الكويت للاتفاقيات الدولية الموقعة بشأن العمل النقابي».
لكن الوزيرة أوضحت في مؤتمر صحافي عقدته أمس، «أن دولة الكويت حينما وقعت على اتفاقيات دولية بشأن النقابات سجلت تحفظها على المواد المتعلقة بحق الإضراب».
وأضافت أن اللجنة المختصة بالنظر في هذا الشأن، التي تضم في عضويتها فرقا قانونية من مجلس الوزراء وإدارة الفتوى والتشريع والهيئة العامة للقوى العاملة لن تتخذ أي قرار بشأن الإضراب إلا إذا تأكدت من قانونيته بنسبة مائة في المائة.
وأقرت الحكومة الكويتية أنها فقدت نصف قدرتها على إنتاج البترول، وكشف الشيخ طلال الخالد المتحدث الرسمي باسم القطاع النفطي عن وصول الإنتاج إلى متوسط قدر بنحو 5.1 مليون برميل يوميًا من النفط، ويعد هذا المتوسط أعلى بنسبة 36 في المائة عن أول يوم للإضراب.
ويهدف الإضراب الذي أعلنته النقابات النفطية إلى الضغط على الحكومة من أجل استثناء القطاع النفطي من مشروع البديل الاستراتيجي الذي تريد الحكومة تنفيذه. ويهدف إلى وضع هيكل جديد للرواتب والمستحقات المالية والمزايا الوظيفية الذي تريد الحكومة تطبيقه على العاملين بالدولة، وترفضه النقابات النفطية، وتطالب باستثناء العاملين بالقطاع النفطي منه.
وأمس حاول برلمانيون الدخول على خط التهدئة بين الحكومة ونقابات العمال المضربين، مطالبين بجلوس الطرفين على طاولة المفاوضات، رغم حصول الحكومة على غالبية برلمانية مؤيدة لخططها الاقتصادية.
ويقول محللون إن الحكومة تسعى لإظهار قدرتها على التعامل بنجاح مع الإضراب حتى تتمكن من الدخول في مفاوضات جديدة مع المضربين من موقع قوة يمكنها من حسم الأزمة دون تنازلات كبيرة.
وترك تراجع الإنتاج الكويتي، أثرًا إيجابيًا على أسعار النفط العالمية التي تعاني من تخمة في المعروض.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.