كرر أتباع الحوثي والمخلوع علي صالح السيناريو الذي اتبعوه في مؤتمري «جنيف 1» و«جنيف 2»، ولم يلتزموا بالحضور في الموعد المحدد لبدء المشاورات اليمنية - اليمنية في العاصمة الكويتية.
وبحسب مراقبين للشأن اليمني، فإن هذا السيناريو كان متوقعًا، نظرًا لمواصلة القوى الانقلابية خرق وقف إطلاق النار، وهو ما أكده الدكتور عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد المفاوض خلال تصريحه أول من أمس لـ«الشرق الأوسط»، الذي أشار فيه إلى أن الخروقات لا تزال ترتكب في بعض المناطق، داعيًا إلى ضرورة التزام الحوثي وأعوان صالح بالعهود والمواثيق التي أبرموها.
ولا يزال القلق يساور المراقبين مع محاولة أتباع الحوثي وصالح، إفشال المشاورات اليمنية اليمنية، وتفويت فرصة إحلال سلام دائم.
وقال بيان أصدره المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزع على الصحافيين في مقر وزارة الإعلام بالكويت: «نظرًا لبعض المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة، طرأ تأخير على موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنية - اليمنية التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم (أمس) الاثنين 18 أبريل (نيسان) في الكويت». ولم يحدد المبعوث الأممي موعدًا جديدًا لانطلاق المشاورات اليمنية - اليمنية، ما أشاع غموضًا وانطباعًا سلبيًا عن انعقاد المشاورات.
وأفاد إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأنه يعمل على تخطي تحديات الساعات الأخيرة، مطالبًا الوفود بإظهار حسن النية والحضور إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي، مضيفا: «الساعات القليلة المقبلة حاسمة وعلى الأطراف تحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة».
وتسعى الأمم المتحدة التي ترعى المشاورات اليمنية - اليمنية إلى التركيز على المحادثات في إطار عملي يمهد للعودة إلى مسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.
وفي إشارة إيجابية لوفد الحكومة الشرعية اليمنية، قدّم إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الشكر لهم لالتزامهم بموعد المباحثات ووصولهم في الوقت المحدد، في حين دعا ممثلي الحوثي والمؤتمر الشعبي العام إلى أن «لا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة المزيد من الأرواح ومن المفترض أن تضع حلاً لدوامة العنف في البلاد».
وبعث إسماعيل ولد الشيخ أحمد أيضًا رسائل شكر لحكومة الكويت، وذلك لاستعدادها لاستضافة المشاورات وعلى ما قدمته من مستوى عال من الحرفية في الإعداد لها.
إلى ذلك، أكد محمد صالح ناشر عضو الهيئة الاستشارية الوطنية اليمنية لمؤتمر الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الشرعية كانت ولا تزال تواصل إعطاء فرصة لإحلال السلام في البلاد، رغم معرفتها بممارسات القوى الانقلابية ومواصلتها فرض الحصار على المدن، إضافة إلى استهداف المواطنين وسلب المساعدات الغذائية، مبينًا أن القوى الانقلابية لا تزال تسيطر على بعض المناطق بقوة السلاح.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية وافقت على الحضور للكويت تأكيدًا على الالتزام بالقرار الأممي 2216 ووصل الفريق قبل الوقت المحدد، تأكيدًا على أن الحكومة الشرعية داعية للسلام وتعمل على إحلاله في البلاد.
وشدد محمد صالح ناشر أنه رغم وجد عناصر الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية قرب العاصمة صنعاء إلا أنها لم تتقدم لالتزامها التام بوقف إطلاق النار والتهدئة.
وأكد أن المشاورات اليمنية - اليمنية تعد فرصة تاريخية أمام القوى الانقلابية، وهذا الحدث التاريخي لن يتكرر ولن يعوض. وتابع: «تفويت القوى الانقلابية هذا التجمع الدولي المهم - إن استمر - يمثل المسمار الأخيرة الذي يدق في نعش القوى الانقلابية لأن أنظار العالم تتجه صوب الكويت وتشاهد سعي القوى الانقلابية لإفشال المشاورات وتعمد عدم الحضور في الوقت المحدد».
إلى ذلك أصدر وفد الحكومة اليمنية بمشاورات الكويت بيانا أكد من خلاله، حرصه على مصالح شعبه والتزامه بمسار السلام. وقال الوفد في بيانه الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنه «بناء على الثوابت المعلنة للمشاورات والممثلة بمقررات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وتجاوبًا مع جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ورغبة منا في إنهاء معاناة شعبنا من ويلات الحرب المفروضة عليه من قبل الانقلابيين، وبعد التزام الحكومة اليمنية بحسن نية بوقف إطلاق النار بتاريخ 10 أبريل تمهيدًا لإجراء المشاورات بروح بناءة وصادقة، رغم عدم التزام الطرف الآخر واستمرار خروقاته في جميع الجبهات».
وأضاف البيان «التزم وفد الحكومة اليمنية بالحضور في الموعد المحدد للمشاورات بدولة الكويت الشقيقة وقابل ذلك عدم حضور الانقلابيين ومواصلة سلوكهم اللامسؤول في المماطلة والتسويف، وهو موقف تكرر في جولات سابقة، يعكس مدى استهتارهم واستهانتهم بدماء شعبنا وبإرادة المجتمع الدولي وعدم جديتهم بإيقاف الحرب والتخلي عن العنف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن».
وقال البيان «إن مشاركة وفد الحكومة يأتي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 ووفقًا للمحاور الخمسة التي تم التأكيد عليها من قبل المبعوث الأممي في إطار تنفيذ القرار وفي مقدمتها الانسحاب وتسليم الأسلحة واستعادة مؤسسات الدولة والترتيبات الأمنية ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى والبحث بعد ذلك في خطوات استئناف العملية السياسية».
وأضاف البيان «إن الوفد إذ يقدر الجهود البناءة التي قام ببذلها ولد الشيخ خلال الأشهر الماضية من أجل التوصل إلى اتفاق على عقد هذه الجولة من المشاورات، وإذ يثمن دور دولة الكويت الشقيقة وقيادتها باستضافة المشاورات والجهود التي تبذلها لإنجاحها كاستمرار لمواقفها التاريخية المعهودة إلى جانب اليمن وشعبها وحرصًا على جهود السلام المبذولة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة الراعية للمبادرة الخليجية، يؤكد وفد الحكومة اليمنية بأنه سيتعامل بمسؤولية مع جهود مبعوث الأمم المتحدة مؤكدًا أن استمرار مثل هذه التصرفات والسلوكيات اللامسؤولة لا يمكن القبول بها والتغاضي عنها وسيعمل الوفد على اتخاذ المواقف المناسبة والمنسجمة مع مصالح شعبنا وتضحياته ونطالب المجتمع الدولي بموقف حازمٍ تجاه الاستهتار المستمر بكافة الجهود المبذولة لإحلال السلام».
«مشاورات الكويت» يسودها الغموض إثر تغيب ممثلي الحوثي والمؤتمر الشعبي
ولد الشيخ يدعو الحوثيين وحزب صالح لإظهار حسن النية.. ويشيد بجدية وفد الشرعية
«مشاورات الكويت» يسودها الغموض إثر تغيب ممثلي الحوثي والمؤتمر الشعبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة