«مشاورات الكويت» يسودها الغموض إثر تغيب ممثلي الحوثي والمؤتمر الشعبي

ولد الشيخ يدعو الحوثيين وحزب صالح لإظهار حسن النية.. ويشيد بجدية وفد الشرعية

الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي خلال اجتماعه أمس بالمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في مقر إقامته بالكويت (سبأ)
الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي خلال اجتماعه أمس بالمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في مقر إقامته بالكويت (سبأ)
TT

«مشاورات الكويت» يسودها الغموض إثر تغيب ممثلي الحوثي والمؤتمر الشعبي

الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي خلال اجتماعه أمس بالمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في مقر إقامته بالكويت (سبأ)
الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي خلال اجتماعه أمس بالمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في مقر إقامته بالكويت (سبأ)

كرر أتباع الحوثي والمخلوع علي صالح السيناريو الذي اتبعوه في مؤتمري «جنيف 1» و«جنيف 2»، ولم يلتزموا بالحضور في الموعد المحدد لبدء المشاورات اليمنية - اليمنية في العاصمة الكويتية.
وبحسب مراقبين للشأن اليمني، فإن هذا السيناريو كان متوقعًا، نظرًا لمواصلة القوى الانقلابية خرق وقف إطلاق النار، وهو ما أكده الدكتور عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد المفاوض خلال تصريحه أول من أمس لـ«الشرق الأوسط»، الذي أشار فيه إلى أن الخروقات لا تزال ترتكب في بعض المناطق، داعيًا إلى ضرورة التزام الحوثي وأعوان صالح بالعهود والمواثيق التي أبرموها.
ولا يزال القلق يساور المراقبين مع محاولة أتباع الحوثي وصالح، إفشال المشاورات اليمنية اليمنية، وتفويت فرصة إحلال سلام دائم.
وقال بيان أصدره المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزع على الصحافيين في مقر وزارة الإعلام بالكويت: «نظرًا لبعض المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة، طرأ تأخير على موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنية - اليمنية التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم (أمس) الاثنين 18 أبريل (نيسان) في الكويت». ولم يحدد المبعوث الأممي موعدًا جديدًا لانطلاق المشاورات اليمنية - اليمنية، ما أشاع غموضًا وانطباعًا سلبيًا عن انعقاد المشاورات.
وأفاد إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأنه يعمل على تخطي تحديات الساعات الأخيرة، مطالبًا الوفود بإظهار حسن النية والحضور إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي، مضيفا: «الساعات القليلة المقبلة حاسمة وعلى الأطراف تحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة».
وتسعى الأمم المتحدة التي ترعى المشاورات اليمنية - اليمنية إلى التركيز على المحادثات في إطار عملي يمهد للعودة إلى مسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.
وفي إشارة إيجابية لوفد الحكومة الشرعية اليمنية، قدّم إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الشكر لهم لالتزامهم بموعد المباحثات ووصولهم في الوقت المحدد، في حين دعا ممثلي الحوثي والمؤتمر الشعبي العام إلى أن «لا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة المزيد من الأرواح ومن المفترض أن تضع حلاً لدوامة العنف في البلاد».
وبعث إسماعيل ولد الشيخ أحمد أيضًا رسائل شكر لحكومة الكويت، وذلك لاستعدادها لاستضافة المشاورات وعلى ما قدمته من مستوى عال من الحرفية في الإعداد لها.
إلى ذلك، أكد محمد صالح ناشر عضو الهيئة الاستشارية الوطنية اليمنية لمؤتمر الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الشرعية كانت ولا تزال تواصل إعطاء فرصة لإحلال السلام في البلاد، رغم معرفتها بممارسات القوى الانقلابية ومواصلتها فرض الحصار على المدن، إضافة إلى استهداف المواطنين وسلب المساعدات الغذائية، مبينًا أن القوى الانقلابية لا تزال تسيطر على بعض المناطق بقوة السلاح.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية وافقت على الحضور للكويت تأكيدًا على الالتزام بالقرار الأممي 2216 ووصل الفريق قبل الوقت المحدد، تأكيدًا على أن الحكومة الشرعية داعية للسلام وتعمل على إحلاله في البلاد.
وشدد محمد صالح ناشر أنه رغم وجد عناصر الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية قرب العاصمة صنعاء إلا أنها لم تتقدم لالتزامها التام بوقف إطلاق النار والتهدئة.
وأكد أن المشاورات اليمنية - اليمنية تعد فرصة تاريخية أمام القوى الانقلابية، وهذا الحدث التاريخي لن يتكرر ولن يعوض. وتابع: «تفويت القوى الانقلابية هذا التجمع الدولي المهم - إن استمر - يمثل المسمار الأخيرة الذي يدق في نعش القوى الانقلابية لأن أنظار العالم تتجه صوب الكويت وتشاهد سعي القوى الانقلابية لإفشال المشاورات وتعمد عدم الحضور في الوقت المحدد».
إلى ذلك أصدر وفد الحكومة اليمنية بمشاورات الكويت بيانا أكد من خلاله، حرصه على مصالح شعبه والتزامه بمسار السلام. وقال الوفد في بيانه الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنه «بناء على الثوابت المعلنة للمشاورات والممثلة بمقررات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وتجاوبًا مع جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ورغبة منا في إنهاء معاناة شعبنا من ويلات الحرب المفروضة عليه من قبل الانقلابيين، وبعد التزام الحكومة اليمنية بحسن نية بوقف إطلاق النار بتاريخ 10 أبريل تمهيدًا لإجراء المشاورات بروح بناءة وصادقة، رغم عدم التزام الطرف الآخر واستمرار خروقاته في جميع الجبهات».
وأضاف البيان «التزم وفد الحكومة اليمنية بالحضور في الموعد المحدد للمشاورات بدولة الكويت الشقيقة وقابل ذلك عدم حضور الانقلابيين ومواصلة سلوكهم اللامسؤول في المماطلة والتسويف، وهو موقف تكرر في جولات سابقة، يعكس مدى استهتارهم واستهانتهم بدماء شعبنا وبإرادة المجتمع الدولي وعدم جديتهم بإيقاف الحرب والتخلي عن العنف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن».
وقال البيان «إن مشاركة وفد الحكومة يأتي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 ووفقًا للمحاور الخمسة التي تم التأكيد عليها من قبل المبعوث الأممي في إطار تنفيذ القرار وفي مقدمتها الانسحاب وتسليم الأسلحة واستعادة مؤسسات الدولة والترتيبات الأمنية ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى والبحث بعد ذلك في خطوات استئناف العملية السياسية».
وأضاف البيان «إن الوفد إذ يقدر الجهود البناءة التي قام ببذلها ولد الشيخ خلال الأشهر الماضية من أجل التوصل إلى اتفاق على عقد هذه الجولة من المشاورات، وإذ يثمن دور دولة الكويت الشقيقة وقيادتها باستضافة المشاورات والجهود التي تبذلها لإنجاحها كاستمرار لمواقفها التاريخية المعهودة إلى جانب اليمن وشعبها وحرصًا على جهود السلام المبذولة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة الراعية للمبادرة الخليجية، يؤكد وفد الحكومة اليمنية بأنه سيتعامل بمسؤولية مع جهود مبعوث الأمم المتحدة مؤكدًا أن استمرار مثل هذه التصرفات والسلوكيات اللامسؤولة لا يمكن القبول بها والتغاضي عنها وسيعمل الوفد على اتخاذ المواقف المناسبة والمنسجمة مع مصالح شعبنا وتضحياته ونطالب المجتمع الدولي بموقف حازمٍ تجاه الاستهتار المستمر بكافة الجهود المبذولة لإحلال السلام».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».