كوماندوز أميركيون ساعدوا تونس في الحرب ضد الإرهابيين

قائد «أفريكوم»: نساعد دون أن نقاتل

قوات تشادية في تدريبات تحت إشراف قوات النخبة الاميركية  {واشنطن بوست}
قوات تشادية في تدريبات تحت إشراف قوات النخبة الاميركية {واشنطن بوست}
TT

كوماندوز أميركيون ساعدوا تونس في الحرب ضد الإرهابيين

قوات تشادية في تدريبات تحت إشراف قوات النخبة الاميركية  {واشنطن بوست}
قوات تشادية في تدريبات تحت إشراف قوات النخبة الاميركية {واشنطن بوست}

كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أن قوات أميركية خاصة ساعدت القوات الأمنية في تونس في الحرب ضد الإرهابيين. وأشارت الصحيفة إلى معركة في العام الماضي، بعد الهجوم الإرهابي على سياح أجانب، قتل خلالها عدد من الإرهابيين، وإلى أن رئيس وزراء تونس، الحبيب الصيد، أشاد بجهود القوات الأمنية التونسية، لكنه، كما قالت الصحيفة، «لم يشر إلى دور القوات الأميركية الخاصة في التخطيط للعملية، وفي تنفيذها».
وحسب الصحيفة، ساعدت تكنولوجيا الاتصالات الأميركية، التي كان يستعملها كوماندوز أميركيون من الفرقة الخاصة وخبراء من وكالة الاستخبارات المركزية (سى آي إيه)، على مطاردة قائد الإرهابيين خالد الشايب (مواطن جزائري يسمى أيضا لقمان أبو صخر)، حيث ساعد الأميركيون في نصب كمين له ولمرافقين معه في قلب الصحراء، وكانت هناك طائرة مراقبة عسكرية أميركية تحلق، وفريق مستشارين أميركيين يساعدون من موقع قريب.
وفي تصريح للصحيفة، أشاد الجنرال ديفيد رودريجز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، بجهود القوات التونسية في الحرب ضد الإرهاب، لكنه رفض التعليق على هذه العملية، كما رفض التعليق كذلك متحدث باسم «سى آي إيه».
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الخاصة، وقوات الكوماندوز الأميركية، قدمت خلال السنوات القليلة الماضية مساعدات لدول أخرى في الحرب ضد الإرهابيين، منها: استشارات قتالية، ومساعدات تكنولوجية، ومشاركات غير مباشرة. ومن بين هذه الدول: العراق، وأفغانستان، وأوغندا، وموريتانيا، وكينيا، ومالي، وكولومبيا، والفلبين، وتونس.
وقالت الصحيفة إن هذه العمليات السرية العسكرية «تظل تزيد، مع تراجع دور القتال المباشر للقوات الأميركية في الخارج، في عهد إدارة أوباما»، لكن الصحيفة نقلت تصريحات لمسؤولين وخبراء أميركيين بأن هذه المشاركات العسكرية السرية «لم تؤثر بدرجة كبيرة على الصورة العامة للأمن في تلك الدول التي تعانى من مشكلات سياسية واقتصادية عميقة»، وأن هذه المشاركات «تقدم للولايات المتحدة، والقوات المشاركة، إحساسا زائفا بالأمن، دون أن يكون هناك أثر دائم كبير».
وقالت لندا روبنسون، الخبيرة في معهد راند (ولاية كليفورنيا)، المتخصصة في قوات الكوماندوز الخاصة: «يوجد سوء فهم بأن عملياتنا العسكرية إما قتالية مباشرة، أو مجرد تدريبات. لكن، في الحقيقة، يوجد نوع في الوسط، وهو الاشتراك غير المباشر».
وقال ويليام ويشسلار، المسؤول الكبير السابق في البنتاغون: «يسهل علينا القتال المباشر. لكن، إذا كنا نريد مساعدة حكومات أجنبية في القتال، فإننا نتحمل بعض المخاطر. وإذا نجح هذا النوع من قتالنا غير المباشر، فلا بأس». وقال مسؤول عسكري كبير، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته: «نهدف إلى أن نجعلهم (الحكومات الأجنبية) يتحملون مسؤولية القتال، ويتحاشون مشكلات سياسية حساسة (اشتراك جنود أميركيين)، ونهدف إلى عدم ترك آثارنا على الأرض، ونهدف إلى أن نجعل الحكومة الشريكة تفتخر بما فعلت».
وفي وقت سابق، كان الجنرال رودريغيز، قائد «أفريكوم»، قد قال لـ«الشرق الأوسط»: «من أسباب تأسيس (أفريكوم) أن تأسيس قيادة واحدة مسؤولة أساسا عن العمليات العسكرية الأميركية في أفريقيا يسمح بتحديد الأولويات، وبإدارة أكثر فعالية لجهود التعاون الأمني مع شركائنا الأفارقة»، مضيفا: «تعمل (أفريكوم) مع الوكالات الحكومية الأميركية، ومع الشركاء الدوليين، لتعزيز القدرات الدفاعية، وقدرات الاستجابة للأزمات، وكذلك لردع وهزيمة التهديدات للدول، وهدفنا هو حماية المصالح القومية للولايات المتحدة، وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي».
واستطرد قائد «أفريكوم»: «خلال هذه السنوات، نجحنا في تعميق تعاوننا مع شركاء أفارقة، ومع شركاء أوروبيين. وأيضا، مع الوكالات الحكومية الأميركية، كما دعمنا استجابات الحكومة الأميركية للأزمات. والآن، أعتقد أننا أصبحنا أكثر فعالية في ذلك، وأننا أصبحنا أكثر فعالية في مجالات كثيرة تتعلق بمساعدة الشركاء على تعزيز قدراتهم، وتمكينهم من التصدي للتهديدات الإقليمية».
وردا على اتهامات بأن وجود القوات الأميركية في أفريقيا هو نوع من أنواع التدخل العسكري باسم الحرب ضد الإرهاب، نفى الجنرال ذلك، وقال إن هناك ظروفا جديدة، وجيلا جديدا من قادة سياسيين واجتماعيين واقتصاديين في أفريقيا، يختلفون عن الجيل السابق، مضيفا: «وسعت كل من التكنولوجيا والعولمة وجهات نظر مجموعة واسعة من الأفارقة أكثر من أي وقت مضى، وصار شباب اليوم الأفريقي على اتصال متزايد مع بعضهم البعض، ومع العالم، وذلك من خلال نظم اتصالات جديدة، وبأسعار معقولة. وأكثر فأكثر، بسبب ظهور تكنولوجيات مبتكرة، مثل وسائل الإعلام الاجتماعية. لهذا، أستطيع القول: صارت الحكومات والقادة الأفارقة، مثل غيرهم في مختلف أنحاء العالم، يحاسبون من قبل شعوبهم أكثر من أي وقت مضى».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.