حماس تنشر المزيد من عناصرها على الحدود مع مصر

أقامت نقاط مراقبة جديدة وثابتة لضبطها

حماس تنشر المزيد من عناصرها على الحدود مع مصر
TT

حماس تنشر المزيد من عناصرها على الحدود مع مصر

حماس تنشر المزيد من عناصرها على الحدود مع مصر

نشرت حركة حماس مزيدا من عناصرها الأمنية على الحدود مع مصر، ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الحركة في قطاع غزة على مدار الأسابيع الماضية؛ لإثبات توجهات جديدة نحو القاهرة.
وانضم مسلحون من حماس إلى آخرين بنوا، في اليومين الماضيين، مواقع أمنية جديدة على طول الشريط الحدودي، تحولت إلى نقاط مراقبة ثابتة إضافية، ووضعت كرافانات كذلك في مواقع قريبة.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحركة معنية بتعزيز الأمن على الحدود مع مصر، وسترسل مزيدا من العناصر الأمنية إذا اقتضت الضرورة ذلك».
وأضافت «على الرغم من أن الحركة كانت تسيطر تماما على الحدود، فإنها معنية أن تثبت للقاهرة جدية تعهداتها، بألا تكون غزة منطلقا لأي أعمال ضد مصر».
وأكدت المصادر، أن العناصر الأمنية لحماس، ستمنع أي تسلل من غزة إلى سيناء أو العكس، كما ستمنع أي تهريب للأسلحة إلى الخارج.
وبحسب المصادر، فإن حماس تراقب ما هو فوق الأرض وتحتها على الحدود مع مصر، في إشارة إلى الأنفاق.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة، إياد البزم، أكد رسميا، تشديد الإجراءات الأمنية عبر حدود القطاع مع مصر، موضحا أن من بين هذه الإجراءات، مضاعفة أعداد المواقع الأمنية.
وأشار إلى إقامة ثلاثة مواقع أمنية، للمرة الأولى، في المنطقة الواقعة بين معبر كرم أبو سالم- كيرم شالوم، وشرق رفح. وصرح المتحدث بأن حماس «تهدف إلى إيصال رسالة للقاهرة، مفادها أنها حريصة على الأمن المصري، وأنها لن تسمح بحدوث خروقات أمنية».
وجاءت خطوة تأمين الحدود بعد خطوات أخرى، من بينها ملاحقة عناصر متشددة في قطاع غزة، وإزالة أي مظاهر لها علاقة بحركة الإخوان المسلمين، بما في ذلك صور وشعارات ومنشورات ولافتات.
وتتطلع حماس إلى تعزيز العلاقات مع مصر، بعد أن فتحت القاهرة أبوابها للحركة الإسلامية الشهر الماضي، حيث التقى وفد من الحركة بقادة المخابرات المصرية الذين طلبوا منه فك الارتباط بالإخوان، وضبط الحدود، وملاحقة السلفيين، ومنع تنقلهم من سيناء وإليها، والتعاون في أي معلومات أمنية تمس الأمن القومي المصري، والتوقف عن تهريب الأسلحة من سيناء وإليها أيضا. وهي الطلبات التي وافقت عليها حماس وأبلغت المصريين بأنهم في غزة لا يتلقون أي أوامر أو تعليمات من الإخوان، وألا علاقات تنظيمية بهم، وأن الحركة تركز، فقط، على عملها داخل فلسطين، وأنها تتعهد بضبط الحدود، وستمنع أي تنقل للسلفيين من غزة إلى سيناء أو العكس، بل ستواجههم إذا اقتضى الأمر، ولن توافق أبدا على أن تكون غزة منطلقا لأي أعمال ضد مصر، ناهيك عن أن الحركة لا تسمح بخروج أي سلاح من القطاع؛ لأنها تبحث عن كل رصاصة يمكن أن تفيد قطاع غزة.
وكانت حماس طلبت من مسؤولي المخابرات المصرية في المقابل، فتح معبر رفح، وإعادة المختفين الأربعة من كتائب القسام، الذين اختطفوا في سيناء العام الماضي، ووقف ضخ مياه البحر في الأنفاق، واستئناف محادثات التهدئة مع إسرائيل.
ولم تجب مصر على طلبات حماس. وقالت: إنها ستدرسها، لكنها ضغطت على وفد الحركة من أجل إتمام المصالحة مع حركة فتح، وأبلغتهم بأن فتح معبر رفح مرتبط بوجود السلطة الفلسطينية عليه، بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تعمل في قطاع غزة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.