تشاك هيغل: زيارة أوباما للسعودية «ضرورية».. وتقوية العلاقات «أمر أساسي» لمستقبل الشرق الأوسط

وزير الدفاع الأميركي السابق أكد في حوار مع «الشرق الأوسط» أن الحرب في سوريا تقترب من لحظة التسوية.. واستمرارها ليس في مصلحة أحد

تشاك هيغل
تشاك هيغل
TT

تشاك هيغل: زيارة أوباما للسعودية «ضرورية».. وتقوية العلاقات «أمر أساسي» لمستقبل الشرق الأوسط

تشاك هيغل
تشاك هيغل

في حديثه إلى «الشرق الأوسط» اتسمت أجوبته بالجرأة الشديدة والصراحة المتقدة، منطلقًا من أسباب واقعية. عمق معرفته واهتمامه بمنطقة الشرق الأوسط منذ كان عضوًا في مجلس الشيوخ، مما سمح له بأن يتحدث من موقع المسؤول العارف.
وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هيغل، غادر منصبه في فبراير (شباط) العام الماضي، لكن بسبب آرائه وتحليلاته ومتابعاته وبعد نظره يبقى «العنوان» الذي يقصده الكثيرون لمعرفة ما يدور، أو ما يجب أن يحصل.
من متطوع في حرب فيتنام إلى قائد لفرقة مشاة فيها، بدأت خبرته العسكرية الواسعة. يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أمر أساسي جدًا لمستقبل الشرق الأوسط.. فالتكامل بين مؤسساتنا أمر حاسم للدفاع عن المنطقة وأمنها».
وأكد هيغل أن نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق فشل في توحيد العراق، وبالتالي فإن فشل سياساته كان من أحد أسباب بروز «داعش». وقال إن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ كبيرًا بغزو واحتلال العراق، وإن قصف ليبيا كان خطأ.
وردًا على التدخلات الإيرانية، قال هيغل إن الولايات المتحدة لن تخرج من الشرق الأوسط، مبرزًا في أجوبته أن السعودية «شريكنا الكبير في المنطقة وأن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة مؤسسات عسكرية قادرة، وأن قواعدنا البحرية والجوية في البحرين وقطر مهمة جدًا لنا ولشركائنا في الخليج».
ألمح هيغل إلى الاقتراب من لحظة التسوية في سوريا، ونبه على عدم وضع إزاحة الرئيس بشار الأسد كأساس للمفاوضات، إذ «يمكننا التوصل إلى تسوية تجرده من دوره»، فهو لا يرى له مستقبلاً في سوريا.
* هل ستحافظ الولايات المتحدة على علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في العشر سنوات المقبلة؟
- نعم وبكل تأكيد، فالمصالح المشتركة بين الطرفين واضحة، وهي ستستمر في تقريب العلاقات أكثر، وسوف تلتقي مصالحنا، ونحن نحاول إيجاد أجوبة للمشكلات الأكبر والتحديات والأخطار. ليس فقط في الشرق الأوسط إنما أيضًا تبعات مشكلات الشرق الأوسط كما نرى اليوم في أوروبا من تدفق اللاجئين من سوريا والعراق واليمن ودول أخرى.
من المؤكد أن العلاقات بين السعودية وأميركا ودول مجلس التعاون الخليجي منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية زادت رسوخًا، وسوف تستمر بقوة. ومثل كل التحالفات والشراكات فهذا لا يعني أنه لن تكون هناك خلافات أو تحديات، فهيمنة المصلحة الكامنة في التحالف الأميركي–الخليجي ستكون أكثر أهمية من أي خلاف.
* العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، كما قال لوكالة «بلومبرغ» يريدان علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، ويبدو وكأنك تتفق معهما على ذلك، لكن هل ترى تعميقًا للعلاقات الأميركية–السعودية على الجبهتين الاقتصادية والعسكرية؟
- نعم، لأن السعودية هي دولة رئيسة في المنطقة، وهي زعيمة في دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك يجب أن تكون جزءًا في العلاقات الاستراتيجية الجديدة، وفي تقويتها وتعميقها ليس فقط مع الولايات المتحدة، بل مع كل دول الشرق الأوسط. لكن تقوية العلاقات الاستراتيجية أكثر بين الولايات المتحدة والسعودية أمر أساسي جدًا لمستقبل الشرق الأوسط. هذا لن يكون على حساب العلاقات مع الدول الأخرى، فإيران تبقى دولة مهمة، وتركيا، ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، لكن السعودية هي مركزية بالنسبة إلى مستقبل الشرق الأوسط والعلاقة مع الولايات المتحدة.
* كيف تقيّم التعاون السعودي–الأميركي في مكافحة الإرهاب؟
- إننا نتعلم من بعضنا بعضا، ونتقرب أكثر ومستمرون في تفعيل علاقاتنا، في دمج استخباراتنا والشؤون العسكرية ومصالحنا الدبلوماسية والاقتصادية. كل دولة لها سيادتها وكل دولة تتجاوب مع مصالحها الخاصة، لا خطأ في ذلك. بكل تأكيد هكذا تفعل الولايات المتحدة وكذلك السعودية، لكن هذا لا يحصل من دون شراكة تدفع إلى تحالف المصالح مع دول أخرى. وهكذا مع استمرار تطور العلاقات الاستراتيجية العميقة بين الولايات المتحدة والسعودية، فهذا يعني المزيد من التكامل بين مؤسساتنا المهمة التي هي حاسمة ليس فقط بالنسبة للحكم في دولنا، بل أيضًا للدفاع والأمن. الاستخبارات جزء أساسي من هذا كله. وأيضًا هناك تفهم بعضنا بعضا، وأعتقد أن الناحية الدبلوماسية لا تأخذ حقها. هناك قانون للشؤون العسكرية، لكن الحالات العسكرية لن تحل المشكلات التي هي عميقة وشائكة في الشرق الأوسط والتي تأتي من مخزون كبير من المشكلات. لذلك العلاقة يجب أن تكون أعمق من الشراكة والصداقة العسكرية.
* هل يمكننا وضع «داعش» في خانة الخيارات العسكرية؟ وكيف يمكن هزيمة «داعش»؟
- يمكن إلحاق الهزيمة بـ«داعش» عبر الوسائل التي تحدثنا عنها عبر قوة التحالفات. إذا استمرت دول الشرق الأوسط ودول الغرب والعالم في اتحادنا ضد هذه الراديكالية، واستعملنا مصادرنا ودمجنا أكثر مؤسساتنا عبر تبادل المعلومات الأمنية وجمعها، وعبر قوتنا الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية، عندها سنهزم «داعش». إنما يجب أن ندرك أن هذه ليست فقط مشكلة عسكرية بل أعمق من ذلك. هناك كثير من الآيديولوجيا في هذه المسألة. علينا أن نسأل كيف أصبح «داعش» قوة؟ من أين له ذلك؟ كيف بدأ؟ هناك أجوبة عدة عن ذلك. يمكن أن نعود في التاريخ إلى الوراء حيث صراع القبائل والأعراق والأديان الذي هو جزء من الشرق الأوسط لقرون، تخلله استعمار أوروبي، واقتصاد غير متطور. هناك عوامل عدة أنتجت «داعش»، ثم التكنولوجيا ساعدت «داعش» أكثر. فالتكنولوجيا أعطت قوة للناس والآيديولوجيا، وكما أن التكنولوجيا أعطت سلطة لأمور جيدة كي تحدث في حياة الناس والدول والاقتصاد كذلك أعطت قوة للراديكاليين والذين يمزقون الدول والثقافات.
الخطورة في الأمر الآن، أن هناك خطرًا حقيقيًا يواجهه العالم. براعة تنظيم داعش في استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي، واستغلاله للواهمين، والغاضبين في كل العالم، إضافة إلى القدرات التي يتمتع بها «داعش» تجعل الوضع خطيرًا. لذلك فإن العمليات العسكرية هي جزء من الحل، فنحن نقوم بغارات مشتركة ضد «داعش» في عدة دول، لكن الأمر أعمق من ذلك.
* هل تعتقد بأن سياسة نوري المالكي في العراق لعبت دورًا في بروز «داعش»؟
- للأسف، فشل رئيس الوزراء المالكي في توحيد العراق، حيث نص الدستور العراقي على المشاركة في السلطة من قبل السنّة، والشيعة والأكراد. أعتقد بأن مالكي لم يسمح بهذا، بل سمح باستمرار الصراع في شمال العراق مع الأكراد، وفي الغرب مع السنّة، وفي مناطق الشيعة. وهذا أدى إلى غضب كبير وخيبات، وبدل أن يعمل على توحيد العراق، فإن سياساته قسمت العراق أكثر. نعم، أعتقد أن الكثير مما حدث في العراق سبب في بروز «داعش».
عندما ننظر أعمق إلى البراعة في التكتيك الاستراتيجي العسكري لـ«داعش»، نرى أنه يأتي من الضباط البعثيين السابقين الذين طردوا من العراق عندما غزت الولايات المتحدة العراق. ذلك كان خطأ ارتكبته الولايات المتحدة. غزو واحتلال العراق. هذا أيضًا كان عاملاً في نوعية الشرق الأوسط الذي نراه الآن. كذلك كان قصف ليبيا خطأ. أعتقد أن أمورًا كثيرة أدت إلى بروز «داعش».
* هذا يعني أنك توافق الرئيس باراك أوباما ندمه على الخطأ ما بعد قصف ليبيا؟
- نعم. أنا لم أكن وزيرًا للدفاع في ذاك الوقت. ولو كنت وزيرًا للدفاع لاتخذت الموقف نفسه الذي اتخذه الوزير روبرت غيتس، الذي كان معارضًا للتدخل. وأعتقد أن ذلك أيضًا كان خطأ أساسيًا أنتج ليبيا لا يمكن حكمها. إنها خارج نطاق السيطرة، تمامًا كما اليمن خارج نطاق السيطرة وأغلب سوريا خارج نطاق السيطرة وجزء كبير من العراق خارج نطاق السيطرة، والأوضاع تزداد سوءًا في لبنان. إن الشرق الأوسط الآن هو أقل استقرارًا وأخطر أكثر من أي وقت منذ الحرب العالمية الثانية. ومحاولة إعادة الاستقرار للشرق الأوسط لن تكون مهمة سهلة. وعندما أقول إعادة الاستقرار أعني وقف القتل بقدر ما نستطيع عبر مختلف حالات وقف إطلاق النار التي تقوم بتطبيقها الآن الأمم المتحدة في سوريا واليمن. وعندها فقط، عندما يسود نوع من الاستقرار يمكن لكل القوى في الشرق الأوسط، ليس الولايات المتحدة وليس روسيا، نحن نستطيع أن نساعد، بل على القوى في الشرق الأوسط أن تقرر أي نوع من الشرق الأوسط تريد، وعندها فقط يمكن لهذه القوى أن تبدأ بحل بعض الخلافات لتنطلق منها. مجددًا، أظن أنه بسبب كثير من الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبت في أوقات مختلفة، كلها أدت إلى بروز «داعش».
* كيف سيكون رد الفعل الأميركي لاستمرار التدخل الإيراني في اليمن، وسوريا، والعراق ولبنان عبر حزب الله؟
- حسنًا، لا تزال إيران أهم دولة راعية للإرهاب في العالم. وهي موجودة في الدول التي ذكرتها وكلنا، أعني الولايات المتحدة والسعودية ودول المنطقة نتعامل مع هذا، وأفضل طريقة تكون عبر عمليات وآلية إيجاد قواسم مشتركة مع الإيرانيين بحيث نجلبهم إلى التحالف مع مصالح السعودية وتركيا ومصر وأميركا والغرب. إن كان ذلك عبر اتفاق نووي أو ما شابه من أجل بدء عملية مع الإيرانيين لنفهم من خلالها ما هي مصالحهم. ولا أعتقد بأن من مصلحة إيرانية الاستمرار في رعاية الإرهاب والصراعات في الدول الأخرى. هذا لن يكون سهلاً.
أظن أن هناك قوتين مختلفتين على الساحة الإيرانية اليوم. وأعتقد بأن فريق روحاني–ظريف قائم، وأعرف الكثير من القادة الإيرانيين مذ كنت في مجلس الشيوخ، حيث كنت أزور الأمم المتحدة وأتناول الغذاء مع السفير الإيراني إلى الأمم المتحدة محمد جواد ظريف. أعتقد بأن هناك قوى في إيران نريد مساعدتها وتقويتها، بالطبع هناك قوى الظلام التابعة للمرشد الأعلى مثل الحرس الثوري الراغبين في أخذ إيران نحو اتجاه مختلف. الوضع معقد إنما يجب أن نكون أذكياء ونجد طرقًا للعمل مع الإيرانيين كلما توفرت الفرصة، ويجب أن نكون واضحين بأننا لن نقبل تصرفاتهم. من هنا فإن الوجود العسكري الأميركي القوي في الشرق الأوسط يجب أن يستمر في قواعدنا في الخليج، وهذا من أحد الأسباب التي دفعتني في مايو (أيار) 2014 لعقد أول لقاء لوزير الدفاع الأميركي مع وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي، وكان ذلك للبدء في جمع قدراتنا الدفاعية معًا للمصلحة المشتركة. يجب ألا نفترق هنا ونتمزق بما يريد البعض في إيران فعله، ويحاولون فعله بفصل دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة عن السعودية أو دول أخرى. لذلك يجب أن تبقى شراكتنا قوية في مواجهة ما تقوم به إيران في بعض هذه الدول.
* هل دول الخليج هم شركاؤكم العسكريون الأكثر قدرة، وهل هذه الدول قوية بما يكفي لتكمل وجودكم العسكري القوي في المنطقة؟
- أظن، وبشكل عام أن القوة العسكرية لشركائنا دول مجلس التعاون الخليجي في تحسن ملحوظ وتزداد قوة وتقدمًا، وهذا يعتمد على كل دولة منفردة. من الواضح أن السعودية هي الشريك الكبير، إنها دولة كبيرة. دولة الإمارات العربية المتحدة لديها مؤسسات عسكرية قادرة جدًا، وكل من هذه الدول تزداد قوة، من هنا، فإن علاقاتنا العسكرية معها إن كانت الجوية أو البحرية قوية، إننا ندمج أصولنا العسكرية بشكل فعال يوميًا مع قوات مجلس التعاون الخليجي، ومن المؤكد أن قواعدنا البحرية والجوية في البحرين وقطر مهمة جدًا هناك للولايات المتحدة ولشركائنا في مجلس التعاون الخليجي. نعم نحن نتوجه في الاتجاه الصحيح ونحتاج أن نستمر في تقويتها، ولدينا الكثير من التفاعل بين القادة العسكريين الأميركيين والقادة العسكريين الخليجيين، كما هناك الكثير من ضباط صف خليجيين يأتون إلى هنا للتدريب في كثير من مدارسنا العسكرية.
هل يجب أن نفعل أكثر؟ نعم. هل نستطيع أن نفعل أكثر؟ نعم. هل يمكن أن نصبح أفضل؟ نعم. إننا نسير في الاتجاه الصحيح ولن نقدم على فعل شيء أو نسمح بشيء يقسمنا أو يحيد بنا عن توجهنا من الاستمرار في تقوية هذه العلاقات العسكرية.
* بعد هذا الذي قلته، هل التوازن العسكري في الخليج لا يزال يميل لصالح شركائكم الخليجيين وبعيدًا عن إيران؟
- إيران دولة كبرى، وهي قوية ولديها قدرة عسكرية متطورة وسوف تستمر كقوة مميزة في الشرق الأوسط عسكريًا واقتصاديًا. وهذه حقيقة، والتوازن الذي أشرت إليه حاسم هنا. على إيران أن تدرك وتحترم هذا التوازن. لأن توازن القوى تاريخيًا مهم جدًا، فالحروب اشتعلت عندما اختل التوازن. لا نريد لهذا أن يحدث ولا نريد أن نلاحظ أن ذلك قد يحدث.
* هذا يعني أن الولايات المتحدة لن تصغي إلى إيران وإلى ما قاله أخيرًا وزير دفاعها حسين دهقان بأن على أميركا الخروج من المنطقة؟
- أميركا لن تخرج من الشرق الأوسط. تربطنا علاقات مشتركة، صداقة وشراكة في الشرق الأوسط منذ زمن طويل، خصوصًا منذ الحرب العالمية الثانية. لا توجد منطقة في العالم لا تؤثر على مصالح وعلاقات أميركا، وبالتأكيد الشرق الأوسط واحد من هذه المناطق. العالم يتحول ويتغير وبالطبع تراجع الولايات المتحدة مصالحها، ومن الواضح أن لدينا الكثير من الاستثمارات العسكرية المتطورة في الشرق الأوسط اليوم، وهذا غير مقبل على التغيير.
* هل ترى أي ضوء في نهاية النفق لنهاية الحرب في سوريا، وهل أن وجود الرئيس بشار الأسد يمنع الحل السياسي هناك؟
- نعم أرى ضوءًا في نهاية النفق، لأن هذا النوع من الصراعات والمعاناة التي تنتج عنها لن تدوم إلى ما لا نهاية، ولا بد من لحظة تسمح بنوع من التسوية، وأعتقد أننا نقترب من هذه اللحظة. وكما قلت فإن هذا لن يحصل من دون الروس، والإيرانيين والسعوديين والأتراك، من دون اللاعبين الأساسيين في الخارج بما فيهم الولايات المتحدة وروسيا. إننا نقترب من تلك اللحظة، لم نصل بعد.
أما بالنسبة إلى مستقبل الأسد، فأعتقد، من أي زاوية نظرنا إليه أو حكمنا عليه، فإن لا مستقبل للأسد في سوريا. فما فعله لشعبه ووطنه لا يعطيه شرعية البقاء. لكن ما يجب أن نكون حذرين منه هو أنه لا نستطيع أن نضع إزاحة الأسد كنقطة رئيسية لأية تسوية، لأنه إذا فعلنا ذلك فلن نصل إلى أي تسوية، فالروس والإيرانيون كانا واضحين جدًا تجاه هذه النقطة. يمكننا التوصل إلى تسوية حيث يمكن في النهاية تجريد الأسد من دوره، لكن إذا بدأنا بهذا الأمر المطلق فلن يكون هناك وصول إلى حيث نريد أن نصل. أظن أنه من الأذكى أن نتوصل إلى وقف فعال لإطلاق النار. إيقاف القتل والمعاناة، البدء في مناقشات، ثم الحديث عن الحكومة المستقبلية في سوريا، من سيكون في هذه الحكومة والشعب السوري يقرر الحكومة. وقد يكون الأسد فيها، لكنني لا أرى أي مستقبل له في سوريا، إنما يجب ألا نجعل مغادرته أساس المفاوضات قبل أي ترتيبات، لأن هذا سيدفع الروس والإيرانيين إلى الزاوية ولن نصل إلى نتيجة.
* يقولون هنا في لندن، إن الحرب ستنتهي في الصيف وهناك تنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا؟
- لا أعرف إذا كانت ستنتهي في الصيف، لكن يمكنني القول إن الروس والأميركيين عملا معًا حول هذا. والطرفان قريبان من بعضهما بالنسبة إلى مستقبل سوريا اليوم عما كانا عليه قبل عام. الروس يريدون وجودًا هناك، لديهم منشأة هي الوحيدة لهم في الشرق الأوسط (قاعدة طرطوس)، لا يريدون خسارتها أو خسارة نفوذهم في المتوسط. أتفهم ذلك، إنما الروس يريدون لهذه الحرب أن تنتهي. الإيرانيون في موقع مختلف عن الروس، ثم في نيتهم الأذى لكن ليس من مصلحتهم أيضًا أن تبقى الحرب مشتعلة وليس من مصلحة الشرق الأوسط.
* هل الاجتماعات العسكرية السنوية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي التي بدأتها أنت، ستستمر، وهل تدعم لقاءات سنوية بين رئيس الولايات المتحدة وزعماء دول الخليج في الرياض أو واشنطن؟
- أعتقد أن هذه الاجتماعات التي بدأتها على مستوى وزراء الدفاع مهمة جدًا، وأعتقد أنك تذكرين أن الرئيس أتبع اجتماعاتي بلقاء عامي 2014 و2015 مع زعماء الخليج في كامب ديفيد. والرئيس سيكون قريبًا في السعودية، للقاء القادة الخليجيين. إنه أمر حتمي وضروري لرئيس الولايات المتحدة. نعم، أعتقد أن اللقاءات ستستمر ويجب ان تستمر، وأنا سعيد جدًا لأن الرئيس أوباما متوجه إلى السعودية وسيلتقي زعماء مجلس التعاون الخليجي لأننا نحتاج أن نبني على ذلك. لا يمكن أن نسمح أن تصيبنا الخلافات بالعمى أو أن تستنزفنا، فهذا يبعدنا عن التركيز على حيث يجب أن نكون معًا لنحل هذه المشكلات، وهذا من مصلحتنا.
* تعاملت بشكل موسع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كيف ترى العلاقات الأميركية–المصرية وهل ترى مصر شريكًا استراتيجيًا؟
- أعتقد أن مصر بحكم الواقع هي أكبر دولة عربية وحجر الزاوية في العالم العربي، وستكون باستمرار مهمة للشرق الأوسط. أنا كنت أطرح دائمًا، خلال جلسات مجلس الأمن، أننا لا نستطيع كولايات متحدة أن نخسر تأثيرنا في مصر. العلاقات بين مصر وإسرائيل مثلاً هي أيضًا أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط، وتلك العلاقة اليوم جيدة جدًا، خصوصًا في سيناء حيث خطر «داعش» ومجموعات إرهابية أخرى. الدول المجاورة كالأردن وسوريا مهمة أيضًا، من هنا، يجب أن نستمر في العمل مع مصر، وعلى دول المنطقة الاستمرار بالعمل مع مصر. يجب أن نحمي توازن هذه الدول ونستمر في العمل نحو حلول. لا يمكن أن نركز فقط على سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق أو مصر، علينا أن نركز عليها كلها، مع العلم أن كل دولة منفصلة ومختلفة، وكلها يجب أن تكون في إطار واسع، إطار الشرق الأوسط.
* لكن لا أحد يركز على لبنان؟
- للأسف الوضع في لبنان لا يتحسن. لقد كان لبنان وبعدة طرق دولة مهمة جدًا، ويمثل الكثير من الأمور. أنا أرى لبنان كبوابة الشرق إلى الغرب وبوابة الغرب إلى الشرق. كان دولة مهمة لتضييق هوة الخلافات الثقافية والدينية وهذا ساعد على التجارة. تاريخ بيروت يشير إليها دائمًا باعتبارها العاصمة المصرفية للشرق الأوسط. كانت باريس الشرق الأوسط.
* كيف نستعيدها؟
- نحتاج أن نستعيدها. وهناك لاعبون كثر يتدخلون في لبنان. للأسف تستمر إيران في التدخل بطريقة سلبية، أشرت إلى «حزب الله»، نعم أعرف أن السعودية داعمة قوية لبعض المجموعات. أحب أن أقول إن رفيق الحريري (رئيس الوزراء السابق) كان صديقًا حميمًا لي، وفي الكتاب الذي كتبته وصدر عام 2008 في آخر سنة لي في مجلس الشيوخ أشرت إليه في كثير من الصفحات. كان رفيق الحريري واحدا من أكثر الزعماء إثارة للإعجاب، وكان اغتياله خسارة كبيرة للشرق الأوسط لما كان يفعله، وهذا هو السبب ربما لاغتياله، لأنه كان يشكل خطرًا على كثير من الناس. نحن بحاجة أن نجد شخصًا من طراز رفيق الحريري. قد يكون الوضع الآن أكثر تعقيدًا وأكثر خطورة، لا أعرف إلى أين تتجه الأمور. أنا على علاقة صداقة مستمرة مع بهاء رفيق الحريري، الابن البكر، وأعرف عددًا من اللبنانيين في واشنطن، أحاول أن أساعد قدر ما أستطيع وأعطي النصيحة حيث أستطيع. لكن الوضع معقد. والكل يعاني من وضع صعب، فلبنان يتأثر بكل ما يجري حوله.
* هل تشجع محادثات سرية–خلفية بين السعودية وإيران من أجل استقرار المنطقة؟
- أعتقد أنه من الحكمة فعل ذلك. أمنت دائمًا بمحادثات القنوات الخلفية، لأنه إذا نظرنا إلى النجاحات الكبيرة في التاريخ لهذا النوع من المحادثات، كما حصل بين الولايات المتحدة والصين، فتلك المحادثات السرية التي قام بها هنري كيسنجر مع نظيره الصيني ورئيس وزراء الصين آنذاك شو آن لاي، هذه القنوات الخلفية أنتجت نجاحات كبيرة، لأنه إذا اعتمدت فقط المحادثات العلنية، والشفافة بين الدول والقادة، فإنها ستكون دائمًا محدودة في توجهها بما يمكنهم أن يقولوا، وما يمكن أن يفعلوه، لكن القنوات الخلفية منفصلة، لا حدود لما يمكن القيام به، إنها هادئة، لا أحد يعرف بها، يمكن إجراء تجارب وجس نبض، يمكن إيجاد طرق للالتفاف، وبعد ذلك الإعلان عنها عندما تنتهي. من هنا، أشجع وبقوة «قنوات خلفية» ما بين السعودية وإيران. والواقع أن على السعودية وإيران أن تلتقيا. ستبقى هناك بينهما اختلافات، أحترم ذلك، لكن من أجل مستقبل الدولتين ومستقبل الشرق الأوسط عليهما أن تجدا ما يكفي من القواسم المشتركة من أجل تسيير الأمور. ليستا مضطرتين أن تكونا أفضل الأصدقاء، لا تحتاجان إلى ذلك، لكن إذا لم يتم تحقيق ارتفاع في منسوب العلاقات فإن الوضع الحالي سيؤدي إلى خطر مطلق في الشرق الأوسط وعلى الدولتين أيضًا.
* الرئيس أوباما زار كوبا. الآن سكان هيروشيما يأملون برؤيته في مدينتهم. هل تعتقد أنه يمكن أن نراه في طهران قبل أن يغادر الرئاسة؟
- أشك في حصول هذا. لست متأكدًا ما سيكون الهدف. قادة العالم وخصوصًا الرئيس الأميركي لا يمكنهم «أن يحطوا» هكذا في الدول، خاصة دولة مثل إيران. كانت عدوًا لأميركا منذ 1979 احتلت سفارتنا وأخذت وحجزت حرية 350 شخصًا من موظفي وزارة خارجيتنا. أعتقد أن الرئيس أوباما بالتفاوض مع إيران، وما استطاع أن يحققه معها، كان جيدًا وأنا دعمته، لأن شعوري قائم على أن الدول العظمى تتحاور فهذا واجب. التحاور ليس استرضاء أو استسلامًا. الدول العظمى يجب أن تكون لديها الثقة كي تتحاور. إذا لم تفعل فالذي يقع سلسلة من سوء الفهم، وهذه تؤدي دائمًا إلى الصراع أو إساءة الحساب. لذلك أشك في أنك سترين الرئيس أوباما في طهران، لكنني أعتقد أنه سيذهب إلى هيروشيما وهذا الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. أنا كنت داعمًا للانفتاح على كوبا، ذلك أن السياسة الأميركية تجاه كوبا في السابق كانت سخيفة.
* بالنسبة إلى الانتخابات الأميركية، يقول بعض المراقبين ان زعماء الخليج سيفتقدون أوباما بمرارة شديدة، إذ ما عليهم إلا النظر إلى مستشاري السياسة الخارجية للمرشحين للرئاسة الآن؟
- ما نراه في الحملات الرئاسية الآن هو شعبوية أميركية، محبطة للغاية، غاضبة ومنفصلة عن حكومتها وعن سياستها. وعندما تنظرين إلى المقترعين لدونالد ترامب أو للسناتور تيد كروز، أو السناتور بيرني ساندرز، إذا أخذنا تلك الأصوات مجتمعة فكلها في الحقيقة أصوات احتجاج، إنها أصوات تقول نريد شيئًا جديدًا مختلفًا.
* لكنك لم تذكر السيدة هيلاري كلينتون؟
- إنها تختلف، مرشحة تعرف المؤسسة. كانت السيدة الأولى لمدة 8 سنوات، كنت معها في مجلس الشيوخ وكانت وزيرة للخارجية مدة 4 سنوات. إنها تمثل أصوات تختلف عن الثلاثة الذين ذكرتهم. هؤلاء الثلاثة يعكسون أصوات أميركا المحبطة والمنزعجة من كل شيء. قبل أربع سنوات ما كان يمكن أن نرى على المسرح أشخاصًا مثل ترامب أو كروز بسبب تصريحاتهم غير المسؤولة، لكن اليوم يختلف. على كل، سنستقر، دائمًا تسترجع أميركا أنفاسها وتستقر وتبدأ بتصور الأمور، وأمل أن نفعل ذلك مجددًا.
لقد قلت على مدى السنوات، إن السياسة تعكس المجتمع، لا تقود المجتمع. إذا كان توازن المجتمع مختلاً سيكون لدينا مرشحون يعكسون ذلك، وهذا ما حصلنا عليه.
* هل أنت مع كلينتون؟
- لست مع أحد. لم أقرر بعد على أي منهم، وأظن أن ما علينا فعله الانتظار لنعرف مرشحي الحزبين.
* وهل ستكون يومًا مرشحًا للرئاسة؟
- كلا.



السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
TT

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن أسف المملكة لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وأكدت الوزارة، أن «إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرّب من السلام المنشود».

وجددت الخارجية السعودية مطالبة المملكة باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه «وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة».


عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تطورات المنطقة

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
TT

عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تطورات المنطقة

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، في اتصال هاتفي مع حسين أمير عبداللهيان وزير خارجية إيران، التطورات الخطيرة الراهنة في المنطقة وتداعياتها على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي أهمية التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والعمل من أجل منع اتساع دائرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن تغليب الدبلوماسية والحوار هو السبيل لحلّ الخلافات وضمان أمن المنطقة وسلامة شعوبها.

كما أكد الشيخ عبد الله بن زايد أن السلام والازدهار والتنمية هو ما يجب أن تحظى به وتستحقه دول المنطقة.

كما بحث الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة.


خادم الحرمين يتلقى رسالة من ملك البحرين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
TT

خادم الحرمين يتلقى رسالة من ملك البحرين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية، من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

تسلم الرسالة نيابة عن الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، الدكتور عبد الرحمن الرسي وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة، لدى استقباله في الرياض، الخميس، الشيخ علي بن عبد الرحمن آل خليفة السفير البحريني لدى السعودية.

وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدولية المتعددة يتسلم الرسالة من السفير البحريني (واس)

واستعرض الجانبان خلال الاستقبال العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، وناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.


وزير الخارجية السعودي يبحث تطورات غزة مع نظيريه الإسباني والبلجيكية

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
TT

وزير الخارجية السعودي يبحث تطورات غزة مع نظيريه الإسباني والبلجيكية

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، خلال اتصالين هاتفيين، الخميس، مع نظيريه الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، والبلجيكية حاجة لحبيب، مستجدات المنطقة، وفي مقدمتها التطورات بقطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة بشأنها.

من جانب آخر، استقبل الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض، فيليب إيفانوفيتش وزير خارجية الجبل الأسود، واستعرض معه سبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين بمختلف المجالات، كما ناقشا المستجدات الإقليمية والدولية.

وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان يستقبل فيليب إيفانوفيتش وزير خارجية الجبل الأسود (واس)


السعودية وباكستان لتعزيز العلاقات الأمنية والدفاعية

جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
TT

السعودية وباكستان لتعزيز العلاقات الأمنية والدفاعية

جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)

قالت وزارة الدفاع الباكستانية، الأربعاء، في بيان، إن مساعد وزير الدفاع السعودي، طلال العتيبي، وصل إلى باكستان، في زيارة تستغرق يومين؛ لوضع اللمسات النهائية على المشاريع الثنائية المتعلقة بالدفاع.

تأتي زيارة العتيبي في أعقاب زيارة بدأت الاثنين، واستمرت يومين، لوفد سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، ومشاركة وزراء من القطاعات الرئيسية؛ بما في ذلك الاستثمار، والمياه والزراعة، والبيئة، والصناعة، والموارد المعدنية، والطاقة، وقطاعات أخرى، التقى خلالها الوفد كبار المسؤولين الباكستانيين.

وقال السفير السعودي في باكستان، نواف المالكي، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الزيارة تأتي «امتداداً للعلاقات الدائمة مع دولة باكستان الشقيقة وهي تأكيد لعمق العلاقات بين البلدين وتطورها بشكل مستمر، ولتعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، ودعم المستثمرين من البلدين لتوسيع أعمالهم التجارية في كل القطاعات».

وتابع أن زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، والوفد المرافق له، «جاءت لاستعراض سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في عدد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين».

استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الشهر الماضي قائد الجيش الباكستاني (واس)

وزادت وتيرة المشاورات الدفاعية بين السعودية وباكستان مؤخّراً، وتُعد زيارة مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان، والمباحثات المنتظر عقدها بين الجانبين، هي المباحثات الرابعة من نوعها خلال أقل من شهر، حيث استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في 20 مارس (آذار) الماضي، قائد الجيش الباكستاني، الفريق أول عاصم منير، خلال زيارة الأخير للسعودية، قبل أن يبدأ الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، زيارةً رسميّة إلى باكستان في 23 من الشهر نفسه.

وخلال تلك الزيارة، أجرى وزير الدفاع السعودي مباحثات مع المسؤولين الباكستانيين، ومنهم قائد الجيش الباكستاني، واستعرض الجانبان «العلاقات الأخوية الراسخة والشراكة الاستراتيجية الدفاعية وفرص تطويرها»، كما منح الرئيس الباكستاني وسام «نيشان باكستان» للضيف السعودي؛ في إشارة للعلاقات التاريخية بين البلدين.

الوفد السعودي التقى الثلاثاء الفريق أول عاصم منير رئيس أركان الجيش الباكستاني (واس)

وجاء ثالث المباحثات، خلال أقل من شهر، في زيارة الوفد السعودي رفيع المستوى إلى باكستان، حيث التقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، الفريق أول عاصم منير رئيس أركان الجيش الباكستاني في إسلام آباد، وناقشا التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، كما استعرض الجانبان سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في عدد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس».

وتتمتع السعودية وباكستان بعلاقات عسكرية وثيقة على أكثر من صعيد، كما نفذ الجانبان بانتظام مشاريع دفاعية مشتركة، وأجريا سويّاً مناورات دفاعية وتدريبات عسكرية مشتركة، ووفقاً لوسائل إعلام باكستانية، فمن المتوقع أن يجد المجال الأمني والدفاعي نصيبه من الزخم، خلال المرحلة الجارية التي تشهد فيها العلاقات بين الجانبين ازدهاراً في كل مجالات التعاون.


الخليج يحصُر أضرار أعنف منخفض جوّي منذ نصف قرن ويعوِّض المتضرّرين

فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
TT

الخليج يحصُر أضرار أعنف منخفض جوّي منذ نصف قرن ويعوِّض المتضرّرين

فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)

أسدلت دول خليجية عدّة الستار على منخفض «المطير» الجوّي الذي شكّل حدثاً استثنائياً في تاريخ المنطقة المناخي، إذ لم تشهد مثيلاً له منذ نحو نصف قرن، وخلَّف خسائر وأضراراً بشرية ومادّية كبيرة خلال اليومين الماضيين.

وبينما أعلنت كلٌّ من سلطنة عُمان، والإمارات، والبحرين، انحسار الظروف المناخية، وانتهاء المنخفض الجوّي، بدأت هذه الدول بفتح الطرق ومسح الأضرار في البنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة، وتقديم الدعم اللازم إلى جميع المتضرّرين.

تُواصل دول خليجية مسح الأضرار وتعويض المتضرّرين (وكالة الأنباء العمانية)

وأعلنت «اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة» في عُمان، الخميس، إنهاء تفعيل المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، والقطاعات، واللجان الفرعية بالمحافظات التي تعرّضت لـ«منخفض المطير»، مشيرةً إلى مواصلة فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين بعدما بلغ عدد الضحايا 19 شخصاً، معظمهم من الطلاب.

ومسحت اللجان المشكَّلة في المحافظات أضراراً لحقت بالبنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة، فيما تُواصل بلدية محافظة جنوب الباطنة مساعيها لفتح الطرق في جميع الولايات، إلى جانب إزالة مخلّفات الأمطار والأتربة والأشجار، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.

تسبَّب المنخفض في سقوط ضحايا (وكالة الأنباء العمانية)

وسجّلت الحالة الجوّية الممطرة في عُمان، والتي صحبتها سيولٌ وعواصف رعدية، أضراراً جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة، إذ تراوحت كميات الأمطار بين 302 ملم سجّلتها ولاية محضة، وهي أعلى كمية رُصدت خلال هذ المنخفض، تلتها ولاية ينقل بـ243 ملم، ومن ثَم ولاية لوى بـ240 ملم. كذلك سجّلت ولاية شناص 236 ملم، وولاية إبراء 206 ملم.

دراسة سعودية لرصد «التغيُّر المناخي»

في هذا السياق، أعلن المركز الإقليمي للتغيُّر المناخي في السعودية البدء بدراسة مناخية شاملة للمنخفض الجوّي الذي أثّر في دول مجلس التعاون الخليجي، ومسبّباته، ومعدّلات الأمطار المتطرّفة الناجمة عنه. وأوضح، في بيان، أنه «سيدرس أيضاً دور التغيُّر المناخي، بالتنسيق مع الدول المتأثّرة».

ويتعامل المركز التابع للمركز الوطني السعودي للأرصاد مع التحدّيات المتنامية التي تُواجهها شبه الجزيرة العربية على مستوى التغيُّر المناخي، ويسهم في تطوير المعلومات لتوفير دراسات مناخية على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.

وأوضح المتحدّث الرسمي باسمه حسين القحطاني لـ«الشرق الأوسط» أنّ الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدن سعودية وخليجية عدّة، أعلى من المعدّلات المعتادة، مما يتطلّب مزيداً من البحوث لدراسة هذه الحالة، مشيراً إلى إعلان المركز رَصْد عدد من المؤشرات التي ترجِّح تغيّرات مناخية واضحة في المنطقة.

مناخ «أكثر حدّة» في السنوات المقبلة

وأكد القحطاني أنّ مؤشّرات «التغيُّر المناخي» بدت واضحة في مدن سعودية عدّة مثل النماص (الجنوب) التي شهدت هذا العام تساقط البَرَد بكميات أعلى من المعتاد، إضافةً إلى مدن أخرى شهدت الحالة عينها في العام الماضي، مثل الطائف، وبريدة، وخميس مشيط؛ مشيراً إلى إعلان المركز مؤخراً اقتراب منطقة جازان (الجنوب) من المناخ الاستوائي جراء تسجيلها أمطاراً مستمرّة طوال العام، و«هذه الحالة لم تُرصَد من قبل في المنطقة، مما يشير الى تأثير التغيُّر المناخي عليها»، وفق قوله.

كذلك أكد أنّ جميع الدراسات المناخية التي قدّمها المركز الوطني للأرصاد تشير إلى أنّ السعودية ستشهد ظواهر مناخية أكثر حدّة في السنوات المقبلة.

تحذيرات مستمرّة من الفيضانات

في سياق متّصل، نشر علماء في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، العام الماضي، تقريراً عن المناخ المستقبلي، قدّم تحليلاً شاملاً لتغيُّر المناخ وتبعاته على شبه الجزيرة العربية.

وأشار التقرير إلى أنه من الممكن أن يؤدّي التغيُّر المناخي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة شدّة حالات الجفاف وتواترها، بحيث تؤثّر في الإنتاجَيْن الزراعي والغذائي، ولكن يُتوقَّع أيضاً أن تؤدّي إلى زيادة الفيضانات المفاجِئة مثل تلك التي شهدتها المنطقة هذا الأسبوع.

وعزا العلماء أسباب حدوث الفيضانات أيضاً إلى ارتفاع منسوب مياه البحر التي تُشكّل تهديداً للمدن بأسرها، وليست الساحلية فحسب. وعلى سبيل المثال، كانت الرياض من بين المدن المتضرّرة من الفيضانات الأخيرة، حيث شهدت أكثر من 10 منها خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

إلى ذلك، توقّعت النماذج الواردة في التقرير زيادة الحدّ الأقصى السنوي لهطول الأمطار بنسبة 33 في المائة قبل نهاية القرن، في ظلّ سيناريو ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة.

كما أشار التقرير إلى أنّ البنية التحتية في مناطق عدّة حول العالم غير مستعدّة لمثل هذه الظروف المناخية الشديدة، كما هي الحال في شبه الجزيرة العربية؛ وستكون لذلك تبعات كبيرة ليس على مستوى الخسائر البشرية فحسب، بل أيضاً على الصعيد الاقتصادي؛ من تعطُّل الطرق والخدمات، وإلغاء الرحلات الجوية وغيرهما.

وقال د.هيلكي بيك، الأستاذ المساعد في «كاوست»، والمؤلّف المُشارك في هذا التقرير، في بيان نشرته الجامعة: «تعاني منطقة الخليج العربي، على نحو متكرّر، هطول أمطار غزيرة لمدّة قصيرة، مما يؤدّي عادةً إلى تشكُّل فيضانات مفاجِئة تجري بسرعة عبر الأودية في اتجاه البحر أو المحيط»، مضيفاً أنّ التوسُّع العمراني بقيادة النمو السكاني المُتسارع في هذه المنطقة أدّى إلى تغيير مسارات تدفُّق المياه الطبيعية، مما يعوق أحياناً مرور مياه الفيضانات بكفاءة، ومن ثَم يتسبّب في خسائر في الأرواح، وأضرار في البنية التحتية والممتلكات، وإغراق أنظمة الصرف الصحي واحتمال تفشّي الأمراض.

الإمارات... توجيه بتقديم الدعم

بدورها، أعلنت الإمارات انحسار الظروف المناخية التي صاحبت «منخفض المطير»، وأحصت الأضرار التي سبّبها في البنية التحتية. فوجَّه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، بدراسة حالة البنية التحتية في مختلف المناطق، وحَصْر الأضرار جراء الأمطار الغزيرة القياسية التي تُعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949.

ووجَّه أيضاً بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأُسر المتضرّرة، ونقلها إلى مواقع آمنة بالتعاون مع الجهات المحلّية.

العمليات مستمرّة للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)

كانت البلاد قد شهدت إغلاق طرق رئيسية بسبب تجمّعات المياه، بالإضافة إلى تسرُّب واسع في عدد من المباني التجارية والسكنية. وتزامناً، سعت جميع الجهات الحكومية إلى المعالجة الفورية لتلك الأضرار، مع توجّهات للعمل على تفادي حدوثها مستقبلاً.

في السياق عينه، أعلنت مطارات دبي إعادة فتح إجراءات السفر للمسافرين المغادرين من المبنى رقم 3 للرحلات التابعة لكلٍّ من شركتَي «طيران الإمارات» و«فلاي دبي».

سجّلت عُمان أرقاماً قياسية في حجم الأمطار (وكالة الأنباء العمانية)

وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قد أعلنت انتهاء المنخفض الذي تأثّرت به مختلف مناطق البلاد، بعد انحسار الأمطار وتحسُّن الأحوال الجوّية تدريجياً.

وشهدت الإمارات هطول أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث خلال الأيام الماضية منذ بدء تسجيل البيانات المناخية عام 1949، بينما أكد المركز الوطني للأرصاد أنّ الكميات القياسية للأمطار خلال يومَي الاثنين والثلاثاء الماضيين تُعدّ حدثاً استثنائياً في التاريخ المناخي للبلاد.

البحرين... تحرُّك فوري

وفي البحرين، دعا ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد، وزارات شؤون البلديات، والزراعة، والأشغال، إلى حصر الأضرار الناتجة عن تجمع مياه الأمطار وتعويض المتضرّرين، وحَصْر المناطق التي شهدت تجمّعاً للأمطار وإخضاعها لبرامج التطوير على صعيد البنية التحتية وشبكات التصريف، وضمان أن تكون بالمعايير والكفاءة اللازمة للاستجابة لمختلف الظروف.

تكثيف الجهود لإزالة الصخور وفتح الطرق في عمان (العمانية)

اليمن... لتكثيف عمل الطوارئ

وفي إطار مواجهة تداعيات المنخفض الجوّي، اطّلع رئيس الوزراء اليمني د.أحمد عوض بن مبارك، من قيادة السلطة المحلّية بمحافظة حضرموت، على تقرير أوّلي حول الأضرار وتأثُّر جميع مديريات المحافظة بها، حيث توفّي مواطن. كذلك شملت الممتلكات والأراضي الزراعية والطرق والكهرباء والمياه.

فرق الإنقاذ العمانية تُواصل فتح الطرق في المناطق المتضرّرة (وكالة الأنباء العمانية)

ودعا بن مبارك إلى تكثيف عمل لجنة الطوارئ بالمحافظة، وفرق الطوارئ والإنقاذ بالمديريات، وغرف العمليات، بما يسهم في حفظ الأرواح والممتلكات، مؤكداً على دعم الحكومة الكامل لجهود السلطة المحلّية في إجراءات الحدّ من الأضرار، وأهمية العمل على تصريف سيول الأمطار، وعودة الخدمات، وإصلاح الطرق.

بدورها، أطلقت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، فرع حضرموت، تحذيرات عاجلة للمواطنين في مساكن قريبة من الجبال والشعاب الجبلية في مدينة المكلا، لاحتمال حدوث انهيارات صخرية على مجاري تدفُّق مياه السيول والأمطار.


قطر تجري تقييماً شاملاً لوساطتها بعد «توظيفها لمصالح سياسية»

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
TT

قطر تجري تقييماً شاملاً لوساطتها بعد «توظيفها لمصالح سياسية»

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)

قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (الأربعاء)، إن هناك ما سمّاه توظيفاً للوساطة التي تقوم بها بلاده بين إسرائيل وحركة «حماس»، «لمصالح سياسية ضيقة»، وإن هذا دعا قطر إلى عملية تقييم شامل لدور الوساطة هذا.

وذكر رئيس الوزراء القطري أن مرحلة تقييم الوساطة الحالية تشمل تقييم كيفية انخراط الأطراف فيها «لأن هناك استغلالاً وإساءة مرفوضة»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف: «هناك مزايدات سياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر».

وبينما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التزام قطر بدورها، فقد قال إن «هناك حدوداً لهذا الدور والقدرة التي نستطيع أن نسهم بها في هذه المفاوضات بشكل بنَّاء».


فيصل بن فرحان وبوريل يبحثان التصعيد في المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
TT

فيصل بن فرحان وبوريل يبحثان التصعيد في المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، التصعيد الأخير في المنطقة، وأهمية التنسيق المشترك وبذل الجهود لخفضه.

واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير فيصل من بوريل، تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها.


ملكا البحرين والأردن يشددان على خفض التوترات والتصعيد العسكري في المنطقة

العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)
العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)
TT

ملكا البحرين والأردن يشددان على خفض التوترات والتصعيد العسكري في المنطقة

العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)
العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)

أكد ملكا الأردن والبحرين، خلال لقائها في عمّان، الأربعاء، على أهمية خفض التوترات في الشرق الأوسط، مع تجنّب التصعيد العسكري.

وبحث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمّان، الوضع السياسي والأمني ​​في الشرق الأوسط، وأكدا على أهمية قيام المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن، بتنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.

وقالت وكالة أنباء البحرين، الأربعاء، إن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عقد اجتماعاً في عمّان مع الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين؛ إذ «بحث العاهلان سبل تحقيق المزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة».

وشددا على أهمية حماية المدنيين في قطاع غزة، وضمان التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية، ومنع المزيد من تصعيد الأزمة، معربَين عن الرفض لكل ما يؤدي إلى توسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وأكد الجانبان، مجدداً، ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للقدس، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن الدينية. كما أدان الطرفان بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بوصفها انتهاكاً للقانون الدولي. ودعا الجانبان إلى تنسيق الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.

وأكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أهمية الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مشيداً بالجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يبذلها الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني في دعم القضية الفلسطينية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى البرامج الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني.

كما أشاد بالجهود التعاونية بين الأردن والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية البحرينية في تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين والسوريين.

وشددا على ضرورة التعاون العربي والدولي في إيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للصراعات في المنطقة، وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب ومنع تمويله.

وأكد العاهلان التزامهما بالتنسيق والتشاور المستمر بما يخدم مصالح بلديهما وشعبيهما، وتعزيز التضامن الأخوي ودعم العمل العربي المشترك في مواجهة التدخلات الأجنبية والتهديدات الأمنية. كما أكدا على أهمية الشراكات العربية والدولية الفعالة في تعزيز الأمن والسلام والتعايش والتعاون الإقليمي لدعم أهداف التنمية المستدامة وضمان الرخاء للجميع.

وغادر العاهل البحريني الأردن بعد زيارة قصيرة.


وزيرا خارجية السعودية وأرمينيا يبحثان القضايا الإقليمية والدولية

الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله أرارات ميرزويان في مقرّ الخارجية السعودية بالرياض (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله أرارات ميرزويان في مقرّ الخارجية السعودية بالرياض (واس)
TT

وزيرا خارجية السعودية وأرمينيا يبحثان القضايا الإقليمية والدولية

الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله أرارات ميرزويان في مقرّ الخارجية السعودية بالرياض (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله أرارات ميرزويان في مقرّ الخارجية السعودية بالرياض (واس)

بحث الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان، الأربعاء، مستجدات الأوضاع، وأبرز القضايا الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها، وذلك في مقر الوزارة بالعاصمة الرياض.

كما استعرض الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.

وكان وزير الخارجية السعودي رحّب في بداية الاستقبال بوزير الخارجية الأرميني والوفد المرافق له، متمنياً لهم طيب الإقامة. بينما حضر اللقاء الدكتور سعود الساطي، وكيل الوزارة للشؤون السياسية، ومستشار الوزير محمد اليحيى.