تسلمت السعودية أمس 9 مواطنين يمنيين من الموقوفين بمعتقل غوانتانامو بعد صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز باستقبالهم بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأوضح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، أنه بناء على طلب الرئيس اليمني، فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على استقبال 9 مواطنين يمنيين من الموقوفين بمعتقل غوانتانامو، والذين سبق أن تقدم ذووهم المقيمون بالمملكة بالتماسٍ لاستضافتهم في ظل الأوضاع التي تمر بها بلادهم.
وأشار المتحدث الأمني لوزارة الداخلية إلى أن المواطنين اليمنيين التسعة وصلوا إلى السعودية الساعة الثامنة من مساء أمس (السبت)، وهم كل من: أحمد عمر عبد الله الحكمي، وعبد الرحمن محمد صالح ناصر، وعلي يحيى مهدي الريمي، وطارق علي عبد الله أحمد باعودة، ومحمد عبد الله محمد الحميري، وأحمد يسلم سعيد كومان، وعبد الرحمن القعيطي، ومنصور محمد علي القطاع، ومشهور عبد الله مقبل أحمد الصبري.
وأكد المتحدث الأمني أنه تم إبلاغ ذويهم بوصولهم إلى السعودية، وترتيب وتوفير كافة التسهيلات لالتقائهم بهم، كما أوضح أنه سيتم إخضاعهم للأنظمة المرعية بالمملكة والتي تشمل استفادتهم من برامج المناصحة والرعاية.
وأوضح نادر الصيعري، أحد العائدين من غوانتانامو لـ«الشرق الأوسط» لدى وصوله العاصمة السعودية الرياض، أنه من مواليد المملكة وتحديدًا في مدينة جدة، وأن الحكومة الأميركية أبلغتهم بعملية التسليم للحكومة السعودية، وقال إن وجوده في غوانتانامو بلا قضية، وأنه تم بيعه من قبل الباكستانيين إلى الحكومة الأميركية.
وقال الصيعري عقب نزوله من الطائرة الأميركية، إن انتظاره داخل معتقل غوانتانامو طال 15 سنة، وأن وجوده في باكستان كان بهدف دراسة القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن السلطات السعودية أبلغوه بأن أسرته قريبة منه لدى وصوله، وقال: «بعد 6 سنوات في المعتقل، في أول اتصال هاتفي، انتظرت 10 دقائق حينما سمعت صوت الأهل، فما بالك بأني أراهم أمامي بعد دقائق».
فيما قال علي الريمي، أحد العائدين من غوانتانامو لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يصدق نبأ عودته للسعودية، إلا بعد وصوله إلى مطار الرياض، مشيرًا إلى أن الأميركيين قاموا بتقييد أياديهم وتغطية عيونهم، كما وضعوا سماعات في آذانهم، مشيرًا إلى أنهم قبضوا عليه وعمره 16 عامًا، حيث كان مع أسرته هناك، وتمت محاكمته في 2005 بالبراءة إلا أنه بقي في المعتقل طوال هذه الفترة.
وأكد الريمي، أن فرحة اليمنيين لا توصف حينما قاد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، «عاصفة الحزم» لإنقاذ بلاده، مشيرًا إلى أنهم كانت تأتيهم منشورات لبعض الأخبار من صحيفة «الشرق الأوسط» توزع عليهم داخل السجن.
من جانبه، كشف بندر القطاع شقيق أحد العائدين من معتقل غوانتانامو لـ«الشرق الأوسط» عن إبلاغ أحد مسؤولي وزارة الداخلية السعودية له في اتصال هاتفي قرب وصول شقيقه منصور إلى المملكة، بعد أن تولت الحكومة السعودية تسلمه مع ثمانية آخرين من نظيرتها الأميركية، بعد أن تسبب اعتقاله في باكستان عام 2001 من قبل الحكومة الأميركية بانقطاعه عن ذويه طوال الـ15 عاما الماضية.
وأشار شقيق منصور إلى أن السلطات السعودية طلبت من أسر العائدين من غوانتانامو استقبال ذويهم بأنفسهم في الرياض، بعد أن عمدت لتوفير رحلات لهم من مختلف المناطق السعودية باتجاه العاصمة، لتمكينهم من الوصول إلى الرياض قبل وصول الطائرة الأميركية التي أقلت العائدين من معتقل غوانتانامو.
وبين بندر القطاع أن شقيقه منصور غادر السعودية إلى اليمن، قبل انتقاله إلى باكستان من أجل مواصلة تعليمه الأكاديمي في مجال الطب، قبل أن يتم القبض عليه إبان أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
ولفت بندر القطاع إلى أن العائدين من غوانتانامو على صلة رحم وقرابة بالسعودية، بعضهم من مواليد السعودية، وآخرون أمهاتهم سعوديات، وعدد منهم عاشوا في الأراضي السعودية.
وذكر القطاع أن عملية التواصل مع شقيقه كانت في السنوات الأولى عبارة عن رسائل نصية تصل إليهم كل 5 أشهر، فيما تطور الوضع بعد ذلك حيث بات بالاتصال المسموع والمرئي، الذي تعمل وتشرف عليه جمعية الهلال الأحمر السعودي، حيث سخرت السعودية كل الإمكانات لربط المعتقلين بذويهم.
واستغرب القطاع رفض الرئيس السابق علي عبد الله صالح خلال ترؤسه للحكم في اليمن تسلم المعتقلين اليمنيين، مؤكدًا أن تصرفه يشكل خذلانا لشعبه الذي وضعه في سدة الرئاسة لـ3 عقود، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق كان قد طالب السلطات الأميركية بمليون دولار على كل يمني يتم تسليمه له.
فيما أكد عبد الله باعودة نجل العائد محمد لـ«الشرق الأوسط»، أن فرحتهم لا توصف حينما وردهم الاتصال من السلطات السعودية، تفيد بعودة والده إلى مدينة الرياض، بعد أن ساهمت السلطات السعودية في وقت سابق بتوفير المناخ الملائم في تمكين المعتقلين وذويهم من الاتصال المرئي، ثم المساهمة في تسلمهم من السلطات الأميركية.
وكانت أسر العائدين رجالاً ونساءً، تتوافد إلى الصالة الملكية في مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض، لاستقبال العائدين الذين وصلوا مساء أمس، عبر طائرة أميركية، بحضور عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية السعودية، والدكتور عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان اليمني، وأحد منسوبي السفارة الأميركية لدى السعودية، كما جرى توفير فريق طبي، تحسبا لأي طارئ صحي، يطرأ على المعتقلين أو ذويهم.
بعد موافقة خادم الحرمين.. السعودية تتسلم 9 يمنيين من «غوانتانامو»
العائد الريمي لـ «الشرق الأوسط» : حكم عليّ بالبراءة قبل 10 سنوات.. و«عاصفة الحزم» أسعدتنا
بعد موافقة خادم الحرمين.. السعودية تتسلم 9 يمنيين من «غوانتانامو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة