كارثة إنسانية في حلب مع نزوح 30 ألفًا ومقتل أكثر من 200

5 مستشفيات فقط تعمل في شمال سوريا.. وأنقرة تواجه العالقين على حدودها بالقوة

سوري ينقل امتعته هربا من مخيم للاجئين بالقرب من اعزاز بعد هجوم إرهابي (غيتي)
سوري ينقل امتعته هربا من مخيم للاجئين بالقرب من اعزاز بعد هجوم إرهابي (غيتي)
TT

كارثة إنسانية في حلب مع نزوح 30 ألفًا ومقتل أكثر من 200

سوري ينقل امتعته هربا من مخيم للاجئين بالقرب من اعزاز بعد هجوم إرهابي (غيتي)
سوري ينقل امتعته هربا من مخيم للاجئين بالقرب من اعزاز بعد هجوم إرهابي (غيتي)

تدهورت الأوضاع الإنسانية في محافظة حلب، بشمال سوريا، خلال الأسبوع الماضي إلى مستويات غير مسبوقة بالتزامن مع ارتفاع حدة العنف والعمليات القتالية، ما أدّى لتهجير عشرات الآلاف خلال الـ48 ساعة الماضية ومقتل ما يزيد على 200 مقاتل منذ مطلع الأسبوع. وتطال المعارك المحتدمة في ريف حلب الشمالي مخيمات اللاجئين المنتشرة على طول الحدود، ما دفع هؤلاء للتوجه إلى المعابر مع تركيا، حيث ارتأت قوات أمن أنقرة مواجهتهم بالقوة وبإطلاق الرصاص الحي لإبعادهم.
منظمة «هيومن رايتس ووتش» أعلنت أن ثلاثين ألف شخص على الأقل «نزحوا في الـ48 ساعة الماضية» هربًا من المعارك التي تشهدها محافظة حلب، لافتة إلى أن زحف «داعش» يومي 13 و14 أبريل (نيسان) أجبر ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرقي مدينة أعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 ألف نسمة على الفرار إلى مخيمات أخرى». ونددت المنظمة باستخدام الجيش التركي «الذخيرة الحية بدلا من التعاطف» مع النازحين العالقين على الحدود، وقالت إن هذه الحدود لا تزال مغلقة تماما أمام جميع السوريين «باستثناء المصابين إصابات خطيرة».
وأوضح نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحل الوحيد المتاح حاليًا لإغاثة عشرات آلاف النازحين العالقين في شمال سوريا هو فتح الحدود التركية، باعتبار أن كل التطورات في الشهر الماضي أثبتت أن المنطقة الحدودية من الجهة السورية غير آمنة، وأن كل الأطراف المتقاتلة هناك تسعى للسيطرة عليها». وأضاف حوري: «داعش استولى في الساعات الماضية على مخيمين في الريف الشمالي لحلب، والجبهات المشتعلة في معظم أجزاء المحافظة تؤكد أن المدنيين يعيشون على بركان مشتعل وينبغي إغاثتهم». وأردف أن الثلاثين ألف شخص الذين نزحوا في الـ48 ساعة الماضية باتجاه أعزاز «ينضمون إلى 70 ألفا آخرين موجودين أصلا في المنطقة، حيث لا مقومات للعيش والاستمرار».
من جهتها، نبهت موسكيلدا زانكادا، رئيسة بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» في سوريا، من أن «خطوط الجبهات في محافظة حلب تقترب أكثر فأكثر من مخيمات النازحين، ومن أن بعض الهجمات توجَّه على المخيمات في أعزاز، ما يجبر مجددًا عشرات الآلاف من الأشخاص على الهروب بحثًا عن الأمان باتجاه الحدود التركية»، لافتة إلى أن «الوضع يبقى متوتّرًا ومن الصعب توقّع ما سيحدث في المرحلة المقبلة».
كذلك أوضحت «منظمة أطباء بلا حدود» في بيان أن «خمسة مستشفيات فقط لا تزال تعمل في المنطقة علمًا بأن القتال العنيف يجبر المستشفيات على الإغلاق والطواقم الطبية على المغادرة»، لافتة إلى أن «مستشفى أطباء بلا حدود في شمال أعزاز قد خفّف عدد فريق العاملين فيه، مما يجعله فقط قادرًا على توفير خدمات الطوارئ».
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قُتل أكثر من مائتي عنصر من قوات النظام السوري ومقاتلين في الفصائل المعارضة والمتشددة خلال المعارك العنيفة التي تدور في حلب منذ بداية الأسبوع الحالي، ولفت إلى أن 210 عناصر قتلوا منذ يوم الأحد الماضي، هم 82 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها و94 مقاتلا في «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها، فضلا عن 34 عنصرا من تنظيم داعش.
هذا، وتدور في محافظة حلب اشتباكات على جبهات عدة، إذ تخوض قوات النظام السوري معارك ضد «جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الشمالي والجنوبي. كما تدور معارك بين تنظيم داعش وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وأخرى بين التنظيم المتطرف والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في أقصى ريف حلب الشمالي. وتنتشر مخيمات للاجئين على مقربة من الحدود التركية، وهي مكتظة بالنازحين البالغ عددهم أكث منر 51 ألف مدني منذ بدء الهجوم الذي نفذه النظام السوري في الأول من فبراير (شباط) بدعم من الطيران الروسي على فصائل المعارضة في محافظة حلب، بحسب الأمم المتحدة.
ووفق التقارير، أجبرت تلك المعارك «المئات على النزوح من مخيم قريب من بلدة حور كلس إلى مناطق أخرى أكثر أمنا»، وفق المرصد السوري. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية أن «عددا كبيرا» من النازحين السوريين يقتربون من الحدود مع تركيا هربا من تقدم «داعش» في شمال حلب.
وبحسب ناشطين في المنطقة، زحفت آلاف العائلات السورية من ثلاثة مخيمات في ريف حلب الشمالي إلى الشريط الحدودي القريب من معبر باب السلامة مع تركيا، وأوضحوا أن أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عائلة نزحت من مخيمات أكدة والحرمين وشمارق بريف حلب الشمالي نحو مدينة إعزاز وإلى مخيمات بعيدة عن مناطق الاشتباكات يعتقد أنها أكثر أمنا في الريف الحلبي الشمالي.
ووفق المكتب الإعلامي لمدينة أعزاز، أدت الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة وتنظيم داعش عن حركة نزوح كبيرة باتجاه المعابر الحدودية مع تركيا وتحديدا معبر باب السلامة، حيث يعيش النازحون ظروفا مأساوية ويقطن أغلبهم في الطرقات والمدارس والأراضي الزراعية على الشريط الحدودي.
ولقد قصف «داعش» بوقت سابق مخيم أكدة وأحرق خيما فيه ما أدى لحدوث حالات هلع بين الأطفال والنساء، ونزوح أهالي المخيم إلى مناطق أكثر أمانا بعد تقدم التنظيم داخله قبل أن ينسحب منه مجددا وتعاود فصائل المعارضة السيطرة عليه.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».