ديمبلي: بوكيتينو جعل من توتنهام قوة يخشاها الجميع

المدافع البلجيكي يرى أن شخصية مدربه القوية واهتمامه بروح الجماعة سبب نهضة الفريق

موسى ديمبلي مدافع توتنهام («الشرق الأوسط»)  -  موسى ديمبلي مدافع توتنهام (يسار) في سباق مع كان لاعب ليفربول (رويترز)  -  بوكيتينو مدرب توتنهام (رويترز)
موسى ديمبلي مدافع توتنهام («الشرق الأوسط») - موسى ديمبلي مدافع توتنهام (يسار) في سباق مع كان لاعب ليفربول (رويترز) - بوكيتينو مدرب توتنهام (رويترز)
TT

ديمبلي: بوكيتينو جعل من توتنهام قوة يخشاها الجميع

موسى ديمبلي مدافع توتنهام («الشرق الأوسط»)  -  موسى ديمبلي مدافع توتنهام (يسار) في سباق مع كان لاعب ليفربول (رويترز)  -  بوكيتينو مدرب توتنهام (رويترز)
موسى ديمبلي مدافع توتنهام («الشرق الأوسط») - موسى ديمبلي مدافع توتنهام (يسار) في سباق مع كان لاعب ليفربول (رويترز) - بوكيتينو مدرب توتنهام (رويترز)

تتسع مقلتا البلجيكي موسى ديمبلي مدافع توتنهام اعترافًا.. نعم، بالقصة الخاصة. وهي قصة عن الجملة البليغة والهجومية التي قالها ذات مرة السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد لتحفيز لاعبيه:«إنه توتنهام، يا أولاد».
وفقا لنجم يونايتد السابق روي كين، استخدم فيرغسون هذه العبارة لتحفيز اللاعبين قبل مباراة أمام توتنهام، لم يكن يحتاج لإضافة أية كلمات أخرى. كان سبيرز الفريق صاحب القمصان الأنيقة وطريقة اللعب الرائعة، لكنهم كانوا يسقطون بشكل روتيني أمام يونايتد ولسنوات كانت لفيرغسون اليد العليا.
عندما خاطب لويس فان غال لاعبيه في مانشستر يونايتد قبل مباراة الأسبوع الماضي أمام توتنهام على ملعب وايت هارت لين، كانت النغمة مختلفة ولعبارة «إنه توتنهام يا أولاد» معنى آخر. لقد أصبح فريق المدرب ماوريسيو بوكيتينو قوة يخشاها الجميع، قوة تقدم الوضوح والإيقاع والإثارة. وقبل كل شيء، فإن توتنهام، وليس يونايتد، هو من يطارد حلم اللقب.
يقول ديمبلي: «في الماضي، كان الجميع يحبون توتنهام دائمًا، لكن لا يذهبون خطوة أبعد، كان الأمر مختلفًا. يمكنك أن تشعر بأن هناك إحساسًا مختلفًا الآن. والناس يحترموننا بطريقة مختلفة. الفرق تتحفز لمواجهتنا كما يلعبون ضد فريق كبير. إن الطريقة التي تنظر بها الفرق الأخرى لنا هي شيء مهم. أتحدث مع كثير من اللاعبين وهم يقولون: (توتنهام ناد رائع من دون شك)».
ويضيف ديمبلي: «إن أهم شيء بالنسبة إلى أي ناد هو أن يكون لديه فكر معين، ولدينا هنا خطة واضحة. هم يعرفون ماذا يريدون بالضبط، وهذا شيء لم أعهده منذ وقت طويل. وهذا إحساس رائع. ولا ينتابني هذا الإحساس لمجرد أننا نقدم موسما جيدا، رغم أن لهذا فضلاً كبيرًا. يمكنك أن تشعر بأننا نسير في الاتجاه السليم. نشعر بأن هذه البداية لمستقبل أكبر لتوتنهام».
لقد ظهرت مؤشرات في عهد مدربين سابقين، وتحديدا هاري ريدناب، بل وأندريه فيلاس بواس، على أن هناك شيئا يحدث في النادي. لكن هذا سرعان ما توقف. ويقول ديمبلي إن الإصلاح الذي بناه بوكيتينو سيستمر.
في القلب من هذا الإصلاح يكمن التأكيد على «العمل الشاق»، وهي كلمة لم تكن تظهر كثيرا في قاموس توتنهام على مدار السنين. لقد خلق بوكيتينو نوعا من عامل الخوف، بينما يحافظ على روح الصداقة مع لاعبيه، وهي معادلة دقيقة، والقاعدة رقم واحد هي أن يفعل الأشياء بطريقته. وأولئك الذين لم أو لا يستطيعون أن يتكيفوا مع هذا، بمن في ذلك إيمانويل أديبايور وأرون لينون وأندروس تاوسند، وجدوا أن باب الرحيل على مسافة قصيرة.
يقول ديمبلي: «الأمر هكذا تماما. من الأهمية بمكان أن يكون لديك شخص لديه طريقة تفكير قوية ويمكنه ترجمة ذلك إلى الفريق. إذا لم تندمج في المجموعة، فسيكون الأمر صعبا بالنسبة لك. ما يريده (بوكيتينو) هو كيف تضغط، وكيف تكون جاهزا من أجل الفريق، وكيف تعود، ما يريده هو التصميم».
ويوضح: «إذا قال إنه يتوقع هذا وذاك من لاعب ما، على سبيل المثال، عندما يريد من لاعب الوسط المدافع أن يضغط ويرجع إلى الخلف، ويفعل ذلك دون أن يكون مستعدًا أو مؤمن بذلك، فأنت غير قادر على الاندماج في فلسفته. ومن ثم، لدي إحساس بأن بمقدور أي لاعب أن يكون عنصرا بالفريق كما يمكن أن يخرج أي لاعب من إطار الفريق، تقريبا».
ويضيف: «يعرف كل لاعب أنه يمكن أن يكون الأفضل في الفريق، لكن إذا لم يكن يعمل، فلن تسير الأمور على ما يرام. وأعتقد أن هنا يكمن الفارق. ليس لدينا لاعبون من نوعية النجم الأوحد. بالطبع لدينا لاعبون يمكنهم إحداث الفارق، مثل هاري كين، لكن حتى هو يعرف أن عليه أن يبذل الجهد، ويمكنك أن ترى هذا. لا أعرف مهاجمًا آخر يبذل جهدًا أكثر من هاري. وهذا يضعه في مستوى مختلف عن معظم المهاجمين الآخرين».
يواصل توتنهام مسيرته القوية منذ بداية الموسم. وكان التحضير القوي من جانب بوكيتينو قبل بداية الموسم يهدف لغرس القدرة على التحمل داخل اللاعبين، لكنه لا ينتمي إلى المدرسة القديمة التي ترى الاعتماد على مجرد التدريبات الخفيفة مع اقتراب نهاية ديسمبر (كانون الأول). بدلا من هذا، حافظ بوكيتينو على كثافة حصصه التدريبية. وقد واصل إخضاع لاعبيه لتدريبات بالغة القوة. كان هناك قلق من أن يتعرض اللاعبون للإجهاد، لكن هذا لم يحدث. بدا الفريق متمتعا بالحيوية خلال المباراة الكبيرة ضد ليفربول التي انتهت بالتعادل، كما وبدا أن برنامج اللياقة متوازن بشكل مثالي.
يعرف لاعبو بوكيتينو بصلابتهم ونفسهم الطويل، وما كان حاسمًا هو أنهم كانوا مؤهلين لتفادي الإصابات العضلية. من التفاصيل اللافتة الأخرى. إن كل لاعبي الفريق الأساسيين تقريبا تصل أطوالهم إلى 180 سنتيمترًا فأكثر، باستثناء داني روز وكريستيان إريكسن.
ويقول ديمبلي عن برنامج اللياقة الذي يطبقه بوكيتينو: «لعبت في فرق أخرى، ونحن نتحدث مع كثير من اللاعبين الآخرين ولا سبيل إلى مقارنته ببرامج أخرى. نحن نعمل ببالغ الجد وما زالت الحصص التدريبية قوية إلى الآن. لدى الطاقم التدريبي فكر معين لجعل اللاعبين في حالة بدنية مناسبة طوال الموسم وألا يكونوا في راحة خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة».
من السهل أن نربط بين الصلابة البدنية والعقلية، وديمبلي واثق بأن توتنهام لن ينهار على أي من المستويين خلال هذا الموسم. ربما لا يصل الفريق إلى مستوى ليستر فيما يتعلق بالنتيجة النهائية - كيف يمكن أن يندم على هزيمته على ملعبه 0 - 1 أمام متصدر الدوري في 13 يناير (كانون الثاني) - لكن لن يكون هذا بسبب الضغط. ويقول ديمبلي: «نحن بكل أمانة لا نشعر بالضغوط على الإطلاق. الأمر مختلف قليلا، لكن هناك توتر حميد وليس توترا سلبيا. لطالما كان توتنهام يمتلك لاعبين استثنائيين، والشيء الوحيد الذي تغير هو عقليتنا. كنا محبطين للغاية، على سبيل المثال، لمجرد التعادل مع ليفربول. ذهبنا إلى هناك وكنا نحترم الفريق لكننا كنا نقول لأنفسنا: (حسنا، الفرص 50 - 50 على الأقل. يمكننا أن نفعل شيئا). ومن ثم فالعقلية مختلفة».
كان ديمبلي بطلا مجهولا في مسيرة توتنهام نحو اللقب. لفت زميلاه إريك داير وديلي إلى الأنظار، وكان كين قوة لا يمكن إيقافها، وكان الحارس هوغو لوريس حلقة الأمان، في حين بزغ نجم توبي ألدرويرلد، ولو متأخرًا، كواحد من المدافعين البارزين في الموسم.
لكن ديمبلي ليس من نوعية اللاعبين البعيدين عن الأضواء، رغم طبيعته الهادئة والمتواضعة، فهو يقود الفريق بتمريرته السريعة والدقيقة. ووفقًا لشبكة أوبتا لإحصائيات كرة القدم، تصل دقة تمريرات ديمبلي إلى 90.22 في المائة، مما يجعله رابع أفضل لاعب في الدوري في هذا الصدد، بينما يعد صاحب رابع أفضل معدل لاستخلاص الكرة.
يفضل صاحب الـ28 عاما أن يتحدث عن الفريق، وكيف أن الفريق سلط الضوء على قدراته بشكل جيد جدا. ويقول: «من السهل أن تندمج في الفريق لأن هناك فلسفة واضحة. إريك داير يلعب بطريقة غير عادية، وكذلك ديلي ألي. هما لاعبان رائعان لكن لدينا أيضًا ريان ماسون، ونبيل بن طالب وتوم كارول. هناك بناء معين بصرف النظر عن من يلعب، ومن ثم فالفريق لا ينهار بسبب لاعب أو لاعبين».
وقع ديمبلي، الذي سيشارك مع منتخب بلجيكا في يورو 2016، على عقد جديد مع توتنهام في يناير ويستمر حتى 2019. من المرجح أن يتم إبرام المزيد من التعاقدات في الشهور المقبلة من قبل رئيس النادي، دانييل ليفي، لكن من الواضح من لا غنى عنه بالنسبة إلى الفريق.
يعتبر بوكيتنو قيمة كبيرة، ووصفه فيرغسون بأنه أفضل مدرب في الدوري، وهناك أندية كبرى تتطلع للتعاقد معه. ويسأل ديمبلي: «هل نحن متخوفون من خسارته؟ نحن سعداء للغاية مع المدرب هنا، ولدينا بنية جيدة لكن هناك أشياء لا يمكننا التركيز عليها كثيرا لأنها ليست في متناول أيدينا. لا أقرأ الكثير من الأشياء، وإذا سمعت أشياء، فأنا لا أفكر فيها حقيقة، لأنه لا طائل منها. إذا كانت ستحدث، فستحدث. لا أعرف ما الذي يجري، وسواء كانت شائعات أم لا. الرد على الشائعات يجعلها أكثر أهمية، ومن ثم فأنا لا أريد فعلا أن أتحدث كثير في هذا الشأن».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».