الهجوم أم الدفاع.. أي الطريقين أهم لحسم الدوري الإنجليزي؟

تشيلسي تفوق الموسم الماضي بدفاعه.. وليستر يتصدر الآن بتكتيك واحد

فريق ليستر تصدر الدوري بفضل تكتيك واحد ورؤية بارعة من مدربه (إ.ب.أ)  -  تشيلسي حسم لقب الموسم الماضي بفضل قوة دفاعه (أ.ف.ب)
فريق ليستر تصدر الدوري بفضل تكتيك واحد ورؤية بارعة من مدربه (إ.ب.أ) - تشيلسي حسم لقب الموسم الماضي بفضل قوة دفاعه (أ.ف.ب)
TT

الهجوم أم الدفاع.. أي الطريقين أهم لحسم الدوري الإنجليزي؟

فريق ليستر تصدر الدوري بفضل تكتيك واحد ورؤية بارعة من مدربه (إ.ب.أ)  -  تشيلسي حسم لقب الموسم الماضي بفضل قوة دفاعه (أ.ف.ب)
فريق ليستر تصدر الدوري بفضل تكتيك واحد ورؤية بارعة من مدربه (إ.ب.أ) - تشيلسي حسم لقب الموسم الماضي بفضل قوة دفاعه (أ.ف.ب)

نجح مانشستر سيتي في الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2014 من خلال إحراز أهداف أكثر من منافسيه، بينما اقتنص تشيلسي البطولة العام الماضي عبر الاعتماد على خط دفاعه، لكن عبقرية الإيطالي كلاوديو رانييري تجلت في نجاحه في قيادة ليستر سيتي لأندية الدوري الممتاز عبر الاعتماد على تكتيك واحد، والاستمرار في استخدامه من خلال توجه مختلف. جاء فوز ليستر سيتي على سندرلاند، الأسبوع الماضي، أشبه بنتيجة محتومة، وأوشك هذا الفوز أن يصبح الخامس للنادي على التوالي بنتيجة هدف مقابل لا شيء، لولا تسجيل جيمي فاردي الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
ويعني ذلك أن لاعبي ليستر سيتي، بقيادة المدرب رانييري، خاضوا الآن 490 دقيقة من دون أن يدخل مرماهم هدف واحد. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمامهم لتحطيم الرقم القياسي المسجل باسم ساوثهامبتون، البالغ 708 دقائق خلال وقت سابق من العام، فإن التحول الذي شهده أسلوب لعب ليستر سيتي جاء دراماتيكيًا بكل المقاييس. خلال النصف الأول من الموسم، اعتاد الفريق اللعب بأسلوب حماسي قوي يسعى لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف، مما أكسبه كثيرًا من النقاط في وقت انهالت عليه الإشادات من كل جانب. وعليه، لم يبد أن هناك ما يدعو لأن يغير الفريق أسلوبه خلال النصف الثاني. ورغم ذلك، من الواضح أن توجيهات رانييري الآن تركز على أن يلعب الفريق بعمق أكبر ويعمل على حماية حارس مرماه كاسبر شمايكل، في تحول أثبتت الأيام أنه ينطوي على بعد نظر.
لقد أدرك المدرب أن مستوى لياقة مهاجمه جامي فيردي المتألق أمام مرمى الخصم، الذي مكنه من تحقيق رقم قياسي بتسجيل 11 هدفًا متتالية خلال الدوري الممتاز، من المتعذر استمراره. كما أدرك أيضًا أن السجل الدفاعي للفريق ضعيف، مما يتطلب ضرورة تغيير التوجه المتبع لضمان الفوز بالمباريات. وبالفعل، كان من شأن التحول لأسلوب دفاعي أكثر مساعدة ليستر سيتي على تصدر الأندية خلال النصف الثاني من الموسم.
عندما خسر ليستر سيتي أمام ليفربول بهدف من دون مقابل خلال أعياد الميلاد قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول)، أعرب البعض عن اعتقاده بأن الفريق اتخذ أولى خطواته على منحدر الهبوط. وجاءت هذه التوقعات رغم أن ليستر سيتي حينها كان لا يزال متصدرًا البطولة بفارق نقطتين. ومع ذلك، فإنه على الصعيد الدفاعي، احتل الفريق المرتبة الـ14 على مستوى البطولة، مع دخول شباكه 25 هدفًا. وبدا الفريق مفتقرًا إلى خط دفاع قوي قادر على دعم مسيرته نحو اقتناص البطولة.
إلا أنه منذ الهزيمة التي تعرض لها في أنفيلد، طرأ تغير واضح على نتائج ليستر، وكذلك على توجهه الهجومي. خلال النصف الأول من الموسم، لعب ليستر سيتي دور الملك العائد، ذلك أنه غالبًا ما يعاني تراجعًا في أدائه قبل أن ينجح في لمّ شتاته في النصف الثاني من المباراة وضمان الخروج بنقطة أو ثلاثة منها. وقد أدرك رانييري بنفاذ بصيرته أن الطاقة اللازمة لتحقيق مثل هذه الاستفاقة ستبدأ في التراجع حتمًا مع دخول العام الجديد. وعليه، اتخذ قراره بأنه حان الوقت للتركيز على الجانب الدفاعي منذ انطلاق الصافرة الأولى للمباراة.
وتكشف الأرقام أنه خلال أول 18 مباراة خاضها، خرج ليستر سيتي بشباكه نظيفة في ثلاثة منها، وصولاً إلى الهزيمة التي مني بها على يد ليفربول. في المقابل نجد أنه خلال المباريات الـ15 التالية، نجح في تحقيق إنجاز لافت بحفاظه على شباكه نظيفة في 11 منها - بمعدل يفوق أي فريق آخر بأربع مباريات. وخلال تلك المباريات الـ15، كان الهدف الأول بالمباراة في شباكهم مرة واحدة فقط، تحديدًا خلال تعادلهم أمام وست بروميتش بهدفين لكل منهما.
ورغم أن كثيرين عقدوا مقارنات بين أسلوب ليستر سيتي هذا الموسم والتكتيك الذي اتبعه تشيلسي خلال الموسم الذي انتهى بحمله درع البطولة، تبقى الحقيقة أن التحول في أسلوب ليستر سيتي جاء أقوى وأكثر إبهارًا بكثير. ورغم إجماع الآراء على أن تشيلسي ركز أكثر على الجانب الدفاعي خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، فإن هذا التحول حمل طابع التعمد بدرجة أقل عما نراه في ليستر سيتي هذا الموسم. في الواقع، لم يتحول تشيلسي من الهجوم إلى الدفاع بصورة كبيرة، ذلك أن الأرقام تكشف أن شباكه اخترقها عدد أكبر من الأهداف خلال النصف الثاني من الموسم بالنسبة للمباراة الواحدة (0.95) مقارنة بالنصف الأول (0.74).
إلا أن القول ذاته لا ينسحب على ليستر سيتي. حقيقة الأمر أن أداء أبناء المدرب جوزيه مورينهو خلال النصف الثاني من الموسم الماضي جاء أسوأ كثيرًا مما كان عليه في النصف الأول، بينما نجح ليستر سيتي في تحسين أسلوب لعبه على نحو كبير.
ويبقى التساؤل الآن: هل ينبغي على الأندية الطامحة للفوز ببطولة الدوري الممتاز منح الأولوية للهجوم أم الدفاع؟ أظهر فوز تشيلسي ببطولة الدوري العام الماضي حدثًا نادرًا، وهو أنه للمرة الأولي خلال ست سنوات لم يحمل كبار هدافي البطولة الكأس، حيث جاءوا جميعهم من خارج الفريق الفائز، ومنذ بداية القرن لم يحدث سوى خمس مرات فقط أن رأينا فريقًا فائزًا بالكأس لم يسجل أغلب أهداف الموسم. ففي خلال تلك الفترة لم يبتعد فريق واحد ممن فازوا باللقب عن المركز الأول أو الثاني من ناحية عدد الأهداف المسجلة. يحل فريق ليستر ثالثًا الآن بين أفضل هدافي البطولة برصيد 57 هدفًا بعد توتنهام ومانشستر سيتي.
وبالمقارنة، فامتلاك دفاع محكم أصبح أمرًا أقل أهمية عن ذي قبل، إذ أنهى فريقان فقط من آخر ستة فائزين ببطولة الدوري الممتاز الموسم بدفاع قوي، فمثلا مانشستر فاز بموسم 2011 واستقبل مرماه 12 هدفا، وتشيلسي فاز بموسم 2014 واستقبل مرماه 15 هدفا.
ومع احتلال ليستر المركز الثالث من ناحية عدد الأهداف التي أحرزها حتى الآن (31 هدفا)، فإنه على وشك أن يصبح أول فريق بعد آرسنال موسم 2001 - 2002 يفوز بالدوري الممتاز من دون الفوز بلقب أفضل هجوم أو أفضل دفاع. وبمقدور توتنهام العجوز المسكين فقط أن يصبح ثاني أفضل ناد في تاريخ الدوري الممتاز الإنجليزي، بالمشاركة مع فريق مانشستر يونايتد موسم 1997 - 1998، الذي يسجل أعلى نسبة أهداف وتستقبل شباكه أقل أهداف من دون الفوز باللقب.
ولو ألقينا نظرة على الأرقام سوف نرى أن ليستر قد يكون محظوظا بعض الشيء في حال فوزه باللقب، فالحقيقة هي أن هذا الفريق كان أشبه بفصل المتفوقين في كيفية الوصول للقمة وبطريقتين مختلفتين، فقد وظف الفريق أساليب الهجوم والهجوم المضاد بشكل بالغ الدقة، ويظهر جدول المسابقة أنهم الأفضل حتى الآن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».