«حزب الله» والنظام يجبران مائة عائلة من مضايا على المغادرة خلال ساعات

سكانها يعانون نقصًا حادًا في المواد الغذائية بعد نفاد المساعدات الأخيرة

«حزب الله» والنظام يجبران مائة عائلة من مضايا على المغادرة خلال ساعات
TT

«حزب الله» والنظام يجبران مائة عائلة من مضايا على المغادرة خلال ساعات

«حزب الله» والنظام يجبران مائة عائلة من مضايا على المغادرة خلال ساعات

حذّر ناشطون سوريون من خطّة ممنهجة لتهجير أهالي مضايا وفرض تغيير ديموغرافي من قبل النظام السوري وما يسمى «حزب الله»، اللذين يفرضان حصارا خانقا على البلدة منذ أكثر من عشرة شهور. ويأتي هذا التحذير نتيجة دعوة الحزب مساء أول من أمس أهالي منطقة «الجمعيات» الواقعة غرب مضايا بريف دمشق بضرورة مغادرة منازلهم، في وقت لا تزال فيه العائلات في مضايا تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية نتيجة الحصار، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى وفاة مزيد من المدنيين، لا سيما الأطفال منهم.
وقالت مصادر مدنية من بلدة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة، لـ«مكتب أخبار سوريا»، إن عناصر قوات النظام والحزب الذين يحاصرون البلدة أنذروا قاطني منطقة «الجمعيات» الواقعة بين حاجزي البلدية وفلوريدا النظاميين على أطراف مضايا، بإخلاء منازلهم خلال 48 ساعة، مشيرة إلى أن سكان المنطقة لم يكن مسموحا لهم بالخروج من بيوتهم أو دخول مضايا.
وكانت «الجمعيات» تخضع لسيطرة النظام من شهر فبراير (شباط) 2012 إلى حين دخول الحزب إليها إثر فرض الحصار على مضايا، مانعين الدخول والخروج منها.
وآخر عملية تهجير لعائلات في مضايا قد تمّت في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، حين أجبرت 15 عائلة على ترك منازلها في منطقة كروم مضايا باتجاه بلدة مضايا ليعيشوا تحت الحصار. وقال محمد الشامي، الناشط في مضايا لـ«الشرق الأوسط»: «عمد (ما يسمى) حزب الله إلى إخراج 11 عائلة من (الجمعيات)، بعضها ذهب باتجاه مضايا والبعض الآخر إلى دمشق، قبل إصدار إعلان عام لكل العائلات التي يبلغ عددها نحو مائة عائلة، للخروج خلال ساعات». ورأى الشامي أن هذا الإجراء الذي أتى بعد خطوة مماثلة أجبرت أهالي العائلات الموجودة على طرفي طريق دمشق – الزبداني التي تفصل مضايا عن سهلها، على مغادرتها، يبدو واضحا أنه تمهيد لسياسة تهجير قسري وفرض واقع ديموغرافي جديد في المنطقة، وبالتالي نتوقع أن ينسحب ما يحصل اليوم في (الجمعيات) على مناطق أخرى في مضايا».
وفي حين لا تزال المنطقة هادئة بعيدا عن المعارك بين النظام وما يسمى «حزب الله» من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، يصف الشامي المنطقة بأنّها أصبحت «مدنية» بعدما باع عناصر الجيش الحر أسلحتهم لـ«حزب الله» مقابل الحصول على مواد غذائية.
وذكر «موقع الدرر الشامية» المعارض، أمس، أن الحزب يعمد إلى زرع مئات الألغام الجديدة لتضييق الخناق أكثر على المحاصرين في كلّ من مضايا والزبداني وبقين في القلمون الغربي، لافتا إلى أنه كان قد قام نهاية الشهر الماضي بزراعة حقول ألغام جديدة على طول مائتي متر وعرض 10 أمتار بإجمالي ألغام تقدر بمائتي لغم.
ويؤكد الشامي أن العائلات في مضايا تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية بعدما نفدت المساعدات التي كانت قد وصلت إليها في 17 مارس (آذار) الماضي، وتأخر وصول مساعدات إضافية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تسجيل مزيد من حالات الوفيات بشكل يومي، مضيفا: «لم يعد لدى العائلات أيضا أوراق الشجر والبلاستيك لاستخدامه بديلا للوقود، كما أن (ما يسمى) حزب الله عمد إلى قطع الأشجار في سهل مضايا على مساحة 400 دنم، وتم بيعها إلى منطقتي بلودان ووادي بردى».
وأشار الشامي إلى أن الناشطين في البلدة حصلوا على وعود من «الأمم المتحدة» بقرب وصول دفعة جديدة من المساعدات، إضافة إلى إمكانية إخلاء عدد من المرضى خلال أيام قليلة، مضيفا: «إنما اعتدنا على أن تنفيذ الوعود يأخذ وقتا طويلا، وهو ما يتخوف منه الأهالي».
وكانت منظمة «اليونيسيف» قد دعت المجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ مضايا المحاصرة من قِبل النظام وما يسمى «حزب الله»، مشيرة إلى أن نصف المحاصرين في البلدة وعددهم نحو 42 ألف شخص، هم من الأطفال، وأنهم بحاجة ماسة للمساعدات للبقاء على قيد الحياة. مع العلم بأنّه سجّلت حتى الآن وفاة 65 شخصا في مضايا نتيجة الجوع، بحسب الشامي، كان آخرهم طفلة رضيعة بعد أربعة أيام من ولادتها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».