المغرب: الحكومة تنهي أزمة 10 آلاف أستاذ متدرب بعد شهور من المواجهة

وعدت بتوظيفهم دفعة واحدة شرط تعليق الاعتصامات

المغرب: الحكومة تنهي أزمة 10 آلاف أستاذ متدرب بعد شهور من المواجهة
TT

المغرب: الحكومة تنهي أزمة 10 آلاف أستاذ متدرب بعد شهور من المواجهة

المغرب: الحكومة تنهي أزمة 10 آلاف أستاذ متدرب بعد شهور من المواجهة

انتهت الليلة قبل الماضية الأزمة المفتوحة منذ خمسة أشهر بين رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران وعشرة آلاف من الأساتذة المتدربين الذين يطالبون بالتوظيف دفعة واحدة، حيث وقع الطرفان في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، بعد اجتماع دام زهاء خمس ساعات، بروتوكول اتفاقا يعلق بمقتضاه الأساتذة المتدربون قرار خوضهم اعتصاما مفتوحا بالعاصمة الرباط، الذي كان سيدخل حيز التنفيذ منذ أمس، والذي منعته وزارة الداخلية، مهددة بالتطبيق الصارم لقرار منع هذه المظاهرة، وذلك في نطاق الاختصاصات الموكولة لها فيما يخص الحفاظ على الأمن والنظام العام.
وينص محضر الاتفاق، الذي وقعه عن الحكومة والي (محافظ) الرباط عبد الواحد لفتيت، وعن الطرف الآخر منسقو الأساتذة وممثلون عن الاتحادات العمالية، على عودة المحتجين إلى مقاعد الدراسة في مراكز التكوين العمومية لاستكمال فترة إجراء التكوين النظري فيما تبقى من السنة خلال الأشهر الثلاثة مايو (أيار) ويونيو (حزيران) ويوليو (تموز) من السنة الحالية، على أن يتم استئناف الدراسة في شقها التطبيقي في الأشهر الثلاثة من سبتمبر (أيلول) إلى غاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويتعهد الاتفاق بتشكيل لجنة مشتركة، مكونة من وزارة التعليم، ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة الوظيفة العمومية وتحديث القطاعات، وممثلين عن الاتحادات العمالية وممثلي الأساتذة المتدربين توكل إليها مهمة إجراء الأرضية المعتمدة على أساس توظيف الفوج كاملا نهاية شهر فبراير (شباط) المقبل، وذلك بعد إجراء مباراة شكلية في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.
وكان عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة قد وافق صباح أول من أمس لوزارة الداخلية باستدعاء الأساتذة المتدربين لجلسة الحوار بعد تصاعد حدة الأزمة بسبب تهديد الأساتذة بتنظيم اعتصام مفتوح في العاصمة، وتلويحهم بخوض إضراب مفتوح عن الطعام، وهو السيناريو الذي حاولت الحكومة تحاشيه.
وكانت الحكومة قد أصدرت في يوليو (تموز) الماضي مرسومين حكوميين، يقضي الأول بفصل التكوين في المراكز الجهوية للتربية والتكوين عن التوظيف المباشر في التعليم العمومي بالمغرب، وقررت ضرورة اجتياز مباراة عند انتهاء التكوين، فيما ينص المرسوم الثاني على تقليص منحة الأساتذة المتدربين من 2400 درهم (290 دولارا) في النظام القديم، إلى 1200 درهم (145 دولارا) في الشهر.
وكاد ملف الأساتذة المتدربين أن يعصف بالائتلاف الحكومي قبل انتهاء ولايته لولا اجتماع قادة التحالف، وذلك بعدما اقترح محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، حلا لفائدة قادة أحزاب المعارضة يتعارض مع الموقف الرسمي للحكومة، وهو ما جعل رئيس الحكومة يصدر بيانا شديد اللهجة يتبرأ فيه من موقف وزيره المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».