مؤلفا السيرة الذاتية للمرشح الجمهوري وعائلته: ترامب يحمل تناقضات هائلة ومصاب بجنون العظمة

بلير ودي أنطونيو قضيا أعوامًا في البحث والكتابة عن حياته ويعتزمان التصويت ضده * ميلانيا زوجة ترامب الحالية ظهرت عارية عام 2000.. وظهرت مرة ثانية شبه عارية على سجادة تحمل شعار الولايات المتحدة

مؤلفا السيرة الذاتية للمرشح الجمهوري وعائلته: ترامب يحمل تناقضات هائلة ومصاب بجنون العظمة
TT

مؤلفا السيرة الذاتية للمرشح الجمهوري وعائلته: ترامب يحمل تناقضات هائلة ومصاب بجنون العظمة

مؤلفا السيرة الذاتية للمرشح الجمهوري وعائلته: ترامب يحمل تناقضات هائلة ومصاب بجنون العظمة

* كيف كان يدير ترامب عائلته كزوج لثلاث زوجات وأب لخمسة أبناء وكيف تعامل مع الفشل في تجربتي طلاق صاحبتهما أخبار عن الخيانة والفضيحة
* رشح ذاته للرئاسة لأول مرة على سبيل الدعابة في الثمانينات في مجلة «سباي» الساخرة بنيويورك.. وتطرق علنا لفكرة الترشح خمس مرات
* بمجرد أن نشر ترامب تدوينة معلقا على هجمات بروكسل مذكرا بدعوته إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة تحولت التغطية إلى «ما هو رأي ترامب في أحداث بلجيكا»؟
* لفهم ترامب وكيف سيكون البيت الأبيض في حال فوزه يستدعي ذلك دراسة جادة لجذوره وتكوينه النفسي وتاريخ سفره وعلاقاته الخارجية
* اشتهر والد ترامب بالدخول في اللحظة الأخيرة قبل إبرام صفقة عقارية إذ تكون العقود على الطاولة
* عاش ترامب على مدار عقود كرجل مستهتر في نيويورك وفي الوقت ذاته أدى دور الثري الأرستقراطي الملتزم بإقامة مؤسسة تحكمها العائلة
* لا يدير ترامب شركاته أو عائلته بنظام ديمقراطي.. بل يبدو أن نزعته لأن يكون صاحب تركة جعلته يقترب بدرجة ما من شخصية قيادات الدول التي تحكمها عائلات ملكية في الخارج
* يتفق مؤلفا الكتابين عن حياته على أن المنطق الذي يسود في خطب ترامب يتعلق بجمهوره المحلي وليس له صلة بأي توجه أو رؤية خاصة
* سياسة ترامب العائلية أشبه بتجربة مسبقة للرؤى السياسية في المجتمع الدولي

في إطار البحث في الظاهرة الأكثر استنزافا في السياسة الأميركية في الوقت الحالي، أجرت الشقيقة مجلة «المجلة» حوارا مع اثنين من الخبراء الأميركيين في التاريخ الشخصي والتكوين النفسي للمرشح الرئاسي الجمهوري المتصدر دونالد ترامب، وهما غويندا بلير ومايكل دي أنطونيو، وكلاهما ألف كتابا مسهبا عن حياة ترامب. رسم الاثنان صورة لرجل يحمل تناقضات وقوة هائلة وعيوبا خطيرة؛ رجل يتسم بالمرونة والبراغماتية، غير آيديولوجي بالمرة ولديه عزم وطيد على النجاح في أي شيء يختاره لتعريف النجاح؛ وفوق كل ذلك، رجل يملك حسا حريصا على عقلية الولايات المتحدة وشعبها ومؤسساتها، ويعرف كيفية التأثير على النظام واستخدامه وقلبه من أجل تحقيق أهدافه.
ورغم أن التغطية العالمية لظاهرة دونالد ترامب تتسم بالإسهاب، فإنه يصعب الاستيعاب الكامل لتحولها إلى قضية محورية تستهلك الوقت والجهد في النقاش العام الأميركي إلا إذا كنت عشت في هذه البلاد طوال الشهور القليلة الماضية. في هذا الموسم الانتخابي، حقق ترامب انتصارات كبيرة، في ولاية بعد الأخرى. وفي المدن التي يزورها لعقد تجمعات سياسية، يؤجر أكبر مركز مؤتمرات أو ملعب كرة قدم متاح - وفي حين ينتشر رجال الشرطة حول المكان في محاولة عابثة لمنع حدوث اضطرابات مدنية، يتدفق المؤيدون بالآلاف وأحيانا بعشرات الآلاف ليحتلوا كل المقاعد. وينتظر مئات أو آلاف آخرون في صفوف خارج الإستاد أملا في أن يخرج البعض مبكرا تاركين مكانا لغيرهم. كذلك في أماكن العمل والحرم الجامعي وحتى في المدارس الابتدائية، أصبح ترامب موضوعا لنقاش يومي ساخن.
حماس مؤيديه
إذا أدرت التلفزيون على أي قناة إخبارية، من المرجح أن تجد تغطية متتابعة لترامب وحماس مؤيديه وكثافة المسيرات التي تجوب الشوارع معارضة له، وأحدث محاولات النخبة الجمهورية وكذلك الديمقراطية لعرقلة حملته الانتخابية. أوقفت الشبكات بصفة مؤقتة حوارات المشاهير المعتادة أو الأخبار الإنسانية العامة التي عادة ما تحتل أغلب برامجها: وقد كشفت بيانات مسح لجمهور المشاهدين أن التغطية الإخبارية المتعلقة بترامب أصبحت كل ما تحتاج إليه الشبكات للحفاظ على نسب مشاهدتها. عندما قام الرئيس أوباما بزيارته التاريخية إلى كوبا في شهر مارس (آذار)، وهزت التفجيرات الإرهابية الدموية أرجاء بروكسل، بدا أن هناك بعض اللحظات التي ستعود فيها أخبار متنوعة إلى دورة الأخبار. ولكن بمجرد أن نشر ترامب تدوينة علق فيها على هجمات بروكسل، مذكرا بدعوته إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة «حتى نعرف ما هي المشكلة» - تحولت التغطية إلى «ما هو رأي ترامب في هجمات بروكسل؟»، ومنها عودة إلى ما هي آراء ترامب عامة، وما هو رأي الأميركيين فيه، وماذا يعني ذلك بالنسبة لأميركا ذاتها؟
كانت تلك نجاحات يومية لمقدم برنامج تلفزيون الواقع الناجح الذي يتصف ببراعة هائلة في التعامل مع الإعلام الأميركي؛ وهو أيضا مطور عقاري مزدهر يملك حسا قويا بكيفية السيطرة على الساحة العامة؛ وفوق كل ذلك هو أميركي ذكي لديه جذور راسخة في تاريخ مجتمع البروتستانت الأنجلوساكسون ذوي البشرة البيضاء، يعرف جيدا «ما الذي يؤثر في الشعب الأميركي» وكيف يستخدم الروح الأميركية لتحقيق مصلحته.
ماذا سيعني فوز ترامب بالرئاسة للولايات المتحدة والعالم؟
قالت غويندا بلير، مؤلفة سيرة ذاتية لعائلة ترامب مكونة من 592 صفحة في كتاب بعنوان «عائلة ترامب: ثلاثة أجيال من البنّائين ومرشح رئاسي»: «إنه ترشح للرئاسة كقوة معطلة سوف تقلب كل شيء. ولا يهم من سيصاب على طول الطريق».
وقال مايكل دي أنطونيو، مؤلف كتاب آخر عن حياة ترامب بعنوان «لا يكفي مطلقا: ترامب والبحث عن النجاح»: «ترامب خطير ونقي وبسيط».
من خلال حوارات شاملة مع هذين الكاتبين البارزين بشأن حياة ترامب وزمنه، يمكن الشعور ببعض المرارة تجاه ترامب، والتي يشعر بها كثيرون من النخبة في الإعلام الأميركي، الذين يشنون، ومعهم الطبقة السياسية، حملة شعواء تبدو بلا طائل لنزع الثقة عنه. تشهد مشاعرهم على وجود جانب آخر في ظاهرة ترامب: وهي أن النخبة الأميركية تجد ذاتها على خلاف كبير مع قطاع عريض من الجمهور الأميركي المنتمي إلى الطبقة العاملة، وأغلبهم من أصحاب البشرة البيضاء والذين يشعرون بأنهم على هامش «الحلم الأميركي». ولكن هذا أيضا أصبح ميزة إضافية لترامب. عندما أعلن المرشح الرئاسي الجمهوري السابق ميت رومني، الذي خسر أمام أوباما في انتخابات عام 2008، تصميمه على تدمير ترامب، كان رد المرشح الجمهوري المتصدر بأن وصف رومني بـ«الفاشل» و«الخانق»، مؤكدا على أن عداء رومني سوف يساعده بالفعل في استطلاعات الرأي. وحتى الآن يبدو أنه على صواب.
يتفق كلا الكاتبين، في حديثهما عن آرائهما بشأن ترامب إلى «المجلة»، على أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة، الوقت الحالي هو الأنسب لفهم ترامب وكيف سيكون البيت الأبيض في المستقبل في حالة فوزه. من وجهة نظر السياسة الخارجية، يستدعي ذلك دراسة جادة لجذوره وتكوينه النفسي وتاريخ سفره وعلاقاته الخارجية، للتعرف على تكوين السياسات التي من المرجح أن يتبناها هذا الرجل إذا تحول من أنجح رجال الأعمال في البلاد إلى أقوى رجل في العالم. يحفز ذلك أيضا على البحث في دوره كأب وزوج - إلى درجة اعتبار سياسته العائلية أشبه بتجربة مسبقة للرؤى السياسية في المجتمع الدولي.
وبغض النظر عما إذا كان ترامب سينجح أو يخسر في الانتخابات المقبلة، يبدو أن التعرف على ترامب مكون أساسي لتشخيص نبض وطبيعة الولايات المتحدة الأميركية.
من هو دونالد ترامب؟
أوضحت غويندا بلير: «إنه متفوق على جميع رجال الأعمال الموهوبين الذين يدركون ما تريده السوق. ففي صناعة العقارات بمدينة نيويورك في الثمانينات، وجد أنه إلى جانب فكرة الأثرياء عن العقارات الأرستقراطية الأنيقة المميزة التي تبدو أقل من قيمتها، كانت هناك مجموعة أخرى من أصحاب الملايين والمليارات الذين لم يريدوا أيا من ذلك ويرغبون في التفاخر. كانت تلك سوقا لم يطرقها أحد من قبل، حيث الأثرياء الذين يريدون منازل مبهرة للغاية، وقد بناها لهم ونجح في ذلك. وفي مجال الكازينوهات، وجد سوقا مشابهة للأشخاص الذين يرغبون في المقامرة في أماكن كبيرة وبراقة تزخر بالبهرجة - في أتلانتك سيتي ولاس فيغاس - فقرر الدخول فيها مباشرة».
في مرحلة مبكرة من عمله في مجال الأعمال، اتفق ميل ترامب إلى البهرجة مع شخصية متوهجة تسعى إلى تصدر عناوين الأخبار والتأثير على الخيال الشعبي. كان المليونير الثري الذي يستطيع التحدث والتفكير كجامع قمامة يحظى باحترام منافسيه الأثرياء وبحب رجل الشارع. وفي الوقت الذي يتوخى فيه الحذر داخل قاعة الاجتماعات بشركته، أدخل «فن الصفقات» في الثقافة الشعبية وذلك في البداية عن طريق كتاب يحمل الاسم ذاته محققا أفضل مبيعات، ثم بعد ذلك أصدر لعبة تم تسويقها بين الشباب والتي حملت ببساطة اسم «لعبة ترامب».
والد ترامب
قد ترجع السرعة التي صعد بها ترامب سلم الثروة والشهرة مع الاحتفاظ بعلاقة وثيقة مع عقلية الرجل العادي إلى نشأته: من جهة، لم تكن قصة ترامب تتعلق برجل تحول من الفقر إلى الثراء، حيث كان والده فريد ترامب أيضا ثريا، وإن لم يكن بحجم الثراء الذي حققه ابنه. من جهة أخرى، كان ترامب بالفعل جديدا على غرف الاجتماعات الداخلية في ناطحات السحاب في مانهاتن. وذلك لأن والد ترامب لم يكون ثروته عن طريق بناء ناطحات السحاب الفاخرة، بل بإنشاء إمبراطورية من الوحدات السكنية الخاصة بالطبقة الوسطى في مناطق نيويورك الخارجية مثل بروكلين وكوينز. ومن أجل السيطرة على هذا القطاع، لا يمكن للمرء أن ينأى بذاته عن احتياجات وأسواق الطبقة العاملة. وكانت نتيجة النشأة في ثقافة الشركات الواقعة على أطراف نيويورك مثل كوني آيلاند في بروكلين أن اكتسب ترامب لكنة وحس يمتلكه قطاع كبير للغاية من سكان نيويورك البالغ عددهم 8 ملايين شخص.
من أجل التفاوض حول صفقة في كوني آيلاند، يجب التصرف مثل البلطجي. وكما أشارت غويندا بلير: «إحدى وسائل ذلك أن تدخل الغرفة وتبحث عن أقوى شخص بها وتسدد له لكمة». بدلا من ذلك، يمكنك أن تستخدم تكتيكات قديمة في المفاوضات شديدة التوتر والتي قد تكون مألوفة لدى رجال الأعمال في البلدان العربية أو أي مجتمع تقليدي: «اشتهر والد (ترامب) بالدخول في اللحظة الأخيرة قبل إبرام صفقة عقارية، إذ تكون العقود على الطاولة وتستعد الجرافات للعمل، عندما يبدأ في إعادة التفاوض، فيقلل المقابل ويقتطع قليلا من المال هنا وقليلا منه هناك. في الوقت ذاته، لا يجد الآخرون أي خيار سوى الموافقة على شروطه».
كانت قصص تلك الكسور الضئيلة الإضافية التي جمعها فريد ترامب لبناء إمبراطوريته لبناء منازل للطبقة المتوسطة مصدر إلهام للأشخاص الذين سكنوا تلك المنازل. يحب الجميع الشخص الفائز - وقد كان الفائز الذي ينتصر على حساب الراضين عن ذاتهم والقانعين.
شقيق ترامب سقط جراء إدمانه الكحوليات
في مانهاتن، القريبة ولكنها بعيدة في الوقت ذاته، لم تكن تلك التكتيكات منتشرة، ويبدو أن ترامب الابن فاجأ منافسيه الأرستقراطيين عندما طبقها معهم. كان دافع ترامب رغبة عازمة وواضحة على تحقيق ثراء فاحش من جهة، ومن جهة أخرى، كان يخشى الفشل المأسوي المُذل. كان شقيق ترامب الأكبر، فريدي الصغير طيارا محبا للمرح ويحبه الجميع. سقط فريدي، الذي كان وسيما ولطيفا واجتماعيا، ضحية لإدمان الكحوليات وتوفي في عمر 43 عاما. يعني ذلك أن ترامب وجد خياراته منحصرة ما بين إدمان الكحوليات وإدمان الثروة والشهرة.
بعد مرور عقود، استثمر صورته كرجل أعمال نفعي ماهر في نيويورك بالظهور على التلفزيون من خلال برنامج الواقع «المتدرب»، الذي تصدرت نسب مشاهدته في أوقات الذروة لفترة. كان المكان في غرفة الاجتماعات في شركته، وفي كل موسم تتابع الحلقات مجموعة صغيرة من الشباب الذين يحاولون جمع المال لصالح شركة ترامب بينما يدخلون في منافسة شرسة مع بعضهم البعض. وفي كل حلقة يواجه المتدرب الذي حقق أقل قدر من النجاح احتمالية فقدان وظيفته - ويتشوق المشاهدون لمتابعة ترامب وهو ينطق قراره الأسبوعي قائلا: «أنت مطرود».
ذكرت غويندا قائلة: «أحب المشاهدون متابعة الشباب الناشئ وهم يقومون بأعمال غير معقولة مثل بيع عصير الليمون في الشارع». كان الأمر أشبه بمشاهدتهم وهم يُطردون من الجنة.
رشح ذاته للرئاسة لأول مرة في الثمانينات
كان ترامب، مثل كثير من رجال الأعمال الناجحين، يعطي ببذخ للحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. خرج اقتراح بأن يرشح ذاته للرئاسة لأول مرة على سبيل الدعابة في الثمانينات في مجلة «سباي» الساخرة الشهيرة في نيويورك، والتي توقف إصدارها. ولكن تطرق ترامب علنا لفكرة الترشح خمس مرات قبل أن يتخذ الأمر بجدية أخيرا. على مدار عقود، بدا أنه يتبني آراء ليبرالية اجتماعيا في قضايا مثيرة للجدل داخل أميركا مثل حق الإجهاض، وفي حالات أخرى بدا أنه يتحدث من وجهة نظر جمهوري محافظ. وأخيرا في فترة رئاسة أوباما، تبنى ترامب خطاب نشطاء ينتمون إلى أقصى اليمين والذين يشككون في أن يكون أوباما قد ولد خارج الولايات المتحدة وبذلك ربما لا يُسمح له قانونا بتولي الرئاسة. يشار إلى أن الديمقراطيين والإعلام الليبرالي سخروا بلا رحمة من ترامب عندما أعلن عن ترشحه للرئاسة في العام الماضي، حتى أن موقع «هافنغتون بوست» أعلن أنه سينشر تقارير حملة ترامب الانتخابية في قسم أخبار الترفيه. وحتى الرئيس أوباما أساء إلى ترامب مرارا في وجهه أثناء حفل عشاء المراسلين السنوي في البيت الأبيض. ولكن كما اتضح مع مرور الوقت، استهانت تلك النخب الأميركية كثيرا بقدرات ترامب.
زوجة ترامب العارية
في تناول السؤال حول كيفية إدارة ترامب للبلاد إذا تم اختياره رئيسا، ربما يكون من المهم أن نسأل كيف كان يدير عائلته، كزوج لثلاث زوجات وأب لخمسة أبناء، وكيف تعامل مع الفشل في تجربتي طلاق صاحبتهما أخبار عن الخيانة والفضيحة.
* أضغط على هذا الرابط لمتابعة تفاصيل جديدة ومثيرة عن حياة ترامب وعائلته على موقع الشقيقة مجلة «المجلة»



المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

TT

المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

بعد 9 أشهر من الحرب التي شنها قائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس، في 4 أبريل (نيسان) 2019، مدعوماً بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية، دفعت أنقرة بمرتزقة ينتمون لمجموعات سورية معارضة، أبرزها فصيل «السلطان مراد»، الذي غالبية عناصره من تركمان سوريا، إلى ليبيا. وبعد اقتتال دام 14 شهراً، نجحت القوات التابعة لحكومة فايز السراج، في إجبار قوات «الجيش الوطني» على التراجع خارج الحدود الإدارية لطرابلس.

وفي تحقيق لـ«الشرق الأوسط» تجري أحداثه بين ليبيا وسوريا والسودان وتشاد ومصر، تكشف شهادات موثقة، كيف انخرط مقاتلون من تلك البلدان في حرب ليست حربهم، لأسباب تتراوح بين «آيديولوجية قتالية»، أو «ترغيب مالي»، وكيف انتهى بعضهم محتجزين في قواعد عسكرية بليبيا، وأضحوا الحلقة الأضعف بعدما كان دورهم محورياً في بداية الصراع.

وفي يناير (كانون الثاني) 2024، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد عناصر «المرتزقة السوريين» في طرابلس تجاوز 7 آلاف سابقاً، لكن فرّ منهم نحو 3 آلاف وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم