ميناء عدن يستعيد نشاطه ويستقبل سفينة عربية وأخرى سنغافورية

اليونيسيف تعد الهدنة فرصة لتحسين حماية الأطفال.. ومنظمات حقوقية تعبر عن قلقها من تجنيدهم من قبل الميليشيات

السفينة الراين في ميناء الحاويات في عدن أمس ({الشرق الأوسط})
السفينة الراين في ميناء الحاويات في عدن أمس ({الشرق الأوسط})
TT

ميناء عدن يستعيد نشاطه ويستقبل سفينة عربية وأخرى سنغافورية

السفينة الراين في ميناء الحاويات في عدن أمس ({الشرق الأوسط})
السفينة الراين في ميناء الحاويات في عدن أمس ({الشرق الأوسط})

وصلت إلى محطة الحاويات، بميناء عدن، سفينة «الراين» التابعة للشركة العربية المتحدة، وسفينة أخرى هي «كوتا نزار» التابعة لشركة «بي. اي. إل» المسجلة في سنغافورة. وقال مصدر مسؤول في موانئ عدن لـ«الشرق الأوسط» إن السفينتين ستعملان على تفريغ وشحن ما يزيد على 3500 حاوية فئة العشرين قدما.
زيارة «الراين»، هي الثانية للميناء، مؤكدة أنه سيعقبها زيارات أسبوعية. وقال المصدر إنه وبانضمام الشركة العربية لزبائن ميناء عدن، من ملاك السفن والحاويات، فإن ذلك يعد مؤشرا إيجابيا من شأنه رفع حدة المنافسة الإقليمية لاستقطاب هذه الخطوط الملاحية لزبائن السوق المحلية اليمنية، الذي بدوره سينعكس إيجابا في خفض رسوم النقل البحري، إلى جانب تقليص الفترة الزمنية لنقل البضائع من الشرق الأقصى إلى ميناء عدن، وربط الموانئ العالمية بميناء عدن برحلات أسبوعية.
وشهد ميناء عدن في الآونة الأخيرة نشاطا مطردا ومتناميا في كل قطاعاته الخدمية ولا سيما التجارية والإغاثية، إذ رفعت محطة المعلا للحاويات استعداداتها لاستقبال السفن لتنشيط المحطة واستقطاب جزء من النشاط المتنامي لحركة الحاويات.
وكان رئيس مجلس إدارة موانئ عدن، محمد علوي امزربة، قد قال في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، إن الفترة القليلة الماضية شهدت فيها أرصفة المعلا في ميناء عدن نشاطا ملاحيا كبيرا، خصوصا في الربع الأول من العام الحالي 2016، إذ بلغ عدد البواخر التي رست فيه 42 باخرة، منها 16 باخرة إسمنت وخمس بواخر حديد وأربع بواخر إغاثة وأربع بواخر سيارات، أما مناولته منها فقد وصلت إلى أكثر من 370 ألف طن.
وأعلنت شركة عدن لتطوير الموانئ عن تسهيلات وامتيازات ستمنح للخطوط الملاحية الراغبة في استخدام محطة المعلا، من ضمنها إعطاء أولوية الرسو لسفن الخط الملاحي الذي يبادر بتسيير نشاطه أولا إلى المحطة.
وجاءت هذه الخطوة في أعقاب نشاط مكثف وعمل دؤوب لتفعيل جميع خدمات وأنشطة ميناء عدن، حيث شهدت محطة عدن للحاويات الواقعة في الجهة الشمالية للميناء مع مطلع العام الحالي توسعة لمنطقة خزن الحاويات من خلال إضافة مساحة لاستيعاب 2000 حاوية فئة العشرين قدما.
وفي سياق آخر، أكدت الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف أن أطفال اليمن ما زالوا يعانون من وطأة النزاع الضاري الذي تشهده البلاد، وقالت: «إن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ اليوم فرصة لجميع الأطراف لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين حماية الأطفال». وأضافت الهيئة الدولية ومنظمة اليونيسيف في البيان الصادر في وقت متأخر من مساء الاثنين في نيويورك وعلى لسان ليلى زروقي، الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال ونزع السلاح، والدكتور بيتير سلامة، مدير اليونيسيف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ أن الأمم المتحدة سجلت خلال العام الماضي ارتفاعا كبيرا في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. وبحسب الأرقام الأخيرة المتوفرة، فقد قتل 900 طفل، مما يشكل سبعة أضعاف العدد مقارنة مع عام 2014، كما ارتفعت نسبة الأطفال المجندين في القتال خمس مرات ليصل العدد إلى 848 حالة قامت الأمم المتحدة بالتأكد منها.
وكانت الكثير من المنظمات الحقوقية قد سجلت هذا النوع من الانتهاكات، وأشارت بأصابع الاتهام إلى الميليشيات الانقلابية، من الجماعات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقالت إن الميليشيات تقوم بتجنيد الأطفال واستخدامهم ليس فقط في حمل السلاح على الحواجز، وإنما في جبهات القتال أيضا. وفي الوقت ذاته، تضاعف عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات، التي حرمت من المواد الطبية بسبب الحصار المفروض من قبل الميليشيات الانقلابية على مدينة تعز مثلا، إذ وصل إلى 115 هجوما تسببت في تعطيل توصيل الخدمات الأساسية لآلاف الأطفال وحرمانهم من حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة.
وكشف البيان الأممي عن أن الانتهاكات التي تمكنت الأمم المتحدة من التحقق منها هي غيض من فيض، ولكنها تكشف بعض الأنماط المثيرة للقلق الشديد. يذكر أن الأطفال يمثلون ثلث المدنيين الذين قتلوا ونحو ربع مجمل عدد الجرحى. كما أصبح الهجوم على البنية التحتية المدنية وخاصة على المدارس والمرافق الصحية منتشرًا، كما يلعب الأطفال الآن دورا فاعلا في القتال من بينه حراسة نقاط التفتيش، بما فيها تلك الموجودة على جبهات القتال الأمامية. وأشار إلى تجاهل فظيع للقانون الإنساني، إذ «تمثل هذه البيانات مجتمعة تجاهلاً فظيعًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الطفل في اليمن. ولهذه الأنماط تبعات أخرى طويلة الأمد ستؤثر على اليمن ومستقبل الأطفال».
وعبر المسؤولان الأمميان في بيانهما عن الأمل في أن يضع وقف إطلاق النار الذي بدأ الاثنين ومحادثات السلام التي من المفترض أن تبدأ في 18 أبريل (نيسان) الحالي بالكويت، حدًا لهذا النزاع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.