أستون فيلا مطالب بثورة تغيير أكبر من مجرد تعديل شعاره

الهبوط الوشيك لدوري الدرجة الأولى يشير إلى أن العودة إلى «الممتاز» لن تكون سهلة

انكسار وإحباط مشهد يتكرر كثيرًا للاعبي أستون فيلا هذا الموسم (رويترز)
انكسار وإحباط مشهد يتكرر كثيرًا للاعبي أستون فيلا هذا الموسم (رويترز)
TT

أستون فيلا مطالب بثورة تغيير أكبر من مجرد تعديل شعاره

انكسار وإحباط مشهد يتكرر كثيرًا للاعبي أستون فيلا هذا الموسم (رويترز)
انكسار وإحباط مشهد يتكرر كثيرًا للاعبي أستون فيلا هذا الموسم (رويترز)

يجهز أستون فيلا نفسه للأسوأ، خلال الفترة الحالية، بعد أن بات قريبًا من الهبوط، لدرجة أن النادي وهو يشير إلى أنه لن يتعجل في تعيين بديل لريمي غارد، أبدى ميله للتعاقد مع مدرب يملك خبر اللعب في الدرجة الأولى. ومع هذا، فيبدو من خلال أحد هذه التغيرات المثيرة للسخرية، التي تمضي جنبا إلى جنب مع الإحباطات على الصعيد الرياضي، أن النادي لن يكون في واقع الأمر مستعدا للموسم القادم رغم كل شيء.
لقد انفصل أستون فيلا متذيل ترتيب الدوري عن مدربه ريمي جارد بعد خمسة أشهر تقريبا من توليه المسؤولية، الذي حل محل تيم شيروود بعد بداية سيئة للموسم، بعد أن حقق انتصارين فقط مع فيلا في 20 مباراة بالدوري وخسر آخر ستة لقاءات، لكن هل التغيير كان من أجل إعداد خطة للمستقبل..!
الأمر المفاجئ بالنسبة إلى مشجعي فيلا الذين طالت معاناتهم، أن الإدارة بدت مشغولة بتغيير شعار النادي، وليس عروض الفريق المتواضعة على أرض الملعب. لقد كان فيلا يفكر بقوة في تغيير شعاره خلال بعض الفترات المملة التي شهدها هذا الموسم، وقرر من منطلق معقول، أن الأسد الهائج الذي أدخله الاسكوتلندي رائد دوري كرة القدم، ويليام ماكغريغور، في 1878، لم يعد يمثل المستوى المرغوب من الرهبة. كان قد تم نزع مخالبه بالأساس منذ بضع سنوات، وهو ما جعله يبدو أشبه بلعبة رقيقة، وليس بوحش كاسر، وكان يخوض معركة خاسرة من أجل مكان داخل الشعار الذي يتخذ شكل درع مع الأحرف الأولى لاسم أستون فيلا، والنجمة التي ترمز للفوز بالكأس الأوروبية في 1982، وشعار النادي: «جاهزون».
تم التخلص من الكلمة الأخيرة، ولا بد من الاعتراف بأن النسخة الجديدة، بعد إعادة مخالب الأسد تبدو أفضل من دونها، حتى ولو كان التوقيت غير المناسب أدى إلى سخرية واضحة وتلميحات بأن ذلك لم يكن سوى تحرك بائس لإنقاذ السفينة الغارقة. أوضح متحدث باسم النادي، من دون أن يذكر أن النادي لم يحقق أي إنجاز، قائلا: «شعارنا لم يكن يؤدي بشكل مناسب كما ينبغي. في النسخة الجديدة يظهر كل من الأسد والأحرف الأولى لاسم النادي بوضوح أكبر داخل الدرع».
وفي حين كان موسم أستون فيلا محكومًا عليه بأن ينتهي بزفرات أنين أكثر من أصوات غضب قوية، فقد كانت هناك بعض صيحات احتجاج حتى الآن. لكن أصوات الغضب هذه قد تتصاعد إذا ما استمر النادي في خطته الأساسية بإزالة كلمة «جاهزون» من الرسومات الملونة على الزجاج داخل ملعب النادي.
تعبث الأندية بتراثها مع ما في ذلك من عواقب. سبق وشعر مشجعو إيفرتون بسخط بالغ قبل عامين عندما حاول النادي، في أعقاب عملية تشاور علنية مزعومة، أن يتخلص من شعاره اللاتيني الشهير لأسباب مشابهة تتعلق بالإيجاز. قال مسؤولوه إنه لم يكن هناك مساحة داخل الدرع، فماذا عن أكاليل الغار، واسم النادي، وتاريخ التأسيس شديد الأهمية (يسبق تأسيس ليفربول بـ14 عامًا) والخصوصية التي يمتاز بها في تصويره لإصلاحية محلية.
وحتى رغم محاولة إيفرتون أن يهدئ من حدة الغضب بوضع ملصقات تحمل عبارة Nil Satis Nisi Optimum لا شيء يكفي إلا أن تكون الأفضل، في كل أنحاء ملعب غوديسون بارك، فإن الناس في نادي الشعب لم يرضوا بذلك. لقد بدا واضحا أن إيفرتون كان ينقصه شيء ما، من دون شعار يبدأ بكلمة nil، ولم يمر الموسم قبل أن تعود العبارة اللاتينية.
ويعد سبب ارتباط مشجعي إيفرتون إلى هذا الحد بشعار أصبح غير ملائم بشدة معظم المواسم منذ ستينات القرن الماضي، من قبيل الألغاز، لكن المؤكد أنهم مرتبطون بهذا الشعار. والشيء نفسه بالنسبة إلى فيلا، الذي لم يفعل أي شيء منذ وقت طويل سوى أن يكون جاهزا، رغم أن مشجعي النادي يمكن أن يتسامحوا مع الشعار الجديد إذا أظهر النادي قدرا مماثلا من المبادرة خلال الموسم المقبل.
ويعد تمثال ماكغريغور خارج المدخل الرئيسي لملعب فيلا بارك، تذكيرا بأن الدوري الممتاز يوشك أن يخسر قوة كبرى. ويعد فيلا، شأنه شأن إيفرتون، من الأندية المؤسسة لدوري كرة القدم الإنجليزي. وملعب فيلا بارك، شأنه شأن ملعب غوديسون، كان من الملاعب التي استضافت بطولة كأس العالم 1966. ويعتبر فيلا ناديًا كبيرًا جدًا بالمعايير الإنجليزية، كما أن برمنغهام مدينة كبيرة جدا على ألا يكون لها تمثيل مباشر في الدوري الممتاز.
ومع هذا، فمرة أخرى، ينطبق الأمر نفسه كذلك على شيفيلد. كما ينطبق على ليدز، وقد يجرؤ أحد على القول إن الشيء ذاته ينطبق على محور نيوكاسل - سندرلاند في الشمال الشرقي.
كانت هناك مخاوف واسعة النطاق في بداية ظهور الدوري الممتاز من أن البطولة ستقع قريبًا أسيرة لهيمنة الأندية الممثلة للمدن الكبرى، في المراكز السكانية الكبرى. لم يحدث هذا أبدًا، رغم أن واقع الحال هو أن 22 من بين ألقاب البطولة الـ23 حتى الآن ذهبت لأندية لندن أو مانشستر.
وبالنظر إلى تصدر ليستر لقمة الجدول، والانتعاشة التي يشهدها بورنموث وواتفورد بعد صعودهما، يمكن القول إن الدوري الممتاز بات أكثر تنوعًا كما بات الوصول إليه أسهل من ذي قبل، رغم أن هذا لا يعني أنه يمكن أن يودع ناديي الشمال الشرقي في الوقت نفسه، أو مكانا بهذه الروعة لقضاء يوم عصر السبت، مثل فيلا بارك.
يخشى المرء على أستون فيلا تحديدا، لأنه، على خلاف الفرق الستة التي تسبقه مباشرة في الجدول، ليس له أي تجربة سابقة مع الهبوط. نجح النادي على رغم العوائد الآخذة في التراجع على مدار المواسم القليلة الماضية، في البقاء في الدوري الممتاز، منذ بداية البطولة عام 1992، ولاحظ كثيرون بالفعل أنه، استنادًا إلى عدم قدرة الفريق على المنافسة هذا الموسم، فمن المرجح أن يعاني في الدرجة الأولى كذلك.
كما من شأن النادي أن يخسر الكثير من الأموال بسبب غيابه عن الدوري الممتاز، في الوقت الذي تنطلق فيه صفقة البث التلفزيوني الجديدة. كذلك لن يجد مالك النادي، راندي ليرنر، أي سهولة في بيع النادي بمجرد خسارته لعلامة الدوري الممتاز. لكن فيلا يحتاج فعلا لرؤية بعيدة المدى الآن.
لا ينبغي أن يتخيل أحد أن العودة إلى أندية نخبة الكرة الإنجليزية ستكون سهلة، أو فورية أو حتى ممكنة في وجود المجموعة الحالية من اللاعبين، وإن كانت هناك قلة من مشجعي فيلا ستعاني من كل هذا.
وليس بالضرورة كذلك أن يكون اللعب في الدرجة الأولى بمثابة متنفس للاعبين، أو تؤدي الانتصارات لإرضاء المشجعين. بدا أن هذا هو الخطأ الذي ارتكبه نادي ويغان عندما هبط بعد 8 سنوات في الدوري الممتاز، وعندما هبط إلى الدرجة الثانية. لا بد لفيلا أن يتمسك بلاعبيه الواعدين على المدى الطويل مثل أندريه غرين، صاحب الـ17، الذي بدأ بالفعل ينال اهتمام المنافسين، وأن يتخلص سريعا من معظم اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة الذين قدموا مستويات سيئة جدا أيضا.
الأمر صعب، لكن بيع النادي نفسه يظل الأمر الأكثر صعوبة على الإطلاق. يحتاج فيلا إلى مالك جديد ليوفر القيادة والاتجاه، وهو يحاول أن يتصرف بذكاء لتقديم نفسه بأبهى صورة للمشترين المحتملين. ومن هنا تأتي الإضافات الأخيرة على مستوى الإدارة لأن المثير للضحك، كما يتبين، الاهتمام الكبير بعملية إعادة تصميم شعار النادي. اضحك كما شئت، لكن لا تقل إنه لا أحد في النادي يبذل جهدا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».