محمد عساف يقرب المسافات بين المغتربين والوطن على أعرق مسارح لندن

قال لـ «الشرق الأوسط»: أبحث عن الفرح عند انتقاء أغاني ألبومي.. وسأغني باللهجة الخليجية للمرة الأولى

جمهور ضخم تفاعل مع ابن غزة أثناء حفله في مركز باربيكان في لندن أول من أمس (تصوير: جيمس حنا)
جمهور ضخم تفاعل مع ابن غزة أثناء حفله في مركز باربيكان في لندن أول من أمس (تصوير: جيمس حنا)
TT

محمد عساف يقرب المسافات بين المغتربين والوطن على أعرق مسارح لندن

جمهور ضخم تفاعل مع ابن غزة أثناء حفله في مركز باربيكان في لندن أول من أمس (تصوير: جيمس حنا)
جمهور ضخم تفاعل مع ابن غزة أثناء حفله في مركز باربيكان في لندن أول من أمس (تصوير: جيمس حنا)

يكاد يشعر محمد عساف في لحظة ما أن لغنائه وحضوره على المسرح خصوصية لأولئك المغتربين العرب الذين صار «عندليب فلسطين الأسمر» بالنسبة إليهم أيقونة المطرب التفاعلي العفوي الذي يتجاوز استحياءه ببساطته طامعًا في كسب جمهوره أكثر فأكثر.
هذا الشاب الفلسطيني صاحب الابتسامة العريضة يقدم أغاني وألحان لمطربين كبار يشجع من خلالها الجمهور على التموضع حول الانسجام طوال الحفلة، ليبث حنينا أو «نوستالجيا» للوطن كما يراه المغتربون البعيدون عنه؛ جميلا أخضر برائحة الزعتر والبرتقال.
ووسط تفاعل عدد كبير من جمهوره، أشعل المطرب الفلسطيني الشاب، مساء أول من أمس حفلا غنائيا ضخما على أكثر مسارح العاصمة اللندنية عراقة بمركز الباربيكان المعاصر الموسيقي. وقام بتنظيم الحفل شركة «مرسم» للفعاليات الثقافية العربية في المملكة المتحدة.
وتزينت القاعة بالكوفيات والمسابح ولم تغب الدبكة الفلسطينية والهتافات. وخلال الحفل، سافر المغتربون إلى أيامهم في بلادهم العربية بينما تراقصت أجسادهم على «علي الكوفية» و«وين على رام الله»، إلى جانب أجمل أغاني الزمن الجميل.
وعلى هامش الحفل، التقت «الشرق الأوسط» الفنان الصاعد الذي أكد أن إيمانه بحلمه وعدم استسلامه هما السبب في وجوده اليوم على أهم مسارح لندن. وقال عساف: «أنا من أكثر الناس الذين تعرضوا لضغوطات وإحباطات ولكنني لم استسلم وثابرت لأصل إلى هنا اليوم». وعن سؤال الفرق ما بين «عساف غزة» و«عساف العالمي» قال المغني الشاب: «ليس هنالك فرق كبير. بدأت مسيرتي كابن غزة، وأصبحت معروفا بها». ويضيف: «أصبحت حاملا لقصة غزة وفلسطين حتى من دون أن أتكلم وبات اسمي مرتبطا بفلسطين، وهو أمر يشرفني».
وكشف «محبوب العرب» أنه سيطلق ألبومه الجديد بعد شهر رمضان المبارك، كما سيتوجه إلى دبي يوم الجمعة القادم لتصوير فيديو كليب لأحد أغانيه. وعن محتوى الألبوم قال عساف: «الأغاني ستكون بلهجات متنوعة كالمصرية والشامية وللمرة الأولى سأغني باللهجة الخليجية بعدما لاقى تتر مسلسل صديقاتي العزيزات الذي غنيته إعجابا». وأضاف: «التركيز الأكبر سيكون على الأغاني الشعبية، لأن الناس أحبوا هذا اللون عندما قدمته». وعلل عساف سبب تأخر إطلاق الألبوم بقوله: «إن صعوبة انتقاء الأغاني المميزة وحفلاتي في العالم العربي وجولتي في الولايات المتحدة عوامل أخرت إطلاق ألبومي الثاني»، واستطرد: «أبحث عن أغان تبث الفرح في قلوب من يستمع لها وأركز أيضا على أن يكون مضمونها الكلامي والموسيقي يحمل رسالة معينة، فالفن قوة ناعمة لتوجيه الناس».
وعبر محمد عساف عن اشتياقه الكبير لغزة التي لم يزرها لأكثر من ثلاثة أشهر لتعذر إصدار تصريح دخول، إذ قال: «آخر مرة كنت في غزة كان في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، ولا أعرف الأسباب وراء العراقيل للحصول على تصريح دخول ولا زلت أحاول». ومن أكثر الأمور التي يشتاق إليها عساف في غزة هي «الدشداشة» وقال إنه «عندما يترعرع الإنسان في بيئة معينة ويعتاد عليها، لن يستطيع الخروج من جوها مهما سافر وتغرب». وأضاف: «الشهرة لا تهمني بقدر ما يهمني وجودي بين أهلي وناسي، ومع أن مسيرتي الفنية تتطلب مني السفر إلا أن مستقبل الإنسان هو وطنه، حتى لو حكمت الظروف الحالية غير ذلك».
وإجابة عن سؤال احتمالية اعتزال المغني الفلسطيني الغناء يوما ما رد: «إذا شعرت في يوم من الأيام أنني من خلال الفن أضر نفسي أو الناس، أو إن أجبرتني مهنتي على تناسي (محمد غزة)، سأعتزل على الفور». واستطرد موضحا: «الفن رسالة، والناس أحبوني لأنهم قاموا برؤية بصيص أمل من خلالي، فأنا أصبحت أسرد قصتهم وأمثلهم.. وإذا خسرت نفسي يوما، سأخسر الناس».
وعن جمهوره العربي، قال عساف إن جمهوره في المغرب العربي هو الأكبر والأكثر تفاعلا معه. وأما على وسائل التواصل الاجتماعي فإن جمهوره المصري هو الأكثر متابعة له، إذ يتابعه أكثر من 3 ملايين مصري على صفحته على «فيسبوك». ويضيف المغني الشاب: «جمهوري من كافة الدول العربية أكن له الاحترام والتقدير، ومن أنجح وأجمل الحفلات التي قمت بإحيائها كانت في الأردن وبمهرجان جرش بالأخص».
وعند سؤاله عن مثله الأعلى قال ابن غزة: «مثلي الأعلى فنيا هو الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي لطالما تأثرت به لإحداثه ثورة في الفن العربي»، واستطرد: «محمد عبد الوهاب استطاع دمج الموسيقى العربية والغربية وكان السباق على ذلك، ولا يزال اسمه وفنه خالدين». أما على الصعيد العام فأكد عساف أن والده هو مثله الأعلى لاتزان شخصيته وعقلانيته.
ويختتم الفنان الشاب حواره بالتأكيد مجددا على اعتزازه بموطئ قدمه، بغزاويته وبالقضية الفلسطينية مركزا على أصله رغم وصوله العالمية. ويقول: «أعول دائما على المكان الذي أتيت منه، لأنه أصلي وأساسي، بدايتي ونهايتي». ويضيف: «منذ انطلاق مسيرتي الفنية تعلمت الكثير من الثقافات الأخرى ومن المواقف التي أتعرض لها يوميا وأثرى ذلك خبرتي، لكن غزة هي التي جعلتني من أنا عليه اليوم، ومن دونها لن أكون».
ويستمر ابن غزة بمسيرته محاولا بأدائه الفني إعادة الروح وحلاوة الطقس الغنائي بين الجمهور، وأغانيه التي شهدت ذيوعًا وحقق من خلالها شعبية بتجربة فارقة لمغن شاب لا يزال في محطته الأولى على المسارح الأوروبية، يتسلل من خلالها إلى الذائقة الموسيقية العربية في الخارج وإعادة رغبتها إلى ما تحب في الموسيقى والغناء. وهي تحب كاريزما هذا الشاب ومواويله وتطريبه. وبهذا، يقرب عساف المسافة بين الغربة والوطن أغنية تلو الأخرى.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.