هل يصبح سان جيرمان خارقا محليا ومعطلا أوروبيا

المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا قد يشهد فريقا واحدا فقط سبق له الفوز باللقب

دي ماريا فشل في اختراق دفاع سيتي ذهابًا فهل ينجح إيابا (أ ف ب) - إبراهيموفيتش فشل في التسجيل أمام سيتي (أ. ف. ب)
دي ماريا فشل في اختراق دفاع سيتي ذهابًا فهل ينجح إيابا (أ ف ب) - إبراهيموفيتش فشل في التسجيل أمام سيتي (أ. ف. ب)
TT

هل يصبح سان جيرمان خارقا محليا ومعطلا أوروبيا

دي ماريا فشل في اختراق دفاع سيتي ذهابًا فهل ينجح إيابا (أ ف ب) - إبراهيموفيتش فشل في التسجيل أمام سيتي (أ. ف. ب)
دي ماريا فشل في اختراق دفاع سيتي ذهابًا فهل ينجح إيابا (أ ف ب) - إبراهيموفيتش فشل في التسجيل أمام سيتي (أ. ف. ب)

من طبيعة كرة القدم أن تضرب بالتوقعات عرض الحائط. وقد كان أفضل تعليق تلفزيوني على بطولة كأس العالم 1970، هو ما جاء من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ردا على إخفاق فريق البرازيل بقيادة بيليه، المدجج بكل المواهب، في مباراته الافتتاحية أمام تشيكوسلوفاكيا 1 / 4، بعد دفاع مروع، ثم انتفاضة وتقديم كرة قدم رائعة بها كل الفنون.. قال المعلق وهو يصيح بصوته القادم من غوادالاخارا: «فريق البرازيل.. أكد كل شيء عرفناه عنه».
قد يكون باريس سان جيرمان الفرنسي بدرجة ما ملبيا لطموحات مالكيه بالوصول إلى مثل هذه المستويات الرفيعة، لكن في الوقت الراهن سيكون من الحماقة بنفس الدرجة الاستهانة بالميزة الطفيفة وإن كانت مهمة، التي يتمتع بها مانشستر سيتي بعد التعادل المثير 2 - 2 على ملعب بارك دي برانس، الأربعاء، في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال.
سيدخل سيتي إلى ملعب الاتحاد في لقاء الإياب غدا وهو مسلح ببدلة مدرعة على شكل هدفين خارج الأرض لا يقدران بثمن، كما سيتأثر الفريق الفرنسي بغياب كل من بليز ماتويدي وديفيد لويز للإيقاف. وقد يقول البعض إن بطل فرنسا لن يتضرر كثيرا لغيابهما لأنهما وحدهما لم يكونا ضمن الحاضرين في ملعب ستامفورد بريدج، معقل تشيلسي، في نفس الوقت تقريبا خلال آخر عامين.
ومع هذا، فقد كان هناك، مع صافرة نهاية المباراة على ملعب بارك دي برانس، ما يدل على أن فريق المدرب لوران بلان أكد شيئا أو شيئين كنا نعرفها عنه، وأقل ما في ذلك أنه ليس من السهل دائما أن تكون باريس سان جيرمان.
لقد جاءت أكثر لحظات المباراة إثارة بعد وقت قصير على أخذ الفريق المضيف زمام المبادرة، من خلال الباريسي أدريان رابيو (واحد من اثنين من أبناء باريس على أرضية الملعب: إلياكيم مانغالا زميل طفولة نشأ معه في ضاحية بانليو)، فقد ضغط باريس سان جيرمان بقوة بحثا عن ثغرة، ورد سيتي الذي كان متكتلا هناك، ونجح في التسجيل.
وفي مواجهة منافس هو الأكثر تمرسا منذ مواجهة ريال مدريد في نوفمبر (تشرين الثاني)، لم يكن بطل فرنسا يمتلك من القوة ما يكفي لفرض تفوقه على سيتي.
وبالطبع ما زال باريس سان جيرمان قادرا على الفوز بهذه الجولة، بل الفوز بها خلال أول 20 دقيقة غدا، إذا نجح في اختراق دفاع سيتي القوي. وبالتأكيد سيلعب أنخيل دي ماريا بشكل أفضل مما قدمه في المباراة الأولى عند عودته إلى مدينة مانشستر، كما أن زلاتان إبراهيموفيتش لا يصوم عن التسجيل في مباراتين متتاليتين إلا نادرا.
ومع هذا، ففي الوقت الراهن يمكن أن تكون مباراة الذهاب بمثابة حدث ندر حدوثه خلال الفترة الماضية، ودفعة حقيقية لهيبة الدوري الإنجليزي في دوري الأبطال، لقد أصبح الفريق صاحب المركز الرابع في دوري إنجلترا بحاجة لتعادل على أرضه للإطاحة بالفريق المنفرد بصدارة الدوري الفرنسي، وهي نتيجة يمكن اعتبارها أفضل أداء للدوري الإنجليزي منذ فاز تشيلسي بالبطولة قبل 4 سنوات. وفي النهاية – يا للعجب! – كان على أرض الملعب لاعبان إنجليزيان.
وإذا كان هذا حكما متسرعا بعد جولة واحدة فقط، فقد كان هناك جو من عدم التفاؤل في عدد من الصحف الرياضية الفرنسية الصادرة عقب المباراة الأولى، فقد عبرت «لوفيغارو» عن ذلك من خلال المانشيت الرئيسي: «باريس سان جيرمان يعقد موقفه»، الذي جاء مصحوبا بتقرير ينتقد زلاتان تحديدا، وقالت الصحيفة إن إبراهيموفيتش «يخطف الأنظار بشدة في الدوري الفرنسي لكنه كان مستأنسا للغاية في هذه المباراة».
وقد كان وصف أداء باريس سان جيرمان بـ«المثير للغضب» هو الحكم الأعم، ومن الممكن أن يزداد الشعور بخيبة الأمل قوة في حال خرج البطل الفرنسي من هذا الدور مرة أخرى، لكن أمام فريق في وضع مشابه هذه المرة، وليس من الصعب أن نرى الأعذار التي سيتم التركيز عليها، حيث تحب أندية الدوري الإنجليزي أن تشكو من عدم القدرة على التقاط الأنفاس بسبب ضغط المباريات، لكن غياب الكثافة يمكن أن يشكل مشكلة أيضا.
وإذا أخفق باريس سان جيرمان في تخطي عقبة مانشستر سيتي في مباراة الإياب، فلن يكون أمامه مباريات كبرى فعليا حتى بطولة النسخة القادمة من دوري الأبطال في أكتوبر (تشرين الأول).
وتميل الأجواء داخل ملعب باريس سان جيرمان لأن تكون أكثر تركيزا على الاحتفال والاستمتاع بالمناسبة، فلم يكن هناك أي قصور في الأداء داخل أرضية الملعب، وكانت الروح قوية جدا بين اللاعبين، كما كانت خلال فوزهم على تشيلسي، لكن ربما كان هناك حد لكل هذا.
وفي مقابلة مع «ديلي تليغراف»، صباح مباراة الذهاب، تحدث لوكاس مورا، الذي تعاقد معه سان جيرمان نظير مبلغ ضخم قبل 3 سنوات، عن مدى عشقه لزيارة برج إيفل، والعيش في باريس، وهذا أمر جيد، لكنه في عامه الـ23، وفي مرحلة من مسيرته تعتبر فيها أكثر المشاعر المفيدة هي اليأس والنهم والخوف المزعج من الفشل.
من يريد دوري سوبر أوروبيا على أي حال؟ ليس هذا مرغوبا إلى حد بعيد من جانب الدوري الممتاز الإنجليزي الذي يمثل منتجا فاخرا وفعالا بوضعه الحالي، لكن الملاك القطريين للفريق الفرنسي يريدون هذا بالتأكيد، وبمقدورك أن تعرف السبب. فإذا أخفق باريس سان جيرمان في عبور مانشستر سيتي، فإن ذلك يعني أن فريق لوران بلان لم يخض سوى 4 مباريات كبيرة فعليا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015، وعليه الانتظار لبداية دور المجموعات في النسخة القادمة من دوري الأبطال في أكتوبر. وليس ثمة مشكلة في الأندية السوبر، ولكن من دون أن يكون هناك ند حقيقي تعاني من أجل هزيمته، قد تبدأ الهيمنة على الكرة العالمية تفقد بريقها.
وكل هذا بالطبع مرهون على نحو خطير بعامل التوفيق، كما كان الحال مع وصف «بي بي سي» لفريق البرازيل في بداية بطولة كأس العالم 1970، ولو كان الحكم الصربي قرأ العرقلة المتهورة من جانب مانغالا، مدافع سيتي، ضد ماتويدي لاعب باريس سان جيرمان بشكل مختلف قليلا، لتفوق الفريق الفرنسي بهدف، وأيضًا عدديا، على سيتي قبل 10 دقائق من نهاية المباراة في باريس. ونفس الشيء، إذا كان ليستر يستطيع أن يمزق دفاع مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، فيمكنك أن تقول بكل نزاهة إن باريس سان جيرمان قادر على هذا أيضا.
ومع هذا، فما زال من الممكن أن نتخيل بداية غير متوقعة للجولة الثانية من دور ربع النهائي. ولن يروق هذا كثيرا للاتحاد الأوروبي، وربما لا يروق هذا بشكل أكبر لملاك النادي الفرنسي (رغم أن أبوظبي وفولكس فاغن ومالكي أتلتيكو مدريد الصينيين سيكونون سعداء بما فيه الكفاية). لكن في الوقت الراهن، تبعد جولات نصف نهائي دوري الأبطال مسافة كافية عن تسميتها ب«إمكانية كينغ باور» من قبل المنظرين السياسيين الأميركيين.
لقد جعل فولفسبورغ ريال مدريد يتعلق من طرف خيط، وما زالت فرص بنفيكا قائمة ضد بايرن ميونيخ رغم تأخره 2 - 1، وما زال أتلتيكو المرشح الأكثر احتمالا لإسقاط برشلونة، وما زال من الممكن الوصول في نهاية الأمر إلى مربع ذهبي يضم فريقا واحدا فقط سبق له الفوز باللقب، ويخلو من أندية النخبة الكبرى، وليس فيه من الأندية الأكثر إنفاقا سوى سيتي. ورغم أن هذا يعد احتمالا ضعيفا، فإنه يظل قائما وملموسا.
ومن شبه المؤكد ألا تسير الأمور على هذا النحو، لكن إذا حدث ذلك، فقد تكون هذه لحظة للاحتفاء بمثل هذا التنوع، وهو ما لا يزال مسموحا بحدوثه.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.