استقبل البرلمان المصري، اليوم (الأحد)، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث ألقى كلمة تاريخية أمام نواب الشعب الذين أعربوا عن ترحيبهم الكبير بزيارته لمقر البرلمان.
ويعد مجلس النواب (البرلمان) هو السلطة التشريعية في مصر، ويتولى الكثير من الاختصاصات نُصّ عليها في دستور عام 2014، وهي التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية، وفق المادة 101 من الباب الخامس للدستور.
ويتشكل مجلس النواب مما لا يقل عن 450 عضوا، ينتخبون بالاقتراع السري المباشر، ويجوز لرئيس الجمهورية تعيين عدد من الأعضاء لا يزيد عن 5% من إجمالي الأعضاء، وتكون مدة العضوية خمس سنوات.
وشُيد المبنى للمرة الأولى على يد الخديوي إسماعيل، عام 1878، وكان مخصصا لديوان نظارة الأشغال العمومية، وارتبطت به الحياة النيابية المصرية بعد أن عقد مجلس النواب المصري أول اجتماع له بداخله في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 1881، ثم تلاه اجتماعات مجلس شورى القوانين والجمعية التشريعية، ثم مجلس الشيوخ في ظل دستور 1923.
ويعد مبنى البرلمان المصري تحفة معمارية، كانت محركًا أساسيًا في الكثير من الفصول السياسية التي شهدتها الحياة النيابية في مصر، فقد شيد على طراز جمع بين الأساليب المعمارية الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وبين التأثيرات الإسلامية في العمارة والفنون.
ويتكون المبنى من قاعة رئيسية مستديرة، يبلغ قطرها 22 مترا، وارتفاعها 30 مترا، تعلوها قبة يتوسطها جزء مستدير مغطى بالزجاج، وتعد هذه القبة أشهر ما يمثل مبنى المجلس عبر العصور.
وتتكون القاعة الرئيسية من طابقين بكل منهما شرفة، وأكثر ما يتصدر في منتصف القاعة شعار جمهورية مصر العربية، ثم منصة الرئاسة، ويلحق بالقاعة عدة أجنحة، منها البهو الفرعوني واستراحة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
وقد دخل ضمن مبنى البرلمان في السنوات الأخيرة مبنى تاريخي آخر كانت تشغله وزارة الري والأشغال العامة، وهو مبنى يحمل نفس الطراز المعماري لمبنى البرلمان.
وتجرى أعمال الصيانة والترميم بشكل دائم للحفاظ على هذه القيمة المعمارية والتاريخية الهامة.
ويضم المبنى العريق مكتبة البرلمان الشهيرة، وقد أنشئت عام 1924، وضمت المجموعات الخاصة بالمجالس السابقة، كالمضابط وهدايا بعض الأعضاء، ثم انضمت المكتبتان لتصبحا مكتبة مجلس الأمة عام 1957، وتغير اسمها لتصبح مكتبة مجلس الشعب عام 1971، ومنذ عام 1989 أضيفت للمكتبة إدارة أخرى، وأنشأ قطاع المعلومات، وأصبحت من أكبر المكتبات البرلمانية في العالم العربي، ويشغل قطاع المعلومات ثلاثة طوابق (الثالث والرابع والخامس) من مبنى المجمع الذي يضم خمس قاعات وست حجرات.
كما يضم مبنى البرلمان متحفًا يضم نسخا أثرية لأقدم نظم الحكم والتشريعات والقوانين في تاريخ الإنسانية.
وقد زار مجلس النواب المصري منذ إنشائه الكثير من زعماء الدول، ومنهم الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي ألقى كلمه بحضور الرئيس جمال عبد الناصر في 1966، وكذلك الرئيس الأميركي جيمي كارتر الذي ألقى فيه كلمة عام 1979 بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بحضور الرئيس أنور السادات ورئيس المجلس صوفي أبو طالب.
كما كان الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري حاضرا في البرلمان المصري عام 1981، خلال أداء الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك اليمين الدستورية رئيسا لمصر، بعد اغتيال سلفه محمد أنور السادات، وتكرر الشيء ذاته عام 2005 لكن بحضور الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
وفي عام 1986، ألقى الرئيس الصيني الأسبق لي شياننيان كلمة أمام البرلمان المصري (بمجلسيه الشعب والشورى)، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد نحو ثلاثين عاما، استقبل مجلس النواب المصري الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته للبلاد.
برلمان مصر.. تاريخ من التشريع واستضافة الزعماء
زاره «كارتر» و«بومدين» و«النميري»
برلمان مصر.. تاريخ من التشريع واستضافة الزعماء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة