يبحث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس اليوم الأوضاع المضطربة في ليبيا ومحاربة الإرهاب بالمنطقة، وتشجيع الاستثمارات الفرنسية بالجزائر.
وبدأ فالس أمس زيارة للجزائر تدوم يومين، ميزها جدل حاد على خلفية رفض السلطات الجزائرية منح التأشيرة لصحافيين فرنسيين، لسببين مختلفين. وترأس فالس في هذه الزيارة وفدا يتكون من 10 وزراء، أهمهم برنارد كازنوف وزير الداخلية، وإيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد، وجان جاك أورفواس وزير العدل، ونجاة فالو بلقاسم وزيرة التعليم، وأودري أزولاي وزيرة الثقافة. ويشارك فالس مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال في أشغال «اللجنة الحكومية العليا المشتركة»، التي أقيمت بالجزائر العاصمة خلال زيارة الرئيس فرنسوا هولاند عام 2012.
وعلى هامش انعقاد «اللجنة» يلتقي رجال أعمال من البلدين في إطار «منتدى للشراكة الاقتصادية»، يبحث فرص الاستثمار بعيدا عن المحروقات التي تعتمد عليها مداخيل الجزائر بنسبة تفوق 98 في المائة، علما بأن الجزائر تسعى إلى تنويع مصادر الدخل بسبب حاجتها إلى تمويل مشاريع كثيرة نتيجة انخفاض أسعار النفط. وسيتم مساء اليوم التوقيع على نحو 20 اتفاقا يخص مجالات التعاون الاقتصادي، أهمها على الإطلاق اتفاق إنشاء مصنع لإنتاج سيارات «بيجو»، سيقام في وهران بغرب البلاد، حيث يوجد مصنع لإنتاج سيارات «رونو» منذ 2014. وتبقى فرنسا المستثمر الأول بالجزائر خارج المحروقات، بينما تعتبر الصين الممون الأول من حيث المواد المصنعة ونصف المصنعة. وتأتي زيارة فالس في سياق جدل حاد بسبب ما اعتبرته الجزائر «حملة إعلامية فرنسية عدائية ضد الجزائر»، تعود إلى نشر صورة الرئيس الجزائري على الصفحة الأولى لصحيفة «لومونود» الاثنين الماضي، وتم ربطها بقضية «أوراق بنما». وقد احتجت الحكومة الجزائرية الخميس الماضي بشدة لدى السلطات الفرنسية، عن طريق سفيرها الذي استدعاه وزير الخارجية رمضان لعمامرة ليبلغه استياء حكومته من «حملة مسيئة للجزائر لا ترقى إلى المستوى الذي بلغته العلاقات الثنائية في المجالين السياسي والاقتصادي». وقال لعمامرة للسفير برنارد إيمييه إن صحيفة «لوموند» نشرت صورة الرئيس بوتفليقة ضمن مجموعة من قادة دول العالم، وربطتها بقضية «وثائق بنما»، وقد ذكرت مصادر مهتمة بالموضوع أن لعمامرة أكد أن الرئيس بوتفليقة لا علاقة له، لا من قريب ولا من بعيد، بهذه القضية، وأنه احتج على «الإساءة لأكبر رمز في البلاد».
واللافت أن الصحيفة الفرنسية تحدثت عن امتلاك وزير الصناعة الجزائري عبد السلام بوشوراب شركة في بنما، وأنه تهرب من دفع الضرائب، ولكن نشرت صورة الرئيس بدلا من صورته. وتعبيرا عن استيائها، رفضت السلطات الجزائرية منح تأشيرة دخول لصحافيي يومية «لوموند» وقناة «كنال+» الفرنسيتين لتغطية زيارة فالس. وإذا كان الموقف الرسمي من «لوموند»، ذا علاقة بـ«وثائق بنما»، فإن «كنال+» متهمة ببث مواضيع سخرت فيها من صحة الرئيس بوتفليقة. وردا على هذا الإجراء، أعلنت صحيفة «ليبراسيون» وإذاعتا «فرانس إنتر» و«فرانس كولتور»، أنها لن تغطي زيارة فالس «احتجاجا على إقصاء لوموند وكنال+»، في حين أعلنت صحيفة «لوفيغارو» أنها اتخذت قرارا مشابها «باسم حرية الصحافة». وأفادت مصادر قريبة من الحكومة الجزائرية أن فالس اتصل بنظيره الجزائري ليطلب العدول عن قرار رفض دخول الصحافيين، غير أن سلال أبدى تمكسا بموقف السلطات. وكتب فالس في تغريدة على «تويتر» بأنه سيتناول هذا الموضوع خلال مباحثاته مع سلال.
وتعرف العلاقات الجزائرية - الفرنسية مدا وجزرا منذ عقود. فثقل الماضي الاستعماري الفرنسي بالجزائر (1830 - 1962) وتداعياته على نظرة كل بلد للآخر، حال دون تحسين العلاقة في شقها الاقتصادي. وقد أعلن البلدان في 2005 عن فشل مسعى أطلقه الرئيس الأسبق جاك شيراك حول إبرام «معاهدة صداقة».
رفض دخول صحافيين فرنسيين يغطي على زيارة فالس إلى الجزائر
أزمة حادة بين البلدين بعد احتجاج الجزائر على الإساءة للرئيس بوتفليقة
رفض دخول صحافيين فرنسيين يغطي على زيارة فالس إلى الجزائر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة