كوريا الشمالية تعلن نجاح تجربة لمحرك صاروخ باليستي عابر للقارات

قالت إن هذا الاختبار سيضمن قدرتها على توجيه ضربة نووية إلى أميركا

كوريا الشمالية تعلن نجاح تجربة لمحرك صاروخ باليستي عابر للقارات
TT

كوريا الشمالية تعلن نجاح تجربة لمحرك صاروخ باليستي عابر للقارات

كوريا الشمالية تعلن نجاح تجربة لمحرك صاروخ باليستي عابر للقارات

أعلنت كوريا الشمالية أمس أنها اختبرت بنجاح محركا صاروخا باليستيا عابرا للقارات، مشيرة إلى أن هذا التجربة «تضمن» قدرتها على توجيه ضربة نووية إلى الولايات المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن الزعيم كيم جونغ - أون، الذي أشرف على الاختبار، أنه بفضل هذا المحرك الجديد باتت بيونغ يانغ «قادرة على تزويد النوع الجديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات برؤوس نووية أكثر قوة، وإبقاء أي بؤرة على الأرض مليئة بالأشرار، بما في ذلك البر الأميركي، في مدى صواريخنا».
وأضاف موضحا أن هذا «النجاح الكبير» يعطي كوريا الشمالية «الضمانة» بأنها قادرة على شن «هجوم نووي على الإمبرياليين الأميركيين وقوى أخرى معادية».
ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» أمس على صفحتيها الأوليين صور كيم وهو يشرف على تجربة المحرك، مشيرة إلى إجراء التجربة في قاعدة سوهاي الفضائية. ويبدو كيم في إحدى هذه الصور وهو ينظر إلى أسفل من برج مراقبة، فيما يمكن رؤية ألسنة النيران في الأفق. فيما تظهر صورة أخرى محركا مثبتا بشكل عمودي ينفث النيران.
لكن يشكك عدد من الخبراء الأجانب في مصداقية ما تعلنه كوريا الشمالية من اختبارات مماثلة، والتي كثرت في الآونة الأخيرة. كما يعتبرون أن السلطات الشمالية تسعى إلى إبراز أعمالها قبل مؤتمر الحزب الشيوعي في الشهر المقبل.
ويتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ إجراء الشمال تجربة نووية رابعة في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، تبعها إطلاق صاروخ في الشهر التالي، اعتبره كثير من الخبراء الأجانب تجربة مخفية لصاروخ طويل المدى.
وفي مطلع مارس (آذار) الماضي رد مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ، تشمل قيودا على التجارة البحرية وعلى صادرات المعادن، بالإضافة إلى حظر على شراء الوقود للطائرات والصواريخ. وفي الأسابيع الأخيرة كثفت كوريا الشمالية تصريحاتها النارية حول تقدم برنامجيها النووي والباليستي المحظورين بموجب عدد من قرارات الأمم المتحدة، وأكدت التمكن من تصغير رؤوس نووية حرارية يمكن تثبيتها على صاروخ باليستي لإنشاء ردع نووي «حقيقي». كما هددت في الأسابيع الأخيرة هددت بيونغ يانغ سيول وواشنطن تكرارا بضربات نووية وقائية.
وأعلن كيم أن تجربة محرك الصاروخ الباليستي العابر للقارات، التي أشرف عليها، تثبت للعالم قدرة الدفاع الوطني التي تملكها كوريا الشمالية، ووصفها بأنها «انتصار إضافي كبير» سيعرض أثناء المؤتمر العام لحزب العمال الحاكم المقرر انعقاده في 7 من مايو (أيار).
وهذا المؤتمر هو الأول للحزب منذ 36 عاما ويعد واجهة للسلطة، تستغلها لإبراز إنجازاتها وتعزيز الوحدة الوطنية حول كيم. وفي هذا السياق صرح الأستاذ في جامعة الدراسة الكورية الشمالية يانغ مو - جين لوكالة الصحافة الفرنسية أن «كيم يعرض إنجازاته في مجال التعزيزات العسكرية لتدعيم الولاء قبل مؤتمر الحزب، وذلك مع تفاقم الصعوبات الاقتصادية (في البلاد) بسبب عقوبات الأمم المتحدة».
واستنفر الكوريون الشماليون حول البلاد في «حملة 70 يوما» من أجل الإعداد لمؤتمر الحزب، حيث يتم تزيين وتنظيف كثير من مدن البلاد في هذه المناسبة. فيما أفاد خبراء أن بيونغ يانغ قد تنفذ تجربة نووية خامسة قبل المؤتمر وعلى كوريا الجنوبية الاستعداد لهذا الاحتمال.
وفي يناير الماضي أكدت كوريا الشمالية النجاح في أول تجربة لقنبلة هيدروجينية، وهي أقوى بكثير من القنبلة الذرية المعهودة، لكن الخبراء الدوليين شككوا في هذه المعلومات.



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.