لبنان ينبض بتاريخه في «مهرجانات بيروت الثقافية» بدورتها الأولى

أغاني نانسي عجرم وراغب علامة و«رواية بيروت» وعرض «فورمولا 1» أبرز نشاطاتها

نانسي عجرم - راغب علامة - الملصق الإعلاني الخاص بـ«مهرجانات بيروت الثقافية»
نانسي عجرم - راغب علامة - الملصق الإعلاني الخاص بـ«مهرجانات بيروت الثقافية»
TT

لبنان ينبض بتاريخه في «مهرجانات بيروت الثقافية» بدورتها الأولى

نانسي عجرم - راغب علامة - الملصق الإعلاني الخاص بـ«مهرجانات بيروت الثقافية»
نانسي عجرم - راغب علامة - الملصق الإعلاني الخاص بـ«مهرجانات بيروت الثقافية»

أطلقت جمعية «مهرجانات بيروت الثقافية» برنامج دورتها الأولى، الذي سيفتتح في 17 مايو (أيار) المقبل وليختتم في 22 من الشهر ذاته، تحت عنوان «بيروت تنبض».
واتّسم هذا البرنامج بمجموعة نشاطات شبابية أعلنت عنها رئيسة الجمعية لمى تمام سلام، واصفة إياها بالحدث المميز واللائق بعراقة العاصمة بيروت.
وتشهد ليلة الافتتاح (17 مايو المقبل) عرضا بعنوان «رواية بيروت» يسترجع فيه ماضي المدينة بواسطة تقنيّة الأبعاد الثلاثة (3D)، الذي سيقام داخل قبّة صمّمت خصيصًا للمناسبة (قبة دائرية عملاقة بمساحة 3600 متر مربع تتسع لنحو 1800 شخص). وتشكّل هذه القبّة من جهتها الداخلية، شاشة بنطاق 360 درجة بانورامية لعرض المؤثرات البصرية. وتجري وقائع المهرجان على الواجهة البحرية من بيروت (مقابل فندق «فورسيزونز»)، على مساحة واسعة تبلغ نحو الـ65000 متر مربع. ويرافق هذا العرض مقطوعات موسيقية استوحيت من المدينة وتاريخها، قام بتأليفها الموسيقي غي مانوكيان الذي سيعزفها مباشرة على المسرح مع 75 عازفًا من الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية. ومن المتوقّع أن يعيش مشاهدها لحظات فنيّة رفيعة المستوى، من خلال اللوحات المشهدية التي ستتخللها، والتي استعين بخبراء فنيين لبنانيين وعالميين لتنفيذها.
وستنقل ساحة النجمة الشهيرة في وسط بيروت برموزها (ساعتها العملاقة) إلى مسرح المهرجان، كما سيعيش الحضور كلّ حقبة تاريخية مرت بها بيروت وبتفاصيلها، من خلال ممثلين نستعيد معهم شريط الحرب وهروب اللبنانيين إلى الملاجئ، وكذلك دمار وسط بيروت وإعادة إعمارها، وغيرها من المحطات المهمة التي شهدتها بيروت حتى الألفية الثالثة.
هذا العرض الذي وصفه أمين عام جمعية مهرجانات بيروت الثقافية عزت قريطم بأنه الأول من نوعه في الوطن العربي، سيتم تنفيذه بتقنية حديثة تعبر كما قال عن فخر اللبنانيين بمدينتهم التي قاومت الدمار بفضل صلابة أهلها.
وتحدث الموسيقي غي مانوكيان لـ«الشرق الأوسط» عن هذا العرض الذي سيقدّم أيضًا في ليلتي الثامن 18 و19 مايو، قائلا: «يتضمّن هذا العرض نحو الـ18 مقطوعة موسيقية استوحي بعضها من موسيقى لبنانية معروفة كأغنية «راجع يتعمّر لبنان» للراحل ذكي ناصيف، التي ترافق حقبة مرحلة انتهاء الحرب وعودة السلام. كما سيضم أقسامًا عدة تبعًا لنوعية الحقبة التاريخية المقدّمة على المسرح. وعما إذا لوّن موسيقاه بأدوات عزف أرمنية كونه أرمني الأصل، وقد شكّلت بيروت عبر الزمن موطنًا لعدد كبير من الأرمن أجاب: «العرض لبناني بامتياز، كونه لا يحكي سوى عن بيروت، ولكنني بالطبع لوّنت بعض المقطوعات بآلة (الدودوك) الأرمنية الأعرق في مجال الموسيقى، كما أنني استخدمت آلات أخرى تتناسب والعرض لمرحلة السفن الفينيقية مثلا أو زمن الاستقلال. ووصف موسيقى الافتتاحية بأنها تطلّبت منه جهدًا كبيرًا لما تتضمن من نبض قوي وإيقاع سريع، مشيرًا إلى أن مقطوعة «شوارع بيروت»، ستترك وقعها الكبير على مستمعيها لما تحتويه من نوتات موسيقية مختلفة ومنوعّة ودافئة في الوقت نفسه.
أما في 20 مايو، فسيكون أهل بيروت على موعد مع الفنانين اللبنانيين نانسي عجرم وراغب علامة، ومعهما نجما برنامج «إكس فاكتور» لاتويا ونجم بحيث سيلونان الحفل الذي سيحييه النجمان المذكوران بأغانٍ غربية ترضي جيلاً من الشباب اللبناني أيضًا.
وفي اليوم الخامس من المهرجان (21 مايو) تقام حفلة موسيقية بعنوان «وايت اكسبيريينس»، سينبض خلالها قلب بيروت وشبابها الذين سيرقصون على أنغام موسيقى غربية، من اختيار موسيقيين عالميين (DJ)، استعين بهم من ملهى «وايت» الذائع الصيت وسط بيروت.
ومن العروض الجديدة والمميزة التي ستتضمنها نشاطات المهرجانات المذكورة «قرية المحرّكات الميكانيكية». فاعتبارًا من العشرين من مايو، وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية (حتى23 من الشهر ذاته)، سيعيش اللبنانيون أجواء الإثارة والتشويق مع هذه القرية التي ستتضمن نشاطات رياضية محورها قيادة السيارات وذلك بإشراف بطل لبنان عبدو فغالي. وسترتفع حلبة خاصة برياضة الـ«كارتينغ» تمتدّ مساحتها على 60000 متر مربع مخصصة لجمهور هذه الرياضة، كما سيتم تنظيم معرض للسيارات القديمة. وسيتاح للبنانيين متابعة انطلاق واختتام رالي «كأس لبنان» الذي تنقله مباشرة المؤسسة اللبنانية للإرسال «إل بي سي آي»، وهي مرحلة استعراضية ضمن بطولة لبنان للراليات. كما سيتم عرض نشاطات أخرى تصبّ في الخانة نفسها كالـ«دريفتينغ»، والـ«كارتينغ» وبطولة لبنان للدراجات النارية في واحدة من مراحلها. ويختتم المهرجان نشاطاته في 22 مايو، بتحيّة يهديها للرئيس الراحل رفيق الحريري بعرض هو الأول من نوعه في لبنان لإحدى سيارات «الفورمولا 1»، على الطريق الممتدّ ما بين فندق «فينيسيا» ومجمّع «بيال». وسيقدّمه السائق الإسباني كارلوس ساينز جونيور، وتكون مشاهدته متاحة أمام الجميع مجانًا. والجدير ذكره أن الرئيس الراحل كان يحلم بإقامة حلبة خاصة برياضة قيادة سيارات «فورمولا 1» في لبنان.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكدت رئيسة جمعية مهرجانات بيروت الثقافية لمى تمام سلام، أن برنامج المهرجان كان جاهزًا منذ العام الماضي، عندما تم تأجيله بسبب المظاهرات التي عمّت وسط بيروت، مشيرة إلى أنه تم نقله هذا العام إلى الواجهة البحرية كون ساحة النجمة حيث كان مقررًا إقامة المهرجان هي منطقة آمنة حاليًا. وقالت: «تم استحداث نشاط (قرية المحرّكات الميكانيكية)، كبرنامج جديد يلوّن نشاطاتنا لهذا العام. فهدفنا الأساسي هو إرضاء أهل بيروت من مختلف الأعمار، وقد اتسم بطابعه الشبابي كونهم أملنا النابض في بيروت»، ورأت أن الاستبدال بساحة النجمة، الواجهة البحرية، لن يغيّر من فحوى هذا المهرجان الثقافي قائلة: «بين بيروت والبحر قصة قديمة وعلاقة تاريخية طويلة، وإن كل جزء من بيروت يمثّل عراقة المدينة ويرمز إليها».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.