تونس: «النداء» يخسر أحد نوابه.. و«النهضة» يسعى إلى تعديلات برلمانية

إحداث لجنة تحقيق لبحث تورط تونسيين في عمليات فساد على خلفية وثائق بنما

تونس: «النداء» يخسر أحد نوابه.. و«النهضة» يسعى إلى تعديلات برلمانية
TT

تونس: «النداء» يخسر أحد نوابه.. و«النهضة» يسعى إلى تعديلات برلمانية

تونس: «النداء» يخسر أحد نوابه.. و«النهضة» يسعى إلى تعديلات برلمانية

أعلنت النائبة الثانية لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي (البرلمان) عن تعديل جديد في تركيبة الكتل النيابية بالمجلس، خلال انطلاق أشغال الجلسة العامة البرلمانية التي انعقدت أمس، إذ قالت فوزية بن فضة، النائبة عن حزب الاتحاد الوطني الحر، إن تركيبة الكتل البرلمانية شهدت تغييرات جديدة نتيجة عدد من الاستقالات المعلنة من قبل ممثلي بعض الأحزاب السياسية في البرلمان.
ونتيجة لهذه الهجرة البرلمانية الداخلية، أوضحت بن فضة أن عدد نواب كتلة «حركة نداء تونس»، الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لسنة 2014، تراجع إلى 56 نائبا برلمانيا بعد استقالة أحد نوابه، علما بأن انطلاقة حزب النداء إثر الإعلان عن نتائج الانتخابات الماضية، كانت بأكبر عدد من النواب في البرلمان، وصل إلى 86 نائبا، متفوقا بذلك على حركة النهضة (الحزب الإسلامي) التي حلت في المرتبة الثانية بـ69 نائبا برلمانيا.
وتمكنت كتلة «الحرة»، المحسوبة على محسن مرزوق المستقيل من حركة نداء تونس، من تثبيت موقعها في الخارطة البرلمانية، بـ28 نائبا في البرلمان، بعد أن انطلقت في البداية بـ17 نائبا فقط، قبل أن ترتفع حصيلة المستقيلين من حزب النداء، وتستفيد من انضمامهم بعد ذلك إلى كتلة الحرة، وقد انضم لها قبل أيام قليلة النائبان بشرى بالحاج وحسونة ناصفي، وهما من القياديين في حزب النداء.
وأوضحت نفس المصادر البرلمانية تراجع عدد أعضاء كتلة الاتحاد الوطني الحر إلى 14 نائبا، وذلك بعد استقالة كل من يوسف الجويني ونور الدين بن عاشور، وكان عدد أعضاء البرلمان الممثلين لحزب الاتحاد في حدود 16 نائبا. وبهذا الخصوص أشارت رئيسة الجلسة العامة فوزية بن فضة إلى أن النواب المستقيلين يفقدون آليا عضويتهم في اللجان البرلمانية، وأي مسؤولية في هياكل البرلمان وفق مقتضيات النظام الداخلي للمجلس.
ومن شأن هذه التغييرات أن تغير عضوية اللجان البرلمانية لكل حزب من الأحزاب السياسية، إذ أن الانضمام إلى تلك اللجان مرتبط بحجم التمثيل داخل البرلمان. ووفق مصادر برلمانية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» فإن حركة النهضة تسعى إلى إجراء تعديلات تدريجية على عمل البرلمان وتركيبته، وقد تأكدت هذه التوقعات من خلال استقالة حسين الجزيري، القيادي في حركة النهضة، قبل أيام من منصب مساعد رئيس البرلمان المكلف العلاقات الخارجية، وذلك بعد أن اتهم محمد الناصر رئيس البرلمان بتجاوز صلاحياته، وعدم استشارته في ملف العلاقات الخارجية، خاصة خلال زيارة الناصر إلى إيطاليا وتوقيع اتفاقيات بعيدة عن أنظار الجزيري.
ولا يحظى محمد الناصر بدعم كافة الأطراف السياسية، التي أوصلته إلى رئاسة البرلمان، إذ وجه له الرئيس الباجي قائد السبسي قبل فترة رسالة لوم وعتاب بخصوص بطء العمل البرلماني والتصديق البطيء على مجموعة من القوانين، والتشريعات الضرورية لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. كما دعا غازي الشواشي الرئيس الجديد لحزب التيار الديمقراطي (معارضة) إلى سحب الثقة من رئيس البرلمان الحالي، وحمله «مسؤولية بطء عمل المؤسسة البرلمانية».
على صعيد آخر، صادق البرلمان في جلسة برلمانية عقدت أمس على مقترح إحداث لجنة تحقيق برلمانية حول الفساد المالي والتهرب الضريبي على خلفية وثائق بنما، حيث صوت 124 نائبا لصالح إحداث هذه اللجنة، مقابل اعتراض صوت واحد.
وتأتي هذه الخطوة البرلمانية، غير الملزمة من الناحية القانونية، استجابة للطلب المقدم من 127 نائبا لتشكيل هذه اللجنة على خلفية ما يعرف بـ«وثائق بنما»، وطلب التأكد من مدى تورط تونسيين في عمليات فساد مالي وتهرب من الضرائب.
على صعيد آخر أكد يوسف الشاهد، وزير الشؤون المحلية، في تصريح إعلامي، أن تاريخ إجراء الانتخابات البلدية سيكون في شهر مارس (آذار) 2017، وذلك بعد أن توقعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن تجري نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال الشاهد إن «قاطرة الإعداد للانتخابات البلدية انطلقت» منذ فترة، مشيرا إلى وجود عدة مشاكل على مستوى العلاقة مع المحكمة الإدارية ودائرة المحاسبات، اللتين رفضتا مراقبة تمويل الحملة الانتخابية المتعلقة بالانتخابات البلدية، نتيجة توقع ترشح نحو 10 آلاف لائحة انتخابية، وصعوبة مراقبة العملية الانتخابية.
وأوضح الشاهد أن إجراء الانتخابات البلدية مربوط بثلاثة معايير أساسية، وهي تعميم النظام البلدي، وإحداث 17 بلدية جديدة، واستكمال القانون الانتخابي، وإعداد قانون الجماعات المحلية، وأفاد بأن قانون الجماعات المحلية تم إعداده منذ شهر، وأنه هو في انتظار تمريره على أنظار، البرلمان.
وفي السياق ذاته قال شفيق صرصار، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن موعد إجراء الانتخابات نهاية سنة 2016 لا يمثل إكراها دستوريا، وإنه بالإمكان الاتفاق على موعد انتحابي آخر.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.