المغرب يطرد 8 نشطاء أجانب بدعوى المس بالنظام العام

مندوبية السجون عدت إضراب معتقلي «أكديم إيزيك» عن الطعام صوريًا

المغرب يطرد 8 نشطاء أجانب بدعوى المس بالنظام العام
TT

المغرب يطرد 8 نشطاء أجانب بدعوى المس بالنظام العام

المغرب يطرد 8 نشطاء أجانب بدعوى المس بالنظام العام

طردت سلطات مدينة الرباط 8 نشطاء أجانب، بينهم 2 من جنسية فرنسية و1 من جنسية بلجيكية و5 من جنسية إسبانية. وعللت سلطات ولاية (محافظة) الرباط قرارها، في بيان أصدرته أمس، بأن الأجانب الثمانية «كانوا قد دخلوا التراب الوطني بهدف إثارة الفوضى والمس بالنظام العام». وأشار البيان إلى أن الأشخاص ينتمون إلى «التجمع الدولي للمحامين لدعم معتقلي أكديم إيزيك»، ويتعلق الأمر بمجموعة من 23 معتقلا يقضون عقوبات بالحبس في سجن سلا (قرب الرباط) على خلفية أحداث الشغب التي عرفتها مدينة العيون نهاية 2010، وذهب ضحيتها 11 عنصرا من رجال الأمن والوقاية المدنية.
وجرى إيقاف الأجانب الثمانية بفندق في الرباط حيث كانوا يسعون إلى الاتصال بمعتقلي «أكديم إيزيك»، وسلموا إلى سلطات ولاية (المحافظة) التي قررت طردهم خارج المغرب.
ويأتي هذا الحدث في سياق تصعيد إعلامي، ونشر بعض المواقع الموالية لجبهة البوليساريو، الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب بدعم من الجزائر، تقارير عن سوء معاملة معتقلي أكديم إيزيك في سجن سلا، وتعليق هؤلاء لإضراب عن الطعام استمر 37 يوما.
وردا على ذلك، قالت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج المغربية في بيان أصدرته أمس، أن «الإضراب عن الطعام الذي ادعى هؤلاء السجناء أنهم خاضوه لمدة 37 يوما هو إضراب صوري، إذ إن التتبع اليومي لحالتهم الصحية ومراقبة مؤشراتهم الحيوية أكدا الطابع الصوري لهذا الإضراب وأسلوب المخادعة الذي لجأوا إليه، هذا علما بأن إضرابهم المزعوم لا يمت بصلة إلى ظروف اعتقالهم، وإنما افتعلوه افتعالا من أجل تحقيق أهداف ومرام وتنفيذ أجندة غير معلن عنها».
وأكدت مندوبية السجون المغربية أنها لم تقدم لهم «أي تنازل ولم تلتزم معهم بأي شيء، فيما عدا الحقوق التي يضمنها لهم القانون على قدم المساواة مع غيرهم من السجناء». وأضاف بيان مندوبية السجون المغربية أنه «من أجل تنوير الرأي العام وكشف المغالطات الواردة في التصريحات التي صدرت، أول من أمس الثلاثاء، عن عدد من سجناء ما يسمى مجموعة أكديم إيزيك بالسجن المحلي سلا 1. في شأن تعليق إضرابهم المزعوم عن الطعام الذي سبق أن أعلنوا عنه في وقت سابق، فإنها تتعامل مع هؤلاء السجناء، المتابعين بتهمة تكوين عصابة إجرامية والعنف في حق رجال القوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم المفضي إلى الموت، بنية إحداثه والمشاركة فيه، طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية المنظمة لسير المؤسسات السجنية، من دون أي تمييز بينهم وبين المعتقلين بمختلف السجون بالمملكة».
وأكدت مندوبية السجون أنها ستواصل فرض احترام القانون وتطبيقه من دون تمييز على جميع فئات السجناء، وذلك حفاظا على سلامتهم وعلى أمن المؤسسات السجنية.
وتعود أحداث أكديم إيزيك إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2010، حينما قام مواطنون بالاحتجاج على عدم استفادتهم من بطائق المساعدة الاجتماعية، ومن مشاريع سكنية حكومية بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء. وأقاموا مخيم احتجاج خارج المدينة. غير أن عناصر موالية لجبهة البوليساريو، اخترقت صفوف المحتجين وحرفت مخيم الاحتجاج عن أهدافه.
بيد أن السلطات فتحت حوارا مع المحتجين واستجابت لمطالب الاجتماعية، إلا أن الاعتصام داخل المخيم استمر لعدة أسابيع تخللتها احتكاكات وتوترات بين محتلي المخيم والفرق الأمنية المحيطة به. وفي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 قررت السلطات المغربية تفكيك مخيم أكديم إيزيك، بعد أن ارتأت عدم جدوى الحوار مع محتليه، وأن الوقت يلعب لصالح جهات خارجية تستغل الحادث. واستعملت السلطات المروحيات لدعوة المعتصمين إلى إخلاء المخيم، ووضعت رهن إشارتهم حافلات قصد نقلهم إلى مدينة العيون. غير أن الجماعات التابعة لجبهة البوليساريو اختارت المواجهة مستعملة الأسلحة البيضاء وعبوات الغاز، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف رجال الأمن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.