إعادة توقيف ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات إلى لبنان.. وتوقعات بحكم مشدد

مستشار الرئيس السوري قال إن شخصيته السياسية هي المستهدفة

الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة
الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة
TT

إعادة توقيف ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات إلى لبنان.. وتوقعات بحكم مشدد

الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة
الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة

اختتمت محكمة التمييز العسكرية في لبنان، محاكمة المستشار السياسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة، المتهم بـ«نقل 25 عبوة ناسفة من دمشق إلى بيروت، والتخطيط لتفجيرها في منطقة عكار (شمال لبنان) واستهداف تجمعات شعبية وإفطارات رمضانية، ومحاولة قتل مواطنين أبرياء، واغتيال نواب وسياسيين ورجال دين ومعارضين سوريين، وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية».
وبدأت المحكمة جلسة مذاكرة مفتوحة لإصدار حكمها في القضية خلال ساعات، وسيكون حكمًا مبرمًا غير قابل للطعن أو المراجعة، وسرت توقعات بأن الحكم هذه المرة سيكون مشددا، وقد يصل إلى عشر سنوات في السجن أو أكثر، بعد أن كان سماحة تلقى حكما مخففا في المحكمة العسكرية، مما أثار حينها موجة استنكار واسعة من قبل قوى «14 آذار» التي رأت فيه حكما متساهلا جدا.
محكمة التمييز العسكرية، التي يرأسها القاضي طاني لطوف، عقدت أمس آخر جلساتها في قضية محاكمة سماحة، وهي كانت مخصصة للاستماع إلى مطالعة النيابة العامة ومرافعات وكلاء الدفاع عن المتهم، المحامون صخر الهاشم وشهيد الهاشم ورنا عازوري، حيث قدّم ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي شربل أبو سمرا مطالعة مقتضبة جدا قال فيها: «في ضوء ثبوت الوقائع المسندة إلى المتهم، فإنّنا نطلب تطبيق مواد الاتهام وتوقيع العقوبة المنصوص عليها في تلك المواد بحقّه».
وقبل البدء في الاستماع إلى وكلاء الدفاع تمنّى رئيس المحكمة على المحامين ألا تكون مرافعاتهم سياسية، وأعطى الكلام للمحامي صخر الهاشم الذي لفت بداية إلى أنّ حكم المحكمة العسكرية الدائمة (الذي قضى بسجن سماحة أربع سنوات ونصف السنة)، هو حكم إدانة وليس حكم براءة، وهو غير قابل للتمييز، وعندما تقدّم مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بطلب تمييز الحكم كان ذلك بدافع سياسي وخلافا للقانون، فعاد القاضي لطّوف وتمنى عليه عدم التحدّث في السياسة.
ورأى الهاشم أن «قضية سماحة شغلت اللبنانيين والإعلام ووصلت إلى حد اتهام بعض القضاة بالخيانة، والهدف منها كان إلهاء الرأي العام عن قضايا الفساد وشاحنات الأسلحة والسرقات، واستعمال المتهم للولوج إلى السلطة السورية، لأنّه كان على علاقة متقدّمة مع رأسها، وكان يُشارك في حلّ الأزمات الحكومية»، مشيرا إلى أنّه «في عام 2012 أعد سيناريو توريط ميشال سماحة، والأصحّ توريط النظام السوري في المحاكم الدولية من خلال عمل مخابراتي، فوُضع جهاز تنصّت سرّي في سيارته وجرى تسجيل نحو 400 مكالمة هاتفية له للوصول إلى نقطة ضعفه، وبالتالي تدريب ميلاد كفوري على كيفية استدراجه»، مؤكّدا أن سماحة «لم يكن سوى ناقل متفجّرات أو (transporter)».
وهنا طلب الهاشم عن سماحة الذي كان جالسا على كرسي داخل قفص الاتهام منصتا إلى المرافعة الوقوف، ففعل وتوجّه الهاشم إلى رئيس المحكمة وأعضائها بالقول: «انظروا إلى هذا الوجه، هل هو إرهابي؟ هل إدلاءاته وتفكيره إرهابي؟ هل من يخدم الناس ويساعد في تحرير المخطوفين هو إرهابي؟ إنّ مجرّد مثول المتهم أمام المحكمة وهو حرّ بعد إخلاء سبيله ورضوخه للعدالة يؤكّد أنّه ليس إرهابيا ولا مجرما».
أما المحامية رنا عازوري فأشارت إلى أنّ موكلها «وقع ضحية استدراج ممنهج، ولم يكن لديه مشروع جرمي، إنّما كفوري هو الذي خلق المشروع من أساسه». وأكدت أن جرمه لا يتعدى نقل المتفجرات الذي لا تتعدى عقوبته القوى السجن ستة أشهر.
ثمّ أعطى الكلام الأخير للمتهم سماحة، الذي قال: «شخصيتي السياسية وليست الإرهابية هي المستهدفة، استهدفوني من أجل ترهيبي وإبعادي عن مساري السياسي والوطني الذي تميّزت به طيلة حياتي العامّة، لقد بنيت الجسور أيام المحن الكبرى التي ألمّت بلبنان لأكثر من عشرين عاما، كنت عضوا في كلّ لجان التنسيق لوقف العنف وإعادة المخطوفين إلى أهلهم، وقفت ضد التطرّف فاختطفت وهجّرت مرّات عدة. عائلتي الشخصية فيها كل الطوائف الدينية فهل يمكن أن أسعى للاقتتال الطائفي؟».
أضاف المتهم: «لم أُخالف القانون يوما لا في حياتي الشخصية ولا السياسية، وظّفت كل علاقاتي الخارجية لخدمة وطني. في عام 2012 تحديدا قرّروا استهدافي، بعد أن نجحت في خرق جدارات في الغرب والمجموعة الأوروبية والفاتيكان وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا حول ما يجري في لبنان وسوريا، وتبيّن لي أنّ ما حملته من خوف على الحدود اللبنانية والجيش والسيادة كان صحيحا، والدليل أنّه بعد توقيفي مباشرة، سقط شهداء من الجيش اللبناني على الحدود».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.