الجيش يستعيد مواقع غرب تعز ويقترب من السيطرة على حدائق الصالح

«مركز الملك سلمان» يوزع 5500 سلة غذائية وسط المدينة

قوات للشرعية بجانب دبابة للميليشيات الانقلابية تم تدميرها في تعز (رويترز)
قوات للشرعية بجانب دبابة للميليشيات الانقلابية تم تدميرها في تعز (رويترز)
TT

الجيش يستعيد مواقع غرب تعز ويقترب من السيطرة على حدائق الصالح

قوات للشرعية بجانب دبابة للميليشيات الانقلابية تم تدميرها في تعز (رويترز)
قوات للشرعية بجانب دبابة للميليشيات الانقلابية تم تدميرها في تعز (رويترز)

صعدت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح من قصفها للأحياء السكنية في تعز وقرى المحافظة، مستخدمة الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء، كما قصفت وبشكل عنيف السجن المركزي والقرى المجاورة للسجن، غرب تعز.
يأتي ذلك بعد مصرع القيادي الحوثي المدعو «أبو مرعي»، قائد الميليشيات في منطقة حسنات بثعبات، شرق تعز، إضافة إلى مقتل خمسة آخرين عندما كانوا يحاولون سحب جثة القيادي الحوثي، وكذلك جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأطراف المدنية.
وسقط العشرات من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح جراء المواجهات العنيفة مع قوات الشرعية وغارات طائرات التحالف العربي على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأطرافها، ومن بينها غارات على مواقع الميليشيات في الوازعية، وجبل المنعم في الربيعي، غرب المدينة، وتبة سوفتيل والدفاع الجوي والقصر الجمهوري.
وتتواصل المعارك في الجبهة الغربية لتعز، أشد الجبهات اشتعالا، واحتدمت في جبهة الضباب وفي مديرية الوازعية، إحدى بوابات لحج الجنوبية غرب تعز، حيث تمكنت قوات الشرعية من التصدي لمحاولة الميليشيات التقدم إلى مواقع جديدة تم السيطرة عليها، بما فيها جبل الصيبارة والشقوق.
وقال قيادي بالمقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقترب من السيطرة على حدائق الصالح في الضباب والتبة الحمراء والمقهاية، والمواجهات عنيفة في الضباب، لكن تمكنت فيها القوات من استعادة عدد من الواقع في الضباب وتطهيرها وتكبيد الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد».
وأضاف أن «الشيخ أبو العباس، قائد الجبهة الشرقية في تعز وعضو المجلس العسكري في حي الجمهوري، نجا من محاولة اغتيال فاشلة قامت بها مجموعة مسلحة هاجمت فيها الشيخ ومرافقيه من خلال إطلاق وابل من الرصاص ما أدى إلى إصابته مع عدد من مرافقيه».
وأكد المصدر ذاته أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من صد هجوم آخر شنته الميليشيات الانقلابية على جبل المجر في الوازعية، وذلك بعد وصول تعزيزات كبيرة للميليشيات الانقلابية؛ الأمر الذي ضاعف من موجة النزوح الجماعي من قرى مديرية الوازعية بسبب القصف العنيف على القرى والمواجهات المستمرة».
وبينما تشهد جبهات القتال في محافظة تعز معارك عنيفة بين قوات الشرعية والانقلابيين، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم للميليشيات في جبهة حيفان، جنوب تعز. وقال الناشط الحقوقي حسام الخرباش، من أبناء منطقة حيفان، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات (اللواء 35 مدرع) الموالي للشرعية، التي تسلمت مهمة تحرير جبهة حيفان، أحبطت هجوما على منطقة الاعبوس في مديرية حيفان، وذلك بعدما عزز (اللواء 35) مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة الاحكوم، وكذلك في مرتفعات مناطق الحجرية (أكبر قضاء في تعز) تحسبًا لأي هجوم من الميليشيات الانقلابية».
وأضاف أن «قوات الجيش الوطني صدت هجوما للميليشيات الانقلابية في تل حبتور بمنطقة الشقب بمديرية صبر الموادم، وتصدوا لمحاولات الميليشيات التوغل في مديرية المسراخ، جنوب تعز، التي تم دحرهم منها الشهر الماضي، في حين تحاول هذه الميليشيات الانقلابية التوغل نحو المسراخ والشقب التي تم تحريرها».
وبينما دفعت الميليشيات الانقلابية بتعزيزات عسكرية إلى مديرية الوازعية، دفعت بتعزيزات عسكرية أخرى إلى منطقة دمنة خدير، في محاولة منها لاستعادة السيطرة على عزلة الاقروض في مديرية المسراخ، جنوب تعز، التي حررتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قبل أيام.
وقال الناشط الحقوقي، هاني الأسودي، لـ«الشرق الأوسط» إن «التطورات الأخيرة خلال الأيام السابقة التي شهدتها تعز، خصوصا في الوازعية، شهدت انتهاكات جسمية لحقوق الإنسان تضمنت القتل والجرح والتدمير، وينبغي أن يكون للمشاورات المقبلة وقفة لإيقاف هذه الانتهاكات»، مضيفا: «الاتفاقات السياسية المفترض عقدها في مشاورات الكويت المقبلة ينبغي أن ألا تمس حقوق الضحايا الذين انتهكت ميليشيات الحوثي وصالح حقوقهم المدنية والسياسية على حد السواء».
وأضاف أنه بات «من الواضح جدا أن الحوثيين وصالح عن طريق ميليشياتهم قتلوا وفق تقارير رصد وطنية خلال العام الماضي 8500، ووصل عدد الجرحى إلى 20 ألفا. ويشكل عدد النساء والأطفال نحو 25 في المائة من هذه الأرقام، التي لتعز فيها نصيب الأسد، في حين زادت معظم تلك الانتهاكات لتصل إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهذه بالطبع لا تسقط بالتقادم، حتى وإن تجاوزتها مفاوضات الكويت المرتقبة، حيث إن تحقيق العدالة للضحايا ومعاقبة الجناة أحد المبادئ والأهداف الرئيسية لقوانين حقوق الإنسان وكذلك القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة».
وفي سياق متصل، يواصل «ائتلاف الإغاثة الإنسانية» وشركاؤه من الجمعيات والمؤسسات بمحافظة تعز وسط اليمن توزيع السلال الغذائية المقدمة من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وبإشراف من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، على جميع مديريات المحافظة. وقامت بتوزيع 5500 سلة غذائية في مديرية القاهرة، وسط مدينة تعز.
يأتي ذلك ضمن مشروع توزيع مائة ألف سلة غذائية على مديريات محافظة تعز يقدمها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».
وقال بيان صادر عن «ائتلاف الإغاثة الإنسانية»، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «تأخرت عملية التوزيع في مديريات مدينة تعز بسبب الحصار المطبق الذي فرض عليها من جميع المنافذ منذ بدء الحرب وحتى منتصف مارس (آذار) الماضي، حيث تمكن الائتلاف من إدخال المساعدات الغذائية المقدمة من (مركز الملك سلمان)، بعد الكسر الجزئي للحصار، الذي سرعان ما أعيد ضربه بعد معارك كر وفر».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.