«نايل سات» تقوض دعاية «حزب الله» بعد إنزال «المنار» عن قمرها الصناعي

خبير في الاتصالات: القمر الروسي لا يعوض

«نايل سات» تقوض دعاية «حزب الله» بعد إنزال «المنار» عن قمرها الصناعي
TT

«نايل سات» تقوض دعاية «حزب الله» بعد إنزال «المنار» عن قمرها الصناعي

«نايل سات» تقوض دعاية «حزب الله» بعد إنزال «المنار» عن قمرها الصناعي

قررت الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات»، وقف بث قناة «المنار» التابعة لما يسمى «حزب الله» لأسباب وصفتها بـ«الخاصة»، في وقت اعتبرت فيه القناة أن «هذا القرار سياسي يتعارض مع حرية التعبير، ولا يجوز أن نسكت عنه»، معلنة استئناف بثها عبر قمر روسي.
ويشكل قرار «نايل سات» ضربة قوية لامتداد لما يسمى «حزب الله» اللبناني في العالم العربي، وبث دعايته لدى المشاهدين، وذلك بعد أن قوّض قرار إنزاله عن «عرب سات» مساحة انتشاره. وبحسب الخبير في مجال الاتصالات، طوني حايك، «فإن القمر الروسي الذي يبث ترددات (المنار) لا يعوض الإنزال عن (نايل سات)، لأنه لا يتمتع بشعبية في العالم العربي»، مشيرًا إلى أن «قناة (روسيا اليوم) لا تكتفي بالإطلالة على القمر الروسي، بهدف زيادة انتشارها في العالم العربي، وهو ما دفعها إلى البث عبر قمري (نايل سات) و(هوت بيرد)».
وقال حايك، لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار «نايل سات» استطاع «أن يحرم (المنار) من الإطلالة عربيًا إلى حد كبير، ذلك أن المواطن العادي الذي يمتلك جهاز استقبال فضائيا موجها باتجاه (عرب سات) أو (نايل سات)، ستكون لديه مشكلة بتوجيهه شمالاً باتجاه القمر الروسي»، موضحًا أن «المدارات بين المحطات التي تتمتع بشعبية وتبث عبر (نايل سات) و(عرب سات) مختلفة عن مدارات القمر الروسي»، مشيرًا إلى أن «المشاهد العربي لا يوجه الصحون اللاقطة باتجاه القمر الروسي، لأنه لا يبث قنوات تتمتع بشعبية وتبث الأفلام والمسلسلات مثلاً»، رغم أن ترددات القمر الروسي تصل إلى لبنان والأردن.
وكانت شركة «نايل سات» أعلنت، في بيان لها ليل أول من أمس، أنها أوقفت بث القنوات اللبنانية التالية: «الجديد» و«إن بي أن»، و«تلفزيون لبنان» (الرسمي) و«المنار»، التي كانت تبث من محطتها في جورة البلوط في جبل لبنان، بسبب انتهاء العقد الموقع بين الشركة والدولة اللبنانية، وعدم تجديد الحكومة اللبنانية هذا العقد، لكنها سمحت لهذه القنوات بمواصلة البث بالترددات نفسها، لكن من المركز الرئيسي للشركة في القاهرة، باستثناء قناة «المنار» التي أوقفت بثها عبر «نايل سات» نهائيًا لأسباب قالت إنها «خاصة».
وزير الإعلام رمزي جريج، اعتبر أن قرار الشركة المصرية «يطرح علامة استفهام حول سبب وقف البث من جورة البلوط، وتزامنه مع الكتاب الموجه إلى وزارة الاتصالات بهذا الشأن». وعزا التأخر في تجديد الترخيص إلى «عدم انعقاد مجلس الوزراء وبالتالي عدم صدور المرسوم»، وقال: «فوجئنا بهذا القرار، وآمل ألا تكون هناك أسباب أخرى غير عدم تجديد الترخيص»، مذكرًا بأن «هناك اتفاقا بين (المنار) و(نايل سات)، وإذا تم فسخه يتحمل الفريق المخطئ مسؤولية هذا الفسخ».
أضاف جريج: «سأجري اتصالات مع كل من مدير المجلس الأعلى للإعلام المصري ومع رئيس مجلس إدارة (نايل سات)، للمطالبة بإرجاء تنفيذ قرار وقف البث الفضائي عبر جورة البلوط»، مؤكدا أنه «لن يوفر جهدا في سبيل حماية القنوات التلفزيونية اللبنانية»، مشيرًا إلى أن «هذا الموضوع قد سيطرح على جلسة مجلس الوزراء (اليوم) من خارج جدول الأعمال».
وأكد قيامه بالاتصالات اللازمة، متمنيا بقاء «نايل سات» في جورة البلوط، وأبدى اعتقاده بأنه «لن يكون هناك ضرر مباشر على القنوات اللبنانية، لأنها ستبقى تبث عبر (نايل سات)». وعن احتمال وجود مستحقات لـ«نايل سات» لم تدفعها وزارة الإعلام، قال جريج: «هذا الأمر لا يتعلق بوزارة الإعلام، ولا أدري إذا كانت هناك مبالغ متوجبة للشركة ولم تدفعها وزارة الاتصالات»، مشيرا إلى أن «(نايل سات) تتذرع بعدم تجديد الترخيص، في حين أننا أرسلنا إليهم كتابا.. أننا بصدد تجديد الترخيص ووزارة الاتصالات قامت بالشيء نفسه».
من جهته، أعلن السفير المصري لدى لبنان، محمد بدر الدين زايد، أن «القنوات اللبنانية التي كانت تبث من محطة جورة البلوط ستواصل بثها العادي وبالترددات الحالية نفسها من المركز الرئيسي لشركة (نايل سات) في القاهرة، إلى حين إنهاء الإجراءات والمراسيم المتعلقة بتجديد ترخيص محطة جورة البلوط، إذ إن تلك التراخيص انتهت، ولم يتم تجديدها من الجهات اللبنانية المعنية».
وشدد على «حرص السفارة وكل الجهات المصرية المعنية على استمرار التعاون الإعلامي مع لبنان، ودفعه نحو مزيد من النمو والتطور، خصوصا في ضوء ما يتمتع به البلدان من مقومات وبنية إعلامية متميزة».
إلى ذلك، أجرى رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ اتصالات للتشاور مع رؤساء مجالس إدارة القنوات التلفزيونية اللبنانية في ضوء قرار شركة «نايل سات» بوقف البث من جورة البلوط وإنزال قناة «المنار» عن قمرها. وتم الاتفاق على عقد اجتماع للمؤسسات التلفزيونية اللبنانية المرخصة في مقر المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، عند الثانية عشرة ظهر غدٍ الجمعة «لتداول هذا التطور الذي يمس حرية الإعلام اللبناني وطريقة التعامل معه».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».