تواصل الميليشيات الانقلابية، من حوثيين وقوات المخلوع صالح، شن هجماتها على مناطق كرش والشريجة والحويمي وذباب، وجميعها مناطق تربط بين محافظتي لحج وتعز، وبدأت تدفع في هذا الاتجاه بعد سقوط مديرية الوازعية، وذلك قبل أيام من هدنة أبريل (نيسان) المنتظرة للتمهيد لمفاوضات الكويت. وتكتسب تلك المناطق الحدودية أهمية عسكرية واستراتيجية كبرى، كونها تطل على أكبر قاعدة عسكرية بالجنوب، وهي قاعدة «العند الجوية» وتديرها قوات التحالف العربي.
لكن تفرض قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية كامل سيطرتها على المواقع الاستراتيجية على الحدود السابقة بين المحافظتين، حيث تتركز المواجهات، بحسب إفادة ناطق المقاومة الجنوبية بلحج رمزي الشعيبي، لـ«الشرق الأوسط»، في منطقة الحويمي، وسط محاولات مستميتة ومتكررة لميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح للتقدم ناحية مناطق كرش، وذلك بعد ثلاثة أيام من سقوط مديرية الوازعية بالكامل بيد الميليشيات. وتتواصل المواجهات والاشتباكات بجبهات القتال في محافظة تعز، حيث تحاصر الميليشيات المدينة من أربعة اتجاهات.
الخبير العسكري العميد محمد عبد القوي أبو أمير، قال إن مناطق كرش وباب المندب وما بينهما من حدود شائكة تعد مناطق عسكرية ذات أهمية استراتيجية كبرى، ولهذا فإن ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح تدفع بكل قواتها للوصول إليها لاستهداف قاعدة العند باعتبارها قاعدة جوية عسكرية تتخذها قوات التحالف مقرًا لها. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإنها تحاول السيطرة على باب المندب باعتباره منطقة استراتيجية ومنفذا ونقطة عبور التجارة البحرية حول العالم.
العميد أبو أمير، أوضح، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن المواجهات تتمركز في تلك المناطق التي تعد منافذ وحدودا تفصل محافظة لحج، التي تعد جزءا من عدن، عن محافظة تعز. ويعد منفذ كرش الحدودي ومنفذ طور الباحة الحدودي الجبلي وأيضا المنفذ الساحلي أهم المنافذ وأقربها للوصول إلى عدن، وهو ما يدفع ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح إلى اختراقها، لما لها من أهمية عسكرية وقدرة للسيطرة الاستراتيجية على محافظتي لحج وعدن الجنوبيتين.
العميد أبو أمير قال إن أي انتكاسة في تلك المنافذ والمناطق الحدودية ستكون نتيجتها وخيمة على قاعدة «العند» باعتبارها قاعدة جوية عسكرية، وعلى باب المندب باعتباره ممرا مائيا دوليا، وتمهد بدرجة رئيسية لاستهداف محافظتي لحج وعدن بأي شكل كان. وعن محاولات ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح الوصول إلى الخط الساحلي، أرجع العميد محمد عبد القوي ذلك إلى هدفين، الأول منع أي قوة من التحرك من عدن، والالتفاف على قواتهم المتقدمة في منطقة الوازعية، والثاني محاولة السيطرة على جزيرة ميون التي من خلالها تتمكن قواتهم من عرقلة خط سير الملاحة الدولي.
الميليشيات الانقلابية تدفع باتجاه المناطق الحدودية بين تعز ولحج
لاستهداف قاعدة «العند» الجوية وباب المندب
الميليشيات الانقلابية تدفع باتجاه المناطق الحدودية بين تعز ولحج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة