اعتبر فريق عمل تابع للأمم المتحدة زار مدينة الرمادي لتقييم الوضع في المدينة التي استعادتها القوات العراقية من «داعش» نهاية العام الماضي، بأن الدمار في مناطق المدينة «مذهل وأسوأ من أي مكان آخر في العراق».
وخلص تقييم الفريق الأممي الذي جرى على مدار يومين ورافقتهم حينها «الشرق الأوسط» إلى أن كل المباني الواقعة في المناطق الأمامية إما دمرت بالكامل أو تضررت بنسب كبيرة، وأشار التقرير إلى أن من بين كل ثلاثة منازل أو أربعة هناك منزل مدمر بالكامل في معظم مناطق المدينة فيما شهدت المناطق الجنوبية مثل حي الأرامل وحي البكر دمارا وصل إلى نسبة 90 في المائة في دور المواطنين. وأظهر تحليل أجرته الأمم المتحدة في شهر فبراير (شباط) الماضي على صور بالأقمار الصناعية أن نحو 5700 مبنى في الرمادي وضواحيها تضررت منذ منتصف 2014 وأن نحو 2000 منزل دمرت تماما.
وقالت عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار النائبة لقاء وردي بأن المحافظة شهدت دمارا هائلا في البنى التحتية وصلت نسبتها إلى أكثر من 80 في المائة حيث تم تدمير الكثير من الجسور ومحطات تصفية مياه الشرب والشبكات الكهربائية وتدمير الآلاف من منازل المواطنين والأبنية الحكومية والجامعات والمدارس والدوائر الخدمية الأخرى، و«تحتاج إلى أكثر من 20 مليار دولار لإعادة إعمارها حسب تقارير للجان مختصة». وأضافت: «هذا الأمر تعجز عن تقديمه الحكومة المركزية في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد وهبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية».
وأكدت وردي «بأن الأنبار ستعكف على جمع معلومات وصور دقيقة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المحلية عن حجم الدمار الذي لحق بمحافظة الأنبار المنكوبة من أجل تقديمه إلى دول العالم والمنظمات الدولية، من أجل تقديم مساعدات فورية للمحافظة خصوصًا أنها بدأت في استقطاب الآلاف من العائلات التي نزحت من مناطقها، حيث سيحتاج الأهالي للخدمات الفورية مثل المدارس والمؤسسات الصحية والخدمية التي دمرت معظمها أثناء غزو داعش للمدينة وجراء العمليات العسكرية».
إلى ذلك شهدت مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار عودة الآلاف من أهلها بعد رحلة نزوح امتدت لأكثر من سنة بعد أن تمكن مسلحو تنظيم داعش من احتلال المدينة بالكامل. وأعلن رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي، بأن عملية إعادة النازحين إلى المناطق المحررة في مدينة الرمادي مستمرة بشكل يومي وبإشراف مباشر من محافظ الأنبار صهيب الراوي.
وقال العيساوي لـ«الشرق الأوسط» بأن «أكثر من 1500 عائلة وصلت إلى مدينة الرمادي بعد اكتمال عمليات تنظيفها ورفع الألغام والعبوات الناسفة من المدينة وتأهيل الخدمات فيها، وقد شكلنا لجنة مختصة باستقبال العائلات العائدة وباشرت بتسليم الاستمارات الخاصة بعودة النازحين وبشكل انسيابي وبالتعاون مع القوات الأمنية، من أجل ضمان سلامة العائلات العائدة وعدم تسلل الإرهابيين بينهم وعودتهم للمدينة مرة أخرى».
يذكر أن محافظ الأنبار صهيب الراوي، أطلق حملة لإعادة أهالي المناطق المحررة في مدينة الرمادي بعد أن أصبحت جاهزة لاستقبالهم. وأضاف العيساوي «أن حملة إعادة الاستقرار إلى مدن الأنبار تعمل بكل الجهود وبمساندة عشائر المحافظة وبإشراف وتوجيه من قبل المحافظ، من أجل الإسراع بإعادة جميع أهالي الأنبار إلى ديارهم المحررة قريبا».
80 % من مباني الأنبار مدمرة.. والإعمار يحتاج إلى 20 مليار دولار
الرمادي تشهد عودة الآلاف من أهلها بعد رحلة نزوح امتدت لأعوام
80 % من مباني الأنبار مدمرة.. والإعمار يحتاج إلى 20 مليار دولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة