حذرت وزارة الداخلية العراقية منتسبيها من مغبة التهاون في أداء واجباتهم مما يمكن أن يعرضهم لعقوبات قد تصل إلى الإعدام، في إشارة ضمنية إلى ما حظي به زعيم التيار الصدري من استقبال حافل أمام بوابة المنطقة الخضراء من قبل ضباط كبار قام بعضهم بتقبيل يديه، وهو ما يعد خروجًا على السياقات العسكرية، فقد وسع الصدريون اعتصامهم ليشمل بوابة أخرى من بوابات المنطقة الخضراء، وهي تلك التي تواجه مجلس القضاء الأعلى من جهة الحارثية. زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يمارس حياته الطبيعية من خيمة داخل المنطقة الخضراء يبدو هو من يوجه البوصلة في وقت باتت تتزايد فيه المخاوف من إمكانية انفجار الأوضاع الأمنية في البلاد فيما لم يتم تجاوز أزمة الخميس الساخن اليوم، في حال لم يتمكن رئيس الوزراء حيدر العبادي من إقناع البرلمان بالتصويت على ما بجعبته من وزراء لم يفصح حتى الآن عن أسمائهم بدلاء للوزراء الذين ينوي تغييرهم. القيادي الكردي عضو البرلمان العراقي عن تحالف الكتل الكردستانية فرهاد قادر أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» هو كذلك أن الأكراد لن يقبلوا بأن يختار الآخرون وزراءهم وممثليهم ويملونهم على الإقليم دون مشاورة.
أما رئيس البرلمان سليم الجبوري، وردًا على الخطاب الذي وجهه العبادي للعراقيين مساء أول من أمس الثلاثاء، فقد وضعه أمام خيارين، إما تشكيلة وزارية ترضي الكتل طبقًا لمبدأ التوازنات أو حكومة تكنوقراط.
حرب تبادل رمي الكرات والاتهامات بين العبادي والجبوري والصدر طوال الأيام الماضية وضعت أوزارها اليوم بين منطقتين لا رابط بينهما؛ الأولى قبة البرلمان التي تسعى للحفاظ، ومثلما قال الجبوري خلال مؤتمره الصحافي أمس (الأربعاء): «على هيبة الدولة»، والاعتصامات التي بدأت تتقدم نحو بوابات أخرى في المنطقة الخضراء واضعة الدولة على المحك في حال «أطلق هاوٍ أو مخرب طلقة في الهواء فإنه يمكن أن يتسبب بفوضى عارمة»، طبقًا لما أكده نائب السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي ومنسق التيار المدني الديمقراطي رائد فهمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
وأضاف فهمي أن «الخطاب الأخير للعبادي كان محاولة لرمي الكرة في ساحة البرلمان، بينما موقف الكتل من عملية الإصلاح واضح، وهو أنهم لا يريدون له أن ينفرد بآلية التغيير حتى لو كانت عملية التغيير قد اقتصرت على بعض الوزراء كمرحلة أولى، حيث سيكون مطالبًا بتحديد الخطوات التالية»، مشيرًا إلى أن «مهمة العبادي تبدو صعبة لأنه يتوجب عليه من جهة إقناع المعتصمين بما ينوي عمله، ومن جهة أخرى منع الكتل السياسية من اتخاذ موقف مضاد له»، مشددًا على أن «عدم تقديم شيء ملموس من شأنه أن يصعّد الضغط الجماهيري، وقد يفتح الباب على احتمالات خطرة حيث بإمكان أي طرف ثالث إطلاق طلقة واحدة قد تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها». لعبة جر الحبل بين العبادي وشركائه في العملية السياسية لا يُتوقع لها أن تُحسم حتى مع وصول المهلة إلى نهايتها. فالصدر عبّر عن خيبة أمله من خطاب العبادي الأخير بالقول: «لقد خيبت آمال الشعب المظلوم، وإذا تعدى ذلك الخميس المقبل فلا محال أن نقف مكتوفي الأيدي وسنتحول من (الشلع) إلى (الشلع قلع)».
السنة والأكراد جددوا ثوابتهم التي لا يستطيعون تخطيها باسم الإصلاحات لخشيتهم من غضب الجمهور الذي يمثلونه. وفي هذا السياق أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف الكتل الكردستانية فرهاد قادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك قناعة لدينا كأكراد بأن عملية إقصاء وتهميش الكرد قد بدأت من جديد، ويراد لها أن تكون مثل مرحلة صدام حسين، حيث كان يتم اختيار شخصيات كردية في الحكومات آنذاك لا تمثل الأكراد، ولم يؤخذ رأيهم فيهم، وهو ما يجري الآن حيث يراد اختيار شخصيات تمثل الأكراد باسم الاستقلالية والتكنوقراط دون الرجوع إلى القيادة الكردستانية، وهو ما لا نوافق عليه أبدًا».
العراق: أنصار الصدر يوسعون اعتصاماتهم في بغداد والداخلية تحذر منسوبيها من التهاون
قيادي كردي: لن نقبل أن يختار الآخرون وزراءنا
العراق: أنصار الصدر يوسعون اعتصاماتهم في بغداد والداخلية تحذر منسوبيها من التهاون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة