المحافظات الجنوبية تحتفل بالذكرى الأولى لانطلاق «عاصفة الحزم»

محافظ عدن: «عاصفة الحزم» أتت لإسقاط المشروع الطائفي الإيراني

المحافظات الجنوبية تحتفل بالذكرى الأولى لانطلاق «عاصفة الحزم»
TT

المحافظات الجنوبية تحتفل بالذكرى الأولى لانطلاق «عاصفة الحزم»

المحافظات الجنوبية تحتفل بالذكرى الأولى لانطلاق «عاصفة الحزم»

تتواصل في العاصمة المؤقتة عدن الفعاليات الكرنفالية والجماهيرية والفنية احتفالاً بالذكرى الأولى لإعلان التحالف العربي وانطلاق «عاصفة الحزم»، تحت شعار: «عدن ترفض الإرهاب»؛ حيث شهدت صباح أمس السبت «قاعة البتراء» بفندق «كورال» بحي خور مكسر وسط عدن، فعالية خطابية وفنية بحضور رسمي وشعبي طاغ.
الفعالية الجماهيرية التي حضرها كبار قادة العاصمة المؤقتة عدن ومنظمات المجتمع المدني والنخب المثقفة والإعلاميون تأتي بعد ساعات من 3 عمليات إرهابية استهدفت نقاطا أمنية ومدنيين بمدينة البريقة وأسفرت عن سقوط 37 بين «شهيد» وجريح؛ نصفهم من المدنيين.
محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي شكر في كلمة له، ألقاها بالنيابة عنه مدير عام شرطة عدن اللواء شلال علي شائع، دول التحالف العربي، «وفي مقدمتهم أشقاؤنا في مجلس التعاون الخليجي»، مضيفًا: «اليوم سعادتنا كبيرة في الذكرى الأولى لانطلاق (عاصفة الحزم) بقيادة المملكة العربية السعودية، التي جاءت لإسقاط المشروع الانقلابي الطائفي المتحالف مع المخلوع صالح».
وقال مدير شرطة عدن: «إننا اليوم نحتفل بتحرير عدن والنصر في كل المناطق المحررة على أرض الجنوب، وما شكلته (عاصفة الحزم) من تطهير حقيقي لدنس الميليشيات الطائفية الحاقدة التي استهدفت القيم النبيلة لأبناء العاصمة عدن وكل مناطق الجنوب واليمن، بشكل عام، في محاولة إجرامية لإحلال قيم غريبة على بيئتنا دخيلة على حياتنا نرفضها وترفضها كل شعوب المنطقة وقيم الأمتين العربية والإسلامية».
وتابع قائلاً: «لقد تخالطت الدماء وتمازجت أرواح المقاومين، وتحولت (عاصفة الحزم) إلى قوة كبرى لدحر العدوان الطائفي المجوسي على أهلنا وأرضنا وشعوب المنطقة»، مضيفًا أن «عدن انتصرت بيد أبنائها، وأبطالها اليوم قطعة من نسيج شعوب دول المنطقة. علينا أن نصرخ بأعلى أصواتنا من هنا من عدن: لقد أسقط المشروع الإجرامي؛ مشروع المخلوع صالح والحوثي الطائفي الانقلابي بـ(عاصفة الحزم).. نرفع اليوم راية الأمل، وسنمضي مع قافلتها حتى تحقيق كامل أهداف الأمن والأمل والإعمار».
واستطرد: «تحية من عدن بلسان أهلها، خاصة إلى المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والإمارات العربية المتحدة ممثلة بآل زايد، وأخيرا تحية بهذه المناسبة للرئيس عبد ربه منصور ونائبه خالد بحاح.. تحية لكل الأصدقاء والأشقاء في كل مكان، وندعوهم إلى أن يكونوا معنا في مسيرة إعادة الأمل ومكافحة الإرهاب وتغيير ملامح العصر في بلادنا، بإذن الله تعالى».
ومضى شائع بالقول: «إننا نعمل على بناء الإنسان قبل بناء المدن. الإنسان أصل العمارة، فإذا سقط الإنسان، فأي قيمة للعمارة؟! نجدد العهد لأسر (الشهداء) بأننا سائرون على دربهم.. سنقتلع ونطهر عدن والجنوب من تلك المسميات الإرهابية وسنقتلع (القاعدة)، وعدن لن تقبل (داعش) ولا (قاعدة) ولا (عفاش) ولا الطائفية، ولن نقبل تدخل إيران الذي لا يهمها أمن وسلامة الجنوب والمنطقة بشكل عام».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.