بان كي مون: السلم الأهلي هو الخيار الوحيد للأزمة السورية

جال على مخيمات للاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان

بان كي مون: السلم الأهلي هو الخيار الوحيد للأزمة السورية
TT

بان كي مون: السلم الأهلي هو الخيار الوحيد للأزمة السورية

بان كي مون: السلم الأهلي هو الخيار الوحيد للأزمة السورية

شدد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون على أن «السلم الأهلي هو الخيار الوحيد لحل الأزمة السورية»، متمنيا في اليوم الثاني لزيارته لبنان، أن تؤدي المساعي إلى نتائج إيجابية فيما يخص وقف إطلاق النار.
بان، قام يوم أمس بجولة على بعض مناطق البقاع والشمال والتقى بعد الظهر البطريرك الماروني بشارة الراعي، في مطرانية بيروت المارونية حيث دار البحث في أبرز المواضيع المطروحة على الساحتين اللبنانية والإقليمية ودور المجتمع الدولي في المساهمة بحل أزمات المنطقة. وتطرق البحث إلى موضوع رئاسة الجمهورية، وكان هناك توافق على وجوب «تعاون كل اللبنانيين» من أجل تسهيل عملية الانتخاب لأن استمرار الفراغ يزيد من أزمات لبنان ويسير به إلى الوراء، إضافة إلى مسألة النازحين التي تثقل كاهل لبنان بتداعياتها الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وفي الشمال زار أمين عام الأمم المتحدة مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، حيث تسلّم من السفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور مذكرة باسم القيادات الفلسطينية في لبنان ومذكرة أخرى من قبل لجنة المتابعة لأعمال إعمار مخيم نهر البارد، كما سلمه درعًا باسم فلسطين. والتقى أيضًا في مخيم النازحين في الدلهمية بمنطقة البقاع الأوسط العائلات السورية النازحة واستمع إلى شؤونهم ومتطلباتهم.
وخلال افتتاحه مركزا للشؤون الاجتماعية في حي القبة بمدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان، قال بان «إن الأمم المتحدة تعمل مع حكومة لبنان لدعم المجتمع وما تقوم به مراكز الرعاية الاجتماعية مهم جدًا كونه يستهدف فئة من الناس تنتهك حقوقهم الإنسانية»، معربا عن ارتياحه «لما تقدمه هذه المراكز من خدمات التعليم والدعم النفسي والرعاية الصحية والاجتماعية التي تدخل ضمن أهداف الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في لبنان والمنطقة».
من جهته، أعلن رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، الذي كان مرافقا لأمين عام الأمم المتحدة في جولته، عن تقديم 25 مليون دولار من المساعدات لتمويل مشاريع الخدمة والرعاية الاجتماعية، مطالبا مجلس النواب بإقرار القوانين المطلوبة التي تسمح بتقديم دعم أكبر، وأشار إلى تلقيه وعدا في هذا الإطار من قبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ومن ثم قال: «نحن جاهزون ليس فقط لبناء المدارس والمستشفيات بل نعتقد بأن طرابلس يجب أن تكون منطقة حيوية ومنطقة اقتصادية خاصة ونعمل على ذلك بالتعاون مع البنك الإسلامي». وفي نهاية جولته الشمالية، زار بان كي مون ومرافقوه «حي التنك»، حيث اطلع على أوضاع النازحين السوريين وأبناء المنطقة الذين يقطنون المحلة، ليتوجه بعدها إلى الملعب الأولمبي في مدينة طرابلس حيث استقل طائرته متوجها إلى بيروت.
كان أمين عام الأمم المتحدة قد وصل إلى لبنان أوّل من أمس، والتقى يوم الخميس كلا من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش جان قهوجي. وأكّد بعد لقائه سلام أن زيادة عدد النازحين السوريين في لبنان يزيد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لافتا إلى أن زيارته أتت لإيجاد حلول تساعد لبنان لمواجهة هذه الأزمة، وشدد على الدعم الدولي للجيش اللبناني لمواجهة الإرهاب.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».