ياسين: «عاصفة الحزم» تأكيد لقوة الإرادة وبعد نظر القيادة السعودية

وزير الخارجية اليمني السابق قال إن «التحالف» أنقذ البلاد من مشروع إيراني ضخم في إنشاء دول تتبع ولاية الفقيه جنوب الجزيرة العربية

د. رياض ياسين
د. رياض ياسين
TT

ياسين: «عاصفة الحزم» تأكيد لقوة الإرادة وبعد نظر القيادة السعودية

د. رياض ياسين
د. رياض ياسين

شدد الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية اليمني السابق على أن «عاصفة الحزم» تأكيد لبعد نظر القيادة السعودية وترجمة حقيقية لحرية قرار الرياض، وقوة الإرادة للقيادة السعودية، مشيرًا إلى أن القرار جاء في الوقت المناسب لمنع التمدد الخارجي في اليمن، وإيقاف المشاريع التخريبية لبلاده.
وقال الدكتور ياسين إنه خلال لقائه الأول مع السفير الأميركي اليمن في الرياض في الأسابيع الأولى لـ«عاصفة الحزم»: «تحدَّثنا وبوضوح أن في هذه المرحلة لا بد أن تكون المواقف الدولية صائبة وغير مهزوزة أو لينة مع ميليشيات مسلحة لا تختلف عما تقوم به المنظمات الإرهابية»، مشيرًا إلى أنه أكد له حينها أن الشعب اليمني سيحمل كل الاحترام والتقدير والإعجاب للسعودية، ولدورها الحاسم والمركزي في إطلاق «عاصفة الحزم» ومهما كانت النتيجة، وأضاف: «الحمد لله النتيجة ممتازة حتى بالمقياس الدولي».
ولفت وزير الخارجية اليمني السابق في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش مرور عام من بدء عمليات «عاصفة الحزم»، إلى أن هذا القرار التاريخي جاء في وقت مناسب لإنقاذ اليمن من مشروع إيراني ضخم، كان يخطط لاختطاف اليمن عن طريق سيناريوهين؛ الأول إنشاء دولة في جنوب الجزيرة العربية حكومتها تتبع لولاية الفقيه، من خلال سيطرة التابعين لإيران على مفاصل الدولة وزاراتها المختلفة، وهو ما يوضح الفكرة في بداية انقلاب ميليشيات الحوثي، التي تبع لها صالح الذي لم يستطع ترك السلطة وتحالف مع الحوثيين في تخريب اليمن، حيث أثبتت بعض الدلالات تخطيط إيران لهذا المشروع.
وأشار إلى أن السيناريو الثاني كانت إقامة حزب وميليشيا مسلحة على غرار حزب الله اللبناني لزعزعة الأمن والاستقرار وإحداث الفوضى في البلاد وتخريب أي مشاريع عربية خليجية، من خلال ميليشيات الحوثي، حيث قامت إيران بإرسال كل المستلزمات من أسلحة وأشخاص مستشارين بهدف إنشاء هذا الحزب، موضحًا أن ذلك كان واضحًا من خلال اكتشاف الباخرة التي كانت محملة بالأسلحة المقبلة من إيران، وكل هذا كان بهدف تخريب الدول العربية مثلما ما حدث في دول مثل لبنان والعراق والبحرين، عبر استخدام أشخاص مواطنين في تلك الدول لإحداث الفوضى فيها.
وبين أنه قبل بدء العملية كان يحذر من التصرفات الحوثية في طريقة التعامل مع الأزمة قبيل بدء عمليات «عاصفة الحزم»، مستنكرًا موقف جمال بن عمر، المبعوث الأممي السابق لليمن، الذي كان يصر على توقيع اتفاقية بين الأطراف بغض النظر عما يحدث على الأرض، في الوقت الذي كانت فيه ميليشيات الحوثي تحتجز الرئيس عبد ربه منصور هادي في قصر الرئاسة باليمن، وقال: «كنت أصر على أن توقيع الاتفاقية لن يكون الحل المناسب لحل النزاع في اليمن، لأن الطرف الآخر كان يستخدم السلاح، وهو لم يكن يبالي، وكان همه الأول والأخير توقيع الاتفاقية».
وأكد أن لإيران مطامع في اليمن، وبالتحديد وجودها في مضيق باب المندب من خلال مشاريعها التخريبية في البلاد، عبر ميليشيات الحوثي وصالح، وقال: «النظام الإيراني وضع نفسه في مشكلة بتدخله المباشر في اليمن، خصوصًا بعد انقلاب علي صالح والحوثيين على الشرعية في اليمن ابتداءً من 21 سبتمبر (أيلول) 2014، فعندما استولى الحوثيون على مطار صنعاء وصعدة وميناء الحديدة بدأت الطائرات والسفن الإيرانية تصل محملة بكل أنواع السلاح والمعدات التقنية المتطورة، وبشكل واضح يؤكد أن مخططاتها للإرهاب والتخريب والسيطرة ليست بخافية وأنها تنتهز الفرصة دون تردد».
وشدد على أن على إيران أن تدرك بعد نجاح «عاصفة الحزم» أنه مهما كانت البلاد العربية - وخصوصًا بلدان مثل اليمن - تعاني من ظروف صعبة واستثنائية، فإنها لن ترضخ للسيطرة الإيرانية التي تفرق بين السنة والشيعة والموالين والمعارضين وتتعامل بفوقية واستعلاء على شعوب المنطقة، إذ إن لليمن جيرانًا وأشقاء قادرين على الدفاع عن اليمن وعن أنفسهم.
ولفت إلى أنه لا سبيل لمواجهة إيران إلا بالوضوح وعدم التغاضي والسكوت عن تدخلاتها المستمرة، كما يحصل في البحرين والعراق وسوريا ولبنان واليمن.
وأكد أنه تم تعيينه وزير للخارجية من قبل الرئيس هادي بعد ما كان يشغل منصب وزير الصحة في حكومته، وذهب للقمة العربية في شرم الشيخ، وكان يتحدث عن الأزمة التي تواجه اليمن، مشيرًا إلى أن عملية «عاصفة الحزم» جاءت لدعم إيجاد الحل السلمي في اليمن، بعد أن استخدمت ميليشيات الحوثي السلاح، مؤكدًا إلى أن اليمن لن ينسى موقف الأشقاء في دول الخليج في إعادة الشرعية لليمن، بعد نداء الرئيس هادي، وهو الذي يثبت أن المواقف تغيرت، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز صاحب التغير في المواقف العربية في الوقت الحالي، فالموقف العربي الآن لم يعد كما كان، لأن قائد الحزم وأشقاءه في دول الخليج أثبت ذلك من خلال القرارات الأخيرة.
وأضاف: «نزداد ثقة الآن، بل أصبحت ثقتنا متعاظمة بسبب هذا التعاون بين الدول العربية، خصوصًا بعد الدماء المشتركة لـ(شهداء) السعودية والإمارات ودول التحالف في اليمن، ونحن الآن انتقلنا لمرحلة تاريخية ليست في اليمن فقط ولا الخليج بل في الدول العربية، حينما استطعنا من خلال (عاصفة الحزم) نؤكد ليس فقط للآخرين ولكن لأنفسنا أنه عندما نشعر بوجود خطر حقيقي ليس لدول بعينها، وإنما تهدد أي منطقة دول عربية، من خلال المبادرات التي قامت بها دول الخليج في الدول العربية كمصر وسوريا واليمن، وهي نقطة تحول من المهم البناء عليها للمستقبل».
وشدد على أهمية الدور الذي قام به الحاضر الراحل كما وصفه ياسين، في إشارة إلى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، الذي كان له دور كبير في هذه العملية، والذي أكد أن السعودية قولاً وفعلاً من خلال ما ذكرته في كلمته الشهيرة، عندما استضافه مجلس الشورى السعودي وقال: «لسنا دُعاة حرب، ولكن إذا قُرعت طبولها فنحن لها، و(عاصفة الحزم) ستستمر للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تُحقق أهدافها ويعود اليمن آمنًا مستقرًا وموحَدًا».
كما أكد على الدور الذي قامت به الإمارات، ودعم الذي لقيه من الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، مستذكرًا كلمة للشيخ محمد بن زايد، عندما قال عن «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية إن هذه العملية «فزعة»، وهي التي تفسر بأنها القيام بشيء من باب الأخوة، مشددًا إلى أن التاريخ سيذكر مواقف دول التحالف في إرجاع اليمن إلى ظله العربي وإيقاف المشروع الإيراني فيه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.