السلطة الفلسطينية تعامل إسرائيل بالمثل وتمنع 5 شركات من التسويق في الضفة

بعد منع بيع منتجات رام الله في القدس

السلطة الفلسطينية  تعامل إسرائيل بالمثل وتمنع 5 شركات من التسويق في الضفة
TT

السلطة الفلسطينية تعامل إسرائيل بالمثل وتمنع 5 شركات من التسويق في الضفة

السلطة الفلسطينية  تعامل إسرائيل بالمثل وتمنع 5 شركات من التسويق في الضفة

قررت الحكومة الفلسطينية منع 5 شركات إسرائيلية كبيرة، من التوزيع في الضفة الغربية، في سابقة هي الأولى من نوعها، وذلك ردا على منع إسرائيل 5 شركات فلسطينية من التوزيع في القدس وإسرائيل.
وأصدرت الحكومة بيانا رسميا أمس، قالت فيه إن شركات الألبان الإسرائيلية، تنوفا، وشتراوس، وتارا، وشركة زغلوبك للحوم، وشركة توبوزينا للمشروبات، ممنوعة من إدخال بضائعها إلى الأسواق الفلسطينية.
وكلفت الحكومة الجهات المختصة بإنفاذ هذا القرار ابتداءً من تاريخه، مع مراعاة تحديد مدة كافية لاستنفاذ مخزون منتجات هذه الشركات المتوفر، حاليًا، في السوق.
ويعد القرار الفلسطيني، الأول من نوعه الذي يستهدف شركات إسرائيلية كبرى غير عاملة في المستوطنات، بعد سنوات من حملة مقاطعة المستوطنات، وتأكيد السلطة أنها لا تقاطع باقي البضائع الإسرائيلية. وجاء القرار على قاعدة «التعامل بالمثل»، بعد يومين فقط من تهديد رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، الحكومة الإسرائيلية بمنع شركات إسرائيلية من تسويق منتجاتها في الضفة الغربية، في حال استمرت في منع تسويق منتجات خمس شركات فلسطينية في إسرائيل.
وقال الحمد الله: «إسرائيل تستمر في محاولاتها لعزل القدس عن محيطها وطمس هويتها. ووصل بها الأمر إلى حد منع منتجات خمس شركات فلسطينية كبرى من دخول المدينة واحتكار سوقها لصالح المنتج الإسرائيلي. وهو ما يعتبر قرارًا سياسيًا تعسفيًا، تنتهك به كل الأعراف والاتفاقيات التجارية وتحاول، من خلاله، سحق اقتصادنا الوطني وخنق سبل تطوره ونموه».
ودعا الحمد الله العالم إلى التحرك لوقف إسرائيل عن هذه الممارسات. مضيفا «في الوقت الذي نحذر فيه من تبعات استمرار هذا القرار العنصري، فإننا نناشد دول العالم، التدخل الفاعل لإلزام إسرائيل التقيّد بالاتفاقيات الموقعة، وإلا فسنضطر إلى معاملتها بالمثل ومنع منتجاتها المماثلة من دخول أسواقنا».
وكانت إسرائيل منعت شركات حمودة، والجنيدي، والريان للألبان، والسلوى، وسنيورة للحوم المصنعة، من التوزيع في القدس وباقي إسرائيل منذ أكثر من أسبوع. وقالت الشركات الفلسطينية، بأن إسرائيل تمنع دخول منتجات من الضفة الغربية إلى القدس الشرقية، لأول مرة منذ أكثر من خمسة أعوام.
وفي عام 2010، حاولت السلطات الإسرائيلية فرض حذر مماثل على المنتجات الغذائية من الضفة الغربية، بادعاء أنها لا تلبي المعايير الإسرائيلية. وجرى إلغاء قرار الحظر بعد وقت قصير من ذلك، في أعقاب ضغوط دولية، من ضمنها ضغوطات مارستها رباعية الشرق الأوسط والإدارة الأميركية.
واحتج موظفو الشركات الفلسطينية الأحد الماضي، بالقرب من سجن «عوفر» الإسرائيلي، بعدما أبلغتهم إسرائيل بأنه لن يسمح بتمرير منتجاتها عبر معبر «بيتونيا» التجاري.
ويشكل التوزيع في القدس وإسرائيل لبعض هذه الشركات، نحو نصف الدخل. وقدرت الخسارة المتوقعة من القرار الإسرائيلي بنحو مليار شيقل إسرائيلي سنويا.
وجاء القرار الفلسطيني في وقت تنشط فيه مجموعات فلسطينية لترسيخ ثقافة المقاطعة لجميع البضائع الإسرائيلية. ونجحت هذه المجموعات، بدعم رسمي، في حمل الاتحاد الأوروبي على تمييز بضائع المستوطنات فقط. ولم تستجب السلطة للأصوات المنادية بمقاطعة كل البضائع الإسرائيلية، خشية الإخلال باتفاقيات اقتصادية مع إسرائيل. لكن قرار الحمد الله الأخير، يعني أن السلطة الفلسطينية، خطت خطوة متقدمة في هذا المجال.
إسرائيل من جانبها، لم تعقب فورا على القرار الفلسطيني.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.