هدنة الزبداني ـ كفريا والفوعة مستمرة بعد 6 أشهر على إبرامها

مصادر : باتت جزءًا من اتفاق وقف العدائيات

هدنة الزبداني ـ كفريا والفوعة مستمرة بعد 6 أشهر على إبرامها
TT

هدنة الزبداني ـ كفريا والفوعة مستمرة بعد 6 أشهر على إبرامها

هدنة الزبداني ـ كفريا والفوعة مستمرة بعد 6 أشهر على إبرامها

تتجه قوات المعارضة السورية وقوات النظام إلى تمديد اتفاق الهدنة المبرم بينهما في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وعُرف باتفاق الزبداني - كفريا والفوعة، بعد انقضاء ستة أشهر على التوصل إليه، وهي المدة التي تنتهي في أواخر شهر مارس (آذار) الحالي، بموازاة معلومات عن أن الاتفاق «بات جزءًا من اتفاق الهدنة الذي يشمل كل الأراضي السورية»، وتوصلت إليه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الشهر الماضي.
وقال مصدر بارز في «جيش الفتح» الذي كان طرفًا في اتفاق الزبداني – كفريا والفوعة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن هناك اتجاها لتمديد الهدنة، مؤكدًا أن الهدوء الذي يحيط ببلدتي كفريا والفوعة «سيستمر»، كذلك الهدوء الذي تشهده مدينة الزبداني.
وكان «جيش الفتح»، الذي يتمتع بنفوذ واسع في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) ويضم فصائل عسكرية مقاتلة، التزم باتفاق وقعته حركة «أحرار الشام الإسلامية»، أحد أعضائه، مع قوات النظام السوري، قضى بإيقاف حزب الله اللبناني وقوات النظام هجماتها ضد معقل المعارضة في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي، مقابل إيقاف هجمات المعارضة ضد بلدتين شيعيتين في محافظة إدلب هما كفريا والفوعة. وتوصلت الأطراف إلى الاتفاق بإشراف الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي ويشمل وقف إطلاق النار في ثلاث بلدات سوريا لمدة ستة أشهر، تنتهي أواخر الشهر الحالي.
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أمس، غياب «أي اتجاه لخرق أي هدنة مبرمة على كل الأراضي السورية»، مشيرًا إلى أن هدنة الزبداني – كفريا والفوعة «مستمرة، وباتت جزءًا من اتفاق الهدنة الأشمل والأعمّ الذي تشهده سوريا منذ 27 فبراير (شباط) الماضي»، لافتًا إلى أن اتفاق الزبداني – كفريا والفوعة «صمد رغم الخروقات، لكنه يعد أفضل الممكن للحفاظ عليه».
وتلتقي تلك المعلومات مع ما قاله القيادي في «حركة أحرار الشام الإسلامية» محمد الشامي، الذي أكد أن الحفاظ على الهدنة «يعود إلى الضغوط التي مورست على الطرفين المعنيين بها»، مؤكدًا لـ«الشرق الأوسط» الاتجاه لتمديد الهدنة، لكنه ربط بين صمودها وصمود الهدنة التي تشمل مختلف الأطراف المتقاتلة في سوريا باستثناء تنظيم «داعش» وتنظيم «جبهة النصرة».
وأوضح الشامي: «باتت هدنة الزبداني – كفريا والفوعة جزءًا لا ينفصل عن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، وبات مصيرها مرتبطًا بمصير الاتفاق كله»، مشيرًا إلى أن صمود جميع اتفاقات وقف إطلاق النار «مرتبط حصرًا بالجلسة الأخيرة من جلسات التفاوض في مؤتمر جنيف 3» التي تجري حاليًا. وقال: «إذا كانت نتائج المحادثات السورية إيجابية فإنها ستنعكس على الهدنة حكمًا، وإذا فشلت فإنها تهدد كل اتفاقات الهدن في سوريا».
ونفى الشامي أن تكون «أحرار الشام» جددت محادثاتها أخيرًا مع وسطاء من قبل النظام أو الطرف الإيراني لتمديد هدنة «الزبداني – كفريا والفوعة»، مشيرًا إلى أن الهدنة «مستمرة تلقائيًا، ونحن مستمرون بها، ومستمرون بتطبيق التزاماتنا وتعهداتنا الدولية بشأن الحفاظ على الهدنة». وشدد على «أننا نراهن على أنفسنا لإنجاح الهدنة، ونظهر للعالم أننا ملتزمون بتعهداتنا بغض النظر عن الاختراقات التي يرتكبها النظام».
وبموجب هدنة الزبداني - كفريا والفوعة، توقفت الأعمال الحربية في المنطقتين، ودخلت المساعدات الإنسانية والإغاثية، ونُفذت مرحلتها الثانية، عبر إجلاء الجرحى من البلدتين برعاية دولية. كما توسعت لتشمل بلدتين بقين ومضايا التي عانت من أزمة جوع وحصار مطلع العام الحالي، قبل أن يستجيب النظام للضغوط الدولية ويسمح بإدخال المساعدات إلى مضايا.
وأكد الشامي أن لا أزمات إنسانية تعاني منها المناطق الخاضعة للهدنة في هذا الوقت، مشيرًا إلى أن قوات المعارضة سمحت بإدخال المساعدات الغذائية إلى كفريا والفوعة الأسبوع الماضي، بالتزامن مع إدخال المساعدات الغذائية إلى مضايا.
وأعلن يان إيغلاند مستشار المبعوث الخاص للأمين العام المعني بسوريا الخميس الماضي أن قافلة المساعدات الثالثة وصلت إلى بلدات المعضمية والزبداني وكفريا وفوعة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.