رئيس الائتلاف السوري: مشروع الأكراد باطل.. والنظام وإيران وروسيا متورطون فيه

العبدة لـ«الشرق الأوسط» : وفد الأسد لا يزال يماطل خلال المفاوضات

رئيس الائتلاف السوري: مشروع الأكراد باطل.. والنظام وإيران وروسيا متورطون فيه
TT

رئيس الائتلاف السوري: مشروع الأكراد باطل.. والنظام وإيران وروسيا متورطون فيه

رئيس الائتلاف السوري: مشروع الأكراد باطل.. والنظام وإيران وروسيا متورطون فيه

شدد أنس العبدة، رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، أمس على أن إعلان الأكراد عن إقامة نظام فيدرالي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم شمال سوريا «باطل، ولا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال»، مؤكدًا أن النظام في دمشق وإيران وروسيا يقفون وراء هذا المشروع.
وقال العبدة لـ«الشرق الأوسط»: «إعلان الأكراد إقامة نظام فيدرالي، يمثل مصادرة لحقٍ من حقوق الشعب السوري»، مشيرًا إلى أن الائتلاف يرى أن أي حزب أو مجموعة لا يحق لها أن تتخذ خيار الانفصال منفردة، وتصادر إرادة الشعب السوري، خصوصًا في الأمور التي تتعلق بإرادة الدولة.
ولفت إلى أن الائتلاف ضد الفيدرالية، معتبرًا أن وجهة النظر هذه تمثل أطياف المعارضة كافة بشكل عام،. وتابع: «الائتلاف ضد المركزية السياسية ومع المركزية اللاإدارية التي تتيح للمجتمع والمجالس المحلية أن تقدم الخدمات بأحسن طريقة ممكنة وبطريقة فعالة».
وردًا على تصريحات الأكراد التي تشير إلى أن النظام الفيدرالي لا يمثل انفصالاً، وإنما أتى لحماية مصالحهم من خطر تنظيم داعش، قال العبدة: «من حق كل حزب أو تيار سياسي أن يطرح رؤيته على الشعب السوري، ويعمل على إقناعه، والذي نرفضه تمامًا محاولة جهة معينة فرض خيارها على مجموعة من السوريين، أو على جزء من سوريا».
وأكد أن خيار الأكراد ليس مفروضًا بقوة الإقناع، بل بقوة السلاح والوجود الأمني، والتعاون مع النظام السوري وإيران وروسيا، لافتًا إلى أن توقيت إعلان الأكراد ليس مجديًا في الوقت الراهن، إذ إن البلاد لا تزال في مرحلة ثورة ولا يمكن قبول طرح بعض الجهات لهذه القضية التي تفرض وفق مشاريع معينة، وتعطي انطباعًا بأن المشروع الفيدرالي «تقسيمي».
ووفق رؤية العبدة، فإنه عند البدء في مرحلة انتقالية في البلاد، ينشأ مؤتمر حوار وطني، ويحدث حوار معمق بين الأطياف السورية كافة، سواء كانت مع الثورة أو تلك المساندة للنظام الحالي السوري أو الكتلة الصامتة، حينها يحق للجهات السياسية كافة أن تطرح مشاريعها بكل مسؤولية، مع محاولة إقناع الشعب السوري، على أن يعقبه طرح الفكرة في استفتاء يحدد طبيعة الدولة وشكلها.
وشدد رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، على أن الأمر الثابت والأساسي الذي لا يقبل أحد المساس به هو وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ولا يمكن القبول بأي مشروع خارج إطار الوحدة.
وفيما يتعلق بمفاوضات جنيف، ذكر أنس العبدة، أن خيار الائتلاف الأول والأساسي هو الحل السياسي، الذي يحافظ على ثوابت الثورة وأساسها، معربًا عن أمله في أن تفضي العملية الحالية حاليًا إلى الانتقال السياسي. وأشار إلى أن تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الأخيرة تحمل شيئا من الإيجابية، كونها تطرقت إلى الانتقال السياسي، معتبرًا أن الفترة الحالية تشهد أولى خطوات طريق طويل للانتقال السياسي، وفقًا لمقررات «جنيف1» تشمل حكمًا جديدًا، ودستورًا وفترة حكم انتقالي لا تزيد على 18 شهرًا.
وأكد أن النظام السوري لم يقدم أي مؤشرات مشجعة في المفاوضات الحالية، ولا يزال يماطل، كما كان الحال عليه في المفاوضات السابقة، ويعمل على إفشالها من خلال إصراره على القضايا الإجرائية والشكلية والحديث عن بنود عامة بهدف كسب مزيد من الوقت، وتفادي الحديث عن الأمور السياسية.
وأوضح رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، أن الوفد المفاوض سيعمل على الطريقين السياسي والعسكري، مفيدًا أنه لا يمكن لعامل دون الآخر أن ينتج في المرحلة الراهنة، مشددًا على أن نهاية أي معركة عسكرية يجب أن تلحق بتسوية سياسية. وأكد أن ثلاثة ثوابت أساسية لا يمكن التنازل عنها، وأضحت مقبولة من كل أطياف الشعب السوري، وهي وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، وأن لا مكان لبشار الأسد لا في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل البلاد، ونظام سياسي عادل مدني تعددي حر ديمقراطي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».