انتهاء عملية بن قردان بمقتل 52 إرهابيًا

تزامنًا مع احتفال التونسيين بالذكرى الـ60 للاستقلال

تونسيات يحتفلن بالذكرى الستين لاستقلال بلادهن من الاستعمار الفرنسي في العاصمة أمس (إ.ب.أ)
تونسيات يحتفلن بالذكرى الستين لاستقلال بلادهن من الاستعمار الفرنسي في العاصمة أمس (إ.ب.أ)
TT

انتهاء عملية بن قردان بمقتل 52 إرهابيًا

تونسيات يحتفلن بالذكرى الستين لاستقلال بلادهن من الاستعمار الفرنسي في العاصمة أمس (إ.ب.أ)
تونسيات يحتفلن بالذكرى الستين لاستقلال بلادهن من الاستعمار الفرنسي في العاصمة أمس (إ.ب.أ)

أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية التونسيتان يوم أمس انتهاء عملية بن قردان من الناحية العسكرية والأمنية وذلك بالقضاء على عنصرين إرهابيين خلال مواجهات مسلحة جرت ليلة أول من أمس. وأشارتا إلى القضاء على 52 إرهابيا ضمن حصيلة نهائية مرتبطة بهذه العملية إضافة إلى مقتل نحو 20 تونسيا بين مدنيين وعسكريين وأمنيين. وجرحت امرأة وابنها في المواجهات التي عرفتها مدينة بن قردان يوم السبت، كما أصيب أحد أعوان الحرس في تلك الاشتباكات.
وتعرضت مدينة بن قردان في السابع من الشهر الحالي لهجوم متزامن على مقرات أمنية وعسكرية من عناصر منتمية إلى تنظيم داعش الإرهابي بهدف إقامة إمارة سلفية في المدينة غير أنها ووجهت بشراسة من قبل الجيش والأمن مما أدى إلى مقتل جل العناصر الإرهابية المشاركة في الهجوم. وفي السياق ذاته، أصيب عنصران من قوات الجيش التونسي فجر أمس إثر العملية العسكرية المتعلقة بتعقب إرهابيين بجبل سمامة القريب من مدينة القصرين وسط غربي تونس.
ووفق بلاغ لوزارة الدفاع التونسية، فإن أحد العسكريين اللذين أصيبا في هذه العملية بُترت ساقه إثر انفجار لغم أرضي، أما الثاني فقد أصيب بطلق ناري على مستوى الساق وفق ما أفادت به مصادر طبية بالمستشفى الجهوي بالقصرين.
وأكدت مصادر أمنية في مدينة القصرين العثور على عدد من المخابئ التابعة لعناصر إرهابية بجبل سمامة وهو ما يرجح احتمال تحصنهم في تلك المناطق الجبلية الوعرة وتنقلهم بين جبل سمامة وجبل الشعانبي وبقية جبال الشمال والوسط الغربي.
من ناحية أخرى، تقدم عشرة نواب بالبرلمان التونسي من كتلة «الحرة» المحسوبة على محسن مرزوق المنشق عن حركة نداء تونس بمبادرة تشريعية تتعلق بمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة وكل ما من شأنه أن يغطي ملامح الوجه. وتتزامن هذه المبادرة مع احتفال التونسيين بالذكرى الـ60 لاستقلالها عن فرنسا وتواصل ملاحقة العناصر الإرهابية من جبهة من بن قردان إلى جبال القصرين.
وأفاد عبد الرءوف الشريف رئيس الكتلة البرلمانية «الحرة» التي تضم 26 نائبا برلمانيا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن هذه المبادرة جاءت بمناسبة إحياء الذكرى الأولى لأحداث باردو الإرهابية وهي مساهمة غير مباشرة في دعم مجهودات المؤسستين الأمنية والعسكرية في مقاومة الإرهاب ومقاومة كل مظاهر الأفكار المتشددة.
وأشار إلى إمكانية اعتماد العناصر الإرهابيّة على النقاب للتخطيط وارتكاب هجمات إجرامية والتنقل بسهولة من منطقة إلى أخرى والتواصل بسهولة مع التنظيمات الإرهابية. ونفى أن يكون الهدف الأساسي من وراء هذه المبادرة التضييق على الحريات العامة والفردية المكفولة في الدستور التونسي الجديد بل هدفها التقليل من المخاطر الإرهابية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.