صلاح عبد السلام.. قصة حياة إرهابي

من شاب مجهول إلى أحد أخطر المطلوبين في فرنسا وبلجيكا

صلاح عبد السلام
صلاح عبد السلام
TT

صلاح عبد السلام.. قصة حياة إرهابي

صلاح عبد السلام
صلاح عبد السلام

اختلفت الآراء بشأن هذا الشاب المغربي الأصل البالغ من العمر 26 عاما ويحمل الجنسية الفرنسية وانتقلت عائلته للعيش في بروكسل. وقال رجل مغربي في الأربعينات من العمر إن «صلاح كان يبدو هادئا لا تبدو عليه أي علامات تدل على الاستعداد للانحراف». ويضيف الرجل المغربي وهو من سكان مولنبيك أحد جيران منزل صلاح الذي يعيش فيه والداه وشقيقاه محمد وإبراهيم: «الأول كان يعمل حتى وقت قريب في بلدية مولنبيك والثاني لقي حتفه في تفجيرات باريس وهو من مواليد 1984». وكان صلاح من بين المنفذين للهجمات في نوفمبر (تشرين الثاني) ولكنه عدل عن رأيه في آخر لحظة وعاد إلى بروكسل فور حدوث الانفجارات، وقالت السلطات وقتها إنه جاء وبحوزته سترة متفجرات.
كما قام صلاح وفقا للتحقيقات بدور لوجيستي فهو الذي استأجر سيارة بولو سوداء عثر عليها أمام مسرح باتكلان وسيارة أخرى عثر عليها شمال باريس، وظل هاربا منذ التفجيرات حتى القبض عليه الجمعة الماضية.
وفشلت محاولات أمنية في تضييق الخناق عليه أكثر من مرة ونجح خلالها في الهرب وتغيير المكان. وبإلقاء القبض على عبد السلام، تطوى إحدى صفحات التحقيق في الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر الماضي، وخلفت أكثر من 130 قتيلا، لتبدأ صفحة أخرى تلقي الضوء على رحلة حياة صبي عاش حياته في الغرب المتقدم، لكنه اختار التطرف سبيلا.
أصبح عبد السلام أحد أخطر المطلوبين للسلطات في كل من فرنسا وبلجيكا، وتحول من شاب مجهول تماما إلى المطلوب الأول بعد هجمات باريس في 13 نوفمبر، حتى صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية، ونشرت الشرطة البلجيكية تحذيرا من كونه مسلحا خطيرا جدا. واتسمت حياة عبد السلام (26 عاما) بالبساطة والاعتيادية في بدايتها، فهو من مواليد بروكسل، لعائلة ذات أصول مغربية. ترعرع وعاش في ضاحية مولنبيك، المشهورة بسكانها العرب والمسلمين، حيث عمل مديرًا لمقهى تم إغلاقه بقرار من المحكمة، بسبب الاتجار بالمخدرات. وبمرور الأيام أخذت حياة عبد السلام منحى أكثر إجراما، فأضحت تهمة «الاتجار بالمخدرات» بداية المشكلات القانونية لعبد السلام حتى تم توقيفه بتهم السرقة والاتجار وتعاطي الممنوعات. وحكم عليه بالسجن، وهناك التقى صديق طفولته عبد الحميد أباعود، الذي بدأ معه مسيرة التطرف، فالتحق أباعود عام 2013 بتنظيم داعش في سوريا، ثم عاد ليجند عددًا من سكان مولنبيك، من بينهم الأخوان صلاح وإبراهيم عبد السلام.



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».