اللواء الوائلي: إيران تخطط لإسقاط صعدة منذ 1994

قال لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات العسكرية مستمرة.. لكن تهدئة الحوثيين على الحدود «مؤقتة»

دوريات من حرس الحدود السعودية تمشط الحدود عبر مركباتها المتطورة والمدعومة بكاميرات حرارية («الشرق الأوسط»)
دوريات من حرس الحدود السعودية تمشط الحدود عبر مركباتها المتطورة والمدعومة بكاميرات حرارية («الشرق الأوسط»)
TT

اللواء الوائلي: إيران تخطط لإسقاط صعدة منذ 1994

دوريات من حرس الحدود السعودية تمشط الحدود عبر مركباتها المتطورة والمدعومة بكاميرات حرارية («الشرق الأوسط»)
دوريات من حرس الحدود السعودية تمشط الحدود عبر مركباتها المتطورة والمدعومة بكاميرات حرارية («الشرق الأوسط»)

قال قائد عسكري يمني إن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الوطني بمساندة المقاومة الشعبية وقوات التحالف لتحرير المحافظات اليمنية التي ما زالت تحت سيطرة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، ما زالت متواصلة ومستمرة في ضوء الخطط المرسومة لها، وإنها لم تتأثر بالتهدئة على الحدود اليمنية - السعودية.
وحذر اللواء الركن أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة في الجيش الوطني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من «خيانة وغدر» الحوثيين، سواء على الحدود أو في الداخل اليمني. وقال حول التهدئة في المناطق الحدودية إن «الناس ترحب وتعبر عن ارتياحها لأي نوع من أنواع الهدن التي تضمن عدم سفك دماء اليمنيين والمسلمين، لكن الحوثيين لم يلتزموا بالهدن السابقة ومن طبائعهم الغدر والخيانة وعدم الالتزام بأي هدنة».
وأعرب عن اعتقاده بأن التزام الحوثيين بالتهدئة على الحدود، يرجع إلى سعيهم إلى تكثيف هجماتهم على المحافظات اليمنية. وكشف أن الميليشيات الحوثية، نفذت، خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة هجمات في محافظة الجوف بغرض استعادة السيطرة على مدينة الحزم، عاصمة المحافظة «لكنهم لم يفلحوا، إن شاء الله، حيثما اتجهوا».
وفي سياق تعليقه على إعلان قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، بأن العمليات العسكرية الكبيرة على وشك الانتهاء، قال اللواء الركن أمين الوائلي: «هناك تسارع في الأحداث وقد بدأنا نشهد انهيارات في صفوف الميليشيات في بعض الجبهات»، إضافة إلى أن «تحالف الحوثي - صالح يعاني الخلافات والتشتت الكبير»، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية تسير نحو تحقيق أهدافها، واعتبر أن تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الانقلابيين «واجب شرعي» و«ضرورة ولا يمكن أن يتقاعس الشعب عن تحريرها».
وكشف قائد المنطقة العسكرية السادسة في الجيش الوطني اليمني لـ«الشرق الأوسط» أن مهاجمة الميليشيات الحوثية للأراضي السعودية «مطلب إيراني قديم»، وأن «المتمردين قاموا بتلك العمليات لإرضاء إيران»، وأضاف: «لدي معلومات أن إيران كانت تعاتب كثيرًا بعض الشخصيات اليمنية التي تقوم بزيارتها لأنهم لم يسهلوا لها موطئ قدم في محافظة صعدة لشواغلة المملكة العربية السعودية».
وأردف المسؤول العسكري اليمني أن «هذا الكلام سمعته من أحد المشايخ القبليين، بعد عودته من إيران عام 1994، حيث أكد الإيرانيون للشيخ القبلي أنهم منزعجون لأنهم لم يجدوا موطئ قدم في صعدة، وبأن لديهم تنظيمًا موجودًا في هذه المحافظة ويريدون فقط تسهيلات بهدف التوجه، عبر صعدة، إلى مكة والمدينة»، مشيرًا إلى أن قبول الحوثيين بالتهدئة، حاليًا، على الحدود «قد يكون من أجل تخفيف وطأة الضغط عليهم، ثم سيعيدون الكرة مرة أخرى، ولن يوقفوا حربهم على السنة، طالما أن المعتقد الشيعي قد تأصل في صعدة».
وحول ازدواجية تعامل الحوثيين في إدارة الصراع العسكري، من خلال قبولهم بالتهدئة على الحدود، في مقابل تصعيدهم في الجبهات الداخلية، قال قائد المنطقة العسكرية السادسة إن ذلك يندرج ضمن خداعهم وتضليلهم فيما يتعلق بأهدافهم، وإن المعلومات المتوافرة لديه تشير إلى حشود كثيرة يقوم بها الحوثيون في كثير من المحافظات، مؤكدًا أنه «تلقى قبل دقائق (مساء أمس) معلومات تفيد بوجود حشود كبيرة للحوثيين في مدينة ذمار (وسط اليمن)، وذلك بهدف نقل تلك الحشود إلى جبهة القتال في محافظة تعز»، التي تحرر جزء منها خلال الأيام الماضية.
وتطرق القائد العسكري الكبير إلى خسائر بشرية كبيرة تتعرض لها الميليشيات الحوثية في جميع جبهات القتال بالمحافظات اليمنية، مؤكدًا أن قافلة من السيارات وصلت، أمس، إلى ذمار مقبلة محافظة تعز، وهي تحمل العشرات من جثث القتلى، وأن هذا المشهد أثار غضب بعض القيادات الميدانية التي اعترضت على إرسال المزيد من المقاتلين.
وقال: «نشبت خلافات في أوساط الميليشيات بسبب العدد الكبير من القتلى بعد وصول القافلة»، لكنه أكد أن «الحوثيين ورغم القتلى والجرحى في صفوفهم، إلا أن قياداتهم تدفعهم بهم إلى الموت، ولا تأبه للخسائر البشرية الكبيرة، لأن علي عبد الله صالح سمح للآلاف من الحوثيين، ولسنوات طويلة، بالدراسة والتدريب في إيران، حتى استوطن في داخلهم الفكر الخبيث».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.