حاخام يهودي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو

استطلاعات الرأي تؤكد أن رئيس الوزراء سيبقى في منصبه بسبب فشل المعارضة

حاخام يهودي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو
TT

حاخام يهودي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو

حاخام يهودي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو

بعد مرور سنة كاملة على الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، والذي يعتمد على أكثرية صوت واحد فقط، هدد الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين شالوم كوهن، بوضع حد لهذا الصمود وإسقاط الحكومة، إذ قال مقربون من كوهن، إنه جاد في تهديده ويعبر فيه عن مواقف كل اليهود المتدينين في التيار الأرثوذكسي.
وجاء هذا التهديد في أعقاب السماح لليهود الأميركيين المتدينين من التيار الإصلاحي، بالصلاة أمام حائط البراق (المبكى) برفقة نساء متدينات، وهو الأمر الذي اعتبره «غاية في الكفر وتدنيس المكان المقدس لليهود». ويعد كوهن اليوم الرئيس الروحي لحزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، وهو يعبر في موقفه أيضا عن رأي اليهود الاشكناز المتدينين، المتمثلين في الائتلاف الحكومي بحزب «يهدوت هتوراة». وللحزبين معا 12 مقعدا في الكنيست. ويكفي أن ينفذ التهديد أحد نواب الحزبين حتى تسقط حكومة نتنياهو. لكن كوهن يؤكد أن جميع نواب الحزبين يفكرون في الانسحاب من الائتلاف، وليس نائب واحد فقط، وذلك في حال عدم التراجع عن إدخال النساء إلى حائط المبكى.
وفي أعقاب هذا التهديد سارعت صحيفة «معاريف» إلى إجراء استطلاع رأي حول موقف الإسرائيليين من القيادات الحالية، وكيف سيصوتون إذا جرت انتخابات جديدة، حيث أعطى الناخبون مؤشرا على سقوط نتنياهو بنسبة (4.6 من 10) على أدائه كرئيس حكومة، و4.1 كوزير للخارجية، و3.9 كوزير للاتصالات. وحصل أفضل وزير على علامة 6.4 وهو يعقوب لتسمان وزير الصحة من حزب «يهدوت هتوراة» الديني، فيما لم يتجاوز نصف عدد الوزراء علامة 5 من 10.
ومع ذلك فإن مواطني إسرائيل لا يجدون بديلا مناسبا عن نتنياهو، وهو ما اتضح جليا عندما وجه إليهم سؤال لمعرفة من سيختارون في الانتخابات المباشرة رئيسا للحكومة، حيث فضلوه على جميع رؤساء الأحزاب في المعارضة. وأقوى مرشح للمعارضة في مواجهته هو يائير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل»، الذي خسر أمام نتنياهو بنتيجة (47 في المائة مقابل 36 في المائة)، فيما خسر يتسحاق هيرتسوغ، رئيس أحزاب المعارضة حاليا، بنتيجة (56 في المائة مقابل 25 في المائة). وحتى رئيس حزب اليمين الاستيطاني المتطرف «البيت اليهودي» نفتالي بنيت، خسر أمام نتنياهو بنتيجة (40 في المائة مقابل 29 في المائة).
وفي حال جرت الانتخابات اليوم سيخسر حزب الليكود بزعامة نتنياهو 4 مقاعد (من 30 إلى 26)، وسيخسر المعسكر الصهيوني المعارض (حزب العمل وحزب تسيبي ليفني) 9 مقاعد (من 24 إلى 15)، بينما يرتفع حزبا اليمين المتطرف بـ7 مقاعد («إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان من 6 إلى 9 مقاعد، وحزب البيت اليهودي من 8 إلى 12 مقعدا. لكن أكثر الأحزاب استفادة من تبكير موعد الانتخابات سيكون حزب «يوجد مستقبل» برئاسة لبيد، الذي سيرتفع من 11 مقعدا حاليا إلى 21 مقعدا في انتخابات قادمة. وعليه فإن نتنياهو هو الذي سيكلف حسب القانون بتشكيل الحكومة القادمة أيضا.
وفي ظل تنامي قوة اليمين هذه، تواصل الحكومة تعميق جذور قيمها المتطرفة. حيث بادر نتنياهو وزير دفاعه موشيه يعلون إلى ملاحقة تنظيم جنود الاحتياط المعروف باسم «يكسرون الصمت»، على نشاطه في جمع شهادات الجنود الإسرائيليين عن ممارسات القمع بحق الفلسطينيين. فعندما كشف النقاب عن تمكن هذه الحركة من جمع شهادات جديدة تدين الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب خلال عملية «الجرف الصامد» صيف 2014، اعتبر نتنياهو الأمر «تجاوزا للخطوط الحمراء»، فيما اعتبره يعلون «خيانة للجيش»، وهددا بمحاكمة هؤلاء الجنود في محكمة عسكرية بتهمة «خرق المصالح الأمنية للدولة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.