رنا جمول لـ الشرق الأوسط: دراما البيئة الشامية تحتاج إلى الدقة وعدم التكرار في مواضيعها

الفنانة السورية تقدم شخصية «زمردة» المرأة المتسلطة القاسية في مسلسل {أحمد بن حنبل}

رنا جمول لـ الشرق الأوسط: دراما البيئة الشامية تحتاج إلى الدقة وعدم التكرار في مواضيعها
TT

رنا جمول لـ الشرق الأوسط: دراما البيئة الشامية تحتاج إلى الدقة وعدم التكرار في مواضيعها

رنا جمول لـ الشرق الأوسط: دراما البيئة الشامية تحتاج إلى الدقة وعدم التكرار في مواضيعها

كشفت الفنانة السورية رنا جمول لـ«الشرق الأوسط» عن المسلسلات الجديدة التي تشارك فيها في الموسم الحالي ومنها الاجتماعي المعاصر والكوميدي والتاريخي، حيث ستعرض في الموسم الرمضاني القادم. تقول رنا: أصوّر حاليًا دوري في المسلسل الكوميدي «بقعة ضوء» بجزئه الجديد، كما أنهيت تصوير مشاركتي في المسلسل الاجتماعي المعاصر «أحمر» مع المخرج جود سعيد بشخصية «لبنى» وهي امرأة قوية يتزوج زوجها من امرأة ثانية فتعيش معه في صراع حاد ويُقْتَل في ظروف غامضة ليتحول خطها الدرامي نحو البحث عن القاتل، كذلك شاركت في الجزء الثاني من مسلسل «العرّاب» مع المخرج حاتم علي بشخصية «مرام» ففي هذا الجزء تستطيع مرام إنجاب ولد بعد علاج ومحاولات كثيرة في زرع طفل الأنابيب. كذلك صورت دوري في المسلسل التاريخي «أحمد بن حنبل» والذي صور في تركيا مع المخرج عبد الباري أبو الخير وشخصيتي متميزة في هذا المسلسل الذي سيتابعه المشاهد في الموسم الرمضاني القادم وهي شخصية «زمردة» امرأة قاسية وشريرة ومتسلطة وتتميز بشطارتها وذكائها حتى في حالات النصب والاحتيال فتسيطر على زوجها «حنظلة» ويكون لها القرار في المنزل وفي سير الأحداث تتمكن من سرقة فتاة «تقوم بالدور الممثلة قمر خلف» وتبيعها كجارية. في مسلسل أحمد بن حنبل أجسد لأول مرّة مثل هذه الشخصية ـ تتابع رنا ـ وأتمنى أن تحقق إضافة جديدة لتجربتي مع الدراما التلفزيونية.
وهل هناك جديد في المسرح؟!.. تبتسم رنا: تعرف أنّ المسرح عشقي الدائم ولا أتخلى عنه مهما كانت الظروف ومغريات الدراما التلفزيونية.. وبعد العرض الأخير لي على مسرح القباني قبل أربعة أشهر وكان بعنوان «زبيب» هناك مشاورات حاليًا لإطلاق عرض مسرحي جديد ولكن ما زال على الورق.
وحول قلة مشاركاتها في مسلسلات البيئة الشامية ورأيها بما يقال عن ظاهرة التكرار في مواضيعها والتي تنتمي للفانتازيا والخيال توضح رنا: هذا النوع من الدراما ليس ملعبي ـ كما يقال ـ ومع ذلك شاركت في الكثير منها كمسلسلات الزعيم وأهل الراية وبسمة حزن، وأنا لست ضد أي مسلسل له علاقة بالتراث والتاريخ وتقديم الحياة كما كانت في السابق ليطلّع المشاهد عليها بشكل درامي، ولكن الموضوع هنا حساس جدًا وهناك مسؤولية ملقاة على عاتق المعنيين عن هذه الدراما خاصة عندما يُقَدَّم هذا التراث بشكل غير لائق وسيشاهده ليس فقط السوريون بل سيشاهد في معظم البلدان العربية كون مسلسلات البيئة الشامية لها جمهورها الكبير الذي يتابعها باستمرار فيجب أن تكون المواضيع ذات مصداقية وأن لا تقع في مطب التكرار، وبرأيي يجب أن تستمر هذه المسلسلات فهي جميلة وتعيد إحياء التراث ولكن بشرط الدقة في التعامل معها.
وترى رنا أنّ دراما السيرة الذاتية جميلة وتُقَدَّمْ بحساسية عالية خاصة أنها تقدم شخصيات قد تكون ما زالت في ذاكرة الناس وتابعت الكثير منها كمسلسلات الصبوحة وأسمهان ونزار قباني، وإذا عرض علي تجسيد شخصية ما ـ توضح رنا ـ فأفضل تقديم شخصية عالمة معروفة مثلاً أو شخصية امرأة قدّمت أشياء مهمة للبشرية والمجتمع والمهم هنا أن تكون مكتوبة بشكل دقيق وصحيح خاصة أن الممثل سيقدم هنا شخصية ستلتصق به وسيتحدث المشاهد عنها وقد يكون قرأها في الكتب التي توثق حياة مثل هذه الشخصيات وقد يلوم الممثل إذا لاحظ أن هناك معلومات غير صحيحة عن الشخصية في مسلسل السيرة الذاتية ولذلك الممثل مسؤول عن خياراته واختياره وعليه التدقيق والمتابعة وليس فقط على الورق.
وحول ظاهرة اختيار ممثلات جميلات للمشاركة في المسلسلات التلفزيونية رغم افتقار بعضهن للموهبة حيث تختارهن الجهات المنتجة لشكلهن الجميل فقط تقول رنا: من المعروف أن التمثيل هو مرآة المجتمع والمجتمع يضم الجميل والبشع والمهم هنا الإنسان وعندما تتحول الدراما لفيديو كليب أو لاستعراض فقط فستفقد الكثير من قوتها وثقلها ومن أسباب نجاحها.
وعن ظاهرة الشللية في الدراما السورية ومدى تأثيرها عليها توضح رنا: هذه الظاهرة موجودة من زمان ولم تتغير وبالنسبة لي لا أنتمي لأي شلّة ولا أؤمن بالشللية فمن يريدني يتصل معي، وبرأيي عندما يكون هناك مخرج محترم ولديه كادر فني يرتاح للعمل معه ولهم دورهم في إنجاح مسلسله فأنا معه ولست ضده فمن المنطقي أن يكون هناك أناس يرتاح المخرج للعمل معهم وهم يرتاحون معه أيضًا فإذا كان ذلك ضمن مفهوم الشللية فأنا أراها ظاهرة طبيعية ولكن إذا كان الاختيار يدخل في مجال المعارف والصداقات الشخصية فهذه شللية سيئة.
ورنا التي شاركت في الكثير من المسلسلات الكوميدية ولديها حس كوميدي ترى أن الكوميديا السورية قدّمت مسلسلات للتهريج فقط كما قدّمت مسلسلات جميلة وكوميدية هادفة بنصوص رائعة مثل ضيعة ضايعة وخربة ولوحات بقعة ضوء ويوميات مدير عام وغيرها، بينما المسلسلات الكوميدية التي كانت دون المستوى ذهبت ولم يتذكرها أحد. والمهم هنا أن يكون هناك نص لكاتب لديه رؤيا ومن ثم يأتي دور المخرج والممثل وهذا ما يؤدي لنجاح أي مسلسل كوميدي، ولدينا معاناة هنا هي قلة النصوص الكوميدية بعكس نصوص الأنواع الأخرى كالبيئي الشامي والاجتماعي المعاصر.
وحول أن تكون مخرجة لمسلسل تلفزيوني كبعض زملائها الذين خاضوا تجربة الإخراج، تضحك رنا: من الممكن أن أفكر بذلك ولكن ليس الآن لم يخطر بذهني أن أكون مخرجة، أنت تسألني ولم أفكر بذلك وعندما سيتوفر لدي الوقت والعزيمة سأخوض هذه التجربة.. الإخراج يحتاج لتفرغ كامل ووقت طويل.
وهل يمكن أن نشاهدك مقدّمة برنامج تلفزيوني؟ أنا أحب التقديم التلفزيوني ـ تجيب رنا ـ خاصة إذا كان موضوعه يعجبني مثل برنامج حيوي يتحدث عن مواضيع يومية بطريقة جادة وصادقة مع الناس ويحترم عقل المشاهد ويحقق الفائدة لمن يشاهده.
ولدى رنا جمول هوايات شخصية كثيرة أهمها ـ تبتسم رنا ـ المشي... تصور خلال سنوات الأزمة أذهب لعملي وللسوق مشيًا على قدمي؟!.. كذلك لدي هواية مطالعة الكتب.
وحول عائلتها وأولادها تقول رنا لدي ولدان بنت وصبي حيث ابني ليث يدرس تقنيات المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية وليلى طالبة بكالوريا.



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».