محافظ عدن: عاصفة الحزم قطعت أيادي التتار الجدد وأعادت إلى اليمن عروبته

العاصمة المؤقتة تحتفي بـ {بشهداء} قوات التحالف وتزيح الستار عن لوحة لقادة السعودية

لوحة {عام من الحزم والعزم} ترفع لقادة السعودية في عدن
لوحة {عام من الحزم والعزم} ترفع لقادة السعودية في عدن
TT

محافظ عدن: عاصفة الحزم قطعت أيادي التتار الجدد وأعادت إلى اليمن عروبته

لوحة {عام من الحزم والعزم} ترفع لقادة السعودية في عدن
لوحة {عام من الحزم والعزم} ترفع لقادة السعودية في عدن

قال اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ عدن إن التاريخ اليوم يعيد نفسه ويسطر بحروف من ذهب ذلك القرار الشجاع الذي اتخذته قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومعه أشقاؤه رؤساء وأمراء وملوك دول مجلس التعاون للخليج العربي وباقي الدول العربية المنضوية تحت لواء التحالف العربي الأبي، في التصدي للمشروع الإيراني.
محافظ عدن تحدث في كلمه له بمناسبة الذكرى الأولى لقيام التحالف العربي لصد الميليشيات الانقلابية، جماعة الحوثي والمخلوع صالح، عن اليمن، وقال: «في مارس (آذار) من العام الماضي انطلقت جحافل الغزاة البربرية الهمجية بقيادة المخلوع علي عبد الله صالح وقواته من الحوثيين وميليشيات الموت التي باعت دينها وضمائرها وكانت عازمة أن تبيع الأرض والعرض لملالي إيران وحرسها الثوري الفارسي ليصبح الخليج العربي خليجا فارسيا كما أرادوه. وإن هذه الأرض كانت وما زالت وستظل بإذن الله هي مهد العروبة بنبض حضارتها وبعراقة تاريخها، فأبت إلا أن تكون كما ارتضى لها خالقها عربية أصيلة وليظل معها خليجنا أيضًا خليجًا عربيًا أصيلاً».
وأردف: «إنني اليوم أقف أمامكم لنحتفل بهذه الذكرى التاريخية والمفصلية في عمر أمتنا العربية والإسلامية والتي لا تقل أهمية عن تلك الملاحم التي سطرها أجدادنا السابقون عندما كسروا جبروت الغزاة الطامعين في عدة مواقع تاريخية سطرتها كتب التاريخ القديم أمثال موقعة عين جالوت وحطين وغيرهما من المعارك المفصلية التي عصمت فيها الأمة العربية والإسلامية بتلاحمها وشجاعة وبسالة قاداتها من الانكسار وردت أعداءها بفضل من الله ونعمة، خاسرين منكسرين يجرون خلفهم أذيال الخيبة والهزيمة إلى غير رجعة».
وقال اللواء الزبيدي إنه وبنخوة العربي الأصيل وشجاعة المؤمن المسلم الموحد لبوا نداء الاستغاثة «الذي بعثه إليهم أخوهم الأخ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي، ليدفعوا الشر الفارسي المجوسي وأعوانه بعيدا عن بلادنا العربية إلى غير رجعة، فكانوا لنا نعم المغيث وكنا لهم نعم المستغيث والمعين».
وتابع بالقول: «لتمتد بعدها جسور الخير من إمارات الخير والشهامة وقوافل المساعدات الطبية من كويت المحبة والنشامة لتعود أرضنا من جديد تنبض بالحياة والابتسامة». واختتم كلمته قائلاً بأن «دماء شهدائنا الأبرار كانت عنوانا لهذه اللوحة الجميلة التي رسمت كل تفاصيلها بعصارة دمهم وعرقهم، لذلك فإننا اليوم بات علينا لزاما أن نقف إجلالا وإكبارا لهذه التضحيات العظيمة التي قدمتها أرواحهم الطاهرة لنا لكي نحيا أعزاء كرماء على أرضنا وبين أهلنا».
جاء ذلك في الفعالية التي أقامتها مؤسسة «الحق للتنمية والإعلام» وشركة «جوهرة ذي يزن» للتطوير العقاري - السعودية، ممثلة برئيس مجلس الإدارة رجل الأعمال الشيخ عبد الرحمن بن يوسف السوادي، لإحياء ذكرى شهداء التحالف العربي في فندق كورال بحي خور مكسر وسط عدن، حيث ألقي في الفعالية عدد من الكلمات، وتخللتها فقرات إعلامية متنوعة، أبرزها أوبريت وطني هو الأول من نوعه، بحضور قيادة السلطة المحلية ومن مختلف ألوان الطيف المجتمعي المدني والسياسي.
إلى ذلك، وضمن إطار الاستعدادات الجارية للاحتفاء بمرور عام على انطلاق «عاصفة» الحزم أزيح بالعاصمة عدن الستار عن أكبر لوحة عملاقة والأولى من نوعها بعدن تحمل صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتم عنونتها بـ«عام من الحزم والعزم». اللوحة رفعت في جولة تقاطع عبد القوي والدرين بمدينة الشيخ عثمان شرق غرب العاصمة المؤقتة.
من جهة ثانية وعلى صعيد الأوضاع الأمنية عاود رجال شرطة المرور بمدينة عدن انتشارهم مجددًا لتنظيم حركة السير في عدد من مديريات العاصمة عدن، بعد توقف أكثر من شهر وشملت انتشارات شرطة المرور التقاطعات والجولات وفي المديرات وأمام المدارس، ويأتي ذلك وفقًا لأحاديث أفراد المرور مع «الشرق الأوسط» بأن انتشارهم يأتي ضمن الخطة الأمنية والإجراءات المشددة التي حققت إنجازات كثيرة وتسعى لاستعادة أمن واستقرار المدينة إلى الوضع الطبيعي سابقًا.
واستأنفت شركة مصافي عدن العمل بعد يوم من قيام عناصر بالمقاومة الجنوبية بإغلاق بوابات الشركة ومنع الموظفين من الدخول لمزاولة أعمالهم بحجة المطالبة بالتوظيف، وأوضحت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عودة شركة مصافي عدن للعمل بعد حل الإشكاليات التي أوقفت العمل أول من أمس وتدخل محافظ عدن ومدير عام البريقة بحل المشكلة خلال أقل من 24 ساعة من حدوثها. كما عاودت السلطات الأمنية بعدن فتح خط شارع الملك سلمان بن عبد العزيز «الجسر البحري» سابقًا الرابط بين مدينتي خور مكسر والمنصورة بعد 3 أيام من إغلاقه وتدشين المرحلة الثانية من الخطة الأمنية التي أثمرت بعد مرور 72 ساعة لإطلاقها من تطهير المنصورة من الجماعات الإرهابية التي كانت تتخذ من المدينة وكرًا لمسلحيها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.