العراق يعلن عن استرداد أكثر من مليار دولار ويحيل 18 وزيرًا إلى القضاء

13 ألف قضية فساد أمام العدالة لاسترداد 69 مليار دولار

العراق يعلن عن استرداد أكثر من مليار دولار ويحيل 18 وزيرًا إلى القضاء
TT

العراق يعلن عن استرداد أكثر من مليار دولار ويحيل 18 وزيرًا إلى القضاء

العراق يعلن عن استرداد أكثر من مليار دولار ويحيل 18 وزيرًا إلى القضاء

أعلنت هيئة النزاهة في العراق عن استردادها أكثر من مليار دولار من أموال العراق المهربة إلى الخارج خلال عام 2015 مع إحالة نحو 18 وزيرا سابقا وحاليا إلى القضاء.
وقال رئيس هيئة النزاهة حسن الياسري خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد إن «الأموال العامة التي قامت الهيئة باستردادها والتي صدرت أحكام قضائية باستردادها، بلغ مجموعها نحو 69 مليار دولار». وأضاف الياسري قائلا: «المبلغ الإجمالي سيكون لجميع الأموال العامة بعد تحويل المبلغ بالدينار العراقي، ويتجاوز تريليونًا و169 مليارًا و306 ملايين دينار عراقي». كما أعلن عن إحالة 3955 متهمًا إلى القضاء العراقي خلال العام الماضي 2015، و«من بين المتهمين المحالين إلى القضاء 18 وزيرًا أو بدرجة وزير، حيث صدر بحقهم 32 قرار إحالة».
وأوضح أن «عمل هيئة النزاهة توقف في المحافظات التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش وهي نينوى والأنبار وصلاح الدين، بالإضافة إلى أن عمل النزاهة لا يطال محافظات إقليم كردستان العراق».
وبشأن القضايا الجزائية المحالة إلى القضاء، قال الياسري بلغت «13015 قضية»، موضحا أن «8387 قضية تحت إشراف التحقيق القضائي، فيما أحيلت 2540 قضية إلى محكمة الجنح أو الجنايات لتأخذ طريقها إلى الحكم»، مبينا أن «3326 قضية أغلقت من قبل المحاكم المختصة بقضايا النزاهة».
وبشأن المتهمين الذين أحالتهم «النزاهة» إلى القضاء المختص، قال رئيس الهيئة إن «عدد المتهمين المحالين إلى محكمة الموضوع، بلغ 3955 متهما، منهم 18 وزيرًا أو من هم بدرجة وزير وصدر بحقهم 32 قرار إحالة»، مبينا أن «عدد الوزراء البالغ 18 يخص الوزراء الذين في الخدمة حاليا والسابقين في الدورتين السابقتين». وقال إن القضايا الجزائية المنظورة من قبل القضاء قد تستغرق من سنة أو سنتين في دوائر القضاء، في الوقت الذي يتضمن فيه تقرير الهيئة عمليات ضبط الأموال التي تجريها الهيئة بالجرم المشهود، وذلك من خلال المعلومات الواردة إلى جهات التحقيق المختصة بعمليات الضبط.
وبين الياسري أن «النزاهة» نفذت 68 عملية ضبط عام 2015؛ منها 16 في مديرية تحقيق بغداد، و52 عملية من قبل مديريات ومكاتب التحقيق التابعة لـ«النزاهة» في المحافظات، وبلغ عدد المتهمين المتلبسين بالجرم المشهود 109 متهمين مع عدد كبير من الاثباتات الجرمية.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.