قال يفغيني لوكيانوف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إن عملية القوات الجوية الروسية في سوريا خلقت ظروفًا مناسبة لتحريك عملية التسوية السياسية للأزمة.
وفي حوار أجرته معه وكالة «تاس» الروسية للأنباء، وصف تلك العملية بأنها كانت إلى حد ما نوعا من أنواع «إجبار الشركاء وخصومهم على الحوار»، موضحًا أن روسيا قد تمكنت من تشكيل ساحة دولية فعالة لحل القضايا المتعلقة بإنهاء النزاع السوري. وبعد أن اعتبر «تشكيل المجموعة الدولي لدعم سوريا» بأنه «إنجاز روسي»، شدد المسؤول في أهم مؤسسات القرار الروسية على أنه «دون مشاركة المملكة العربية السعودية» والأطراف الأخرى المنخرطة في النزاع السوري «سيكون من الصعب الحديث عن تحقيق أي نتائج في العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية»، داعيا الجميع إلى محاولة التوصل إلى حلول وسط، والاعتماد على التسوية السياسية - الدبلوماسية كوسيلة وحيدة يمكن أن تعطي نتائج طويلة الأمد.
وأعرب لوكيانوف عن قناعته بأنه كان واضحًا منذ البداية بالنسبة للعملية في سوريا أن روسيا لا تنوي «الغرق مثلما فعل الاتحاد السوفياتي في أفغانستان»، لافتًا إلى أن روسيا «قد نضجت في عقلية سياستها الخارجية وتدرك أنه لا يجوز حل الأزمات بالوسائل العسكرية فقط، بل ويجب اللجوء إلى الأدوات الدبلوماسية - السياسية». وأشار في هذا السياق إلى تغير لهجة الخطاب الأميركي حول الأزمة السورية تحت تأثير العملية العسكرية الروسية في سوريا، ليُعرب عن قناعته بأنه «إذا لم تكن هناك أرضية عمل مشتركة لدى روسيا والولايات المتحدة، بصفتهما المحور الرئيسي في السياسية العالمية حاليا، فسيكون من الصعب الحديث عن تحقيق أية نتائج إيجابية» بما في ذلك في الموضوع السوري.
في غضون ذلك، تبقى الأنظار كلها متجهة نحو موسكو بانتظار محادثات متوقعة الأسبوع القادم بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، الذي قد يلتقي أيضًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأكد لافروف وجود اتفاق مع وزير الخارجية الأميركي حول زيارة الأخير إلى موسكو بناء على رغبة منه، حيث سيجريان مباحثات تركز بصورة رئيسية على الوضع السوري، وفق تأكيدات الخارجية الروسية. دوليًا تعلق الأمم المتحدة آمالا كبيرة على نتائج لقاء لافروف - كيري، وأعرب رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي إلى سوريا عن يقينه بأن «اللقاء الجديد بين الوزيرين سيكون غاية في الأهمية، وسيساهم في إنهاء الوضع المأساوي في سوريا».
من جانبه لم يستبعد ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي احتمال استقبال بوتين لكيري خلال الزيارة المرتقبة، وقال بيسكوف إن «الجانب الروسي مستعد كما جرت العادة لمناقشة المسائل الملحة، وبالطبع سوريا بالدرجة الأولى»، موضحًا أن المسائل التي سيتم بحثها خلال لقاءات كيري مع لافروف واللقاء المحتمل مع بوتين ستتركز على «تعزيز التنسيق المشترك بين روسيا والولايات المتحدة في دفع عملية التسوية السلمية للأزمة السورية». وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان يشعر بتحسن في العلاقات الأميركية - الروسية بعد قرار سحب جزء من القوات الروسية من سوريا عاد بيسكوف وأكد أن الأهم الآن هو التنسيق لدفع العملية السياسية، لكنه اعتبر في الوقت ذاته أن «الاستعداد للتنسيق بحد ذاته يدعو إلى الارتياح»، وأن «جهود موسكو وواشنطن مركزة في الفترة الحالية تحديدًا على هذا الأمر»، أي التنسيق في العملية السياسية السورية.
موسكو: العملية في سوريا كانت «لإجبار الشركاء وخصومهم على الحوار»
الأمم المتحدة تعلق آمالاً كبيرة على نتائج محادثات كيري مع لافروف وبوتين حول سوريا
موسكو: العملية في سوريا كانت «لإجبار الشركاء وخصومهم على الحوار»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة