برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تتوج «مؤسسة الملك فيصل الخيرية» مساء الأربعاء المقبل 23 مارس (آذار) الحالي، 8 شخصيات عربية وعالمية فازوا بجائزتها لعام 2016.
وسيتم في الحفل السنوي لـ«جائزة الملك فيصل العالمية» تكريم الفائزين في فروع الجائزة الخمسة لإنجازاتهم الفكرية والعلمية. وأوضح الدكتور عبد العزيز السبيل، الأمين العام للجائزة أن اللجنة قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية لثمانية فائزين في خمسة مجالات؛ إذ فاز الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد (السعودية) بجائزة «خدمة الإسلام»، والدكتور عبد الله يوسف الغنيم (الكويت) بجائزة «الدراسات الإسلامية»، كما فاز بجائزة «اللغة العربية والأدب العربي» مناصفة الدكتور محمد عبد المطلب (مصري)، والدكتور محمد مفتاح (مغربي). أما الفائزان بجائزة «الطب» فهما، (الهولنديان): الدكتور هان جريت برونر، والدكتور يوريس فيلتمان، والفائزان بجائزة «العلوم» هما: الدكتور فامسي كريشنا موثا (أميركا)، والدكتور ستيفن فيليب جاكسون (بريطانيا).
وأوضحت «مؤسسة الملك فيصل الخيرية»، أن الفائز بجائزة «خدمة الإسلام»، الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، يعمل مستشارًا بالديوان الملكي، وهو عضو هيئة كبار العلماء، وإمام وخطيب المسجد الحرام، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة.
وأوضحت أن منحه هذه الجائزة جاء «لقاء دوره في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يمثل المرجعية الفقهية للأمة في القضايا الحادثة والمستجدة؛ إذ بذل جهدا مميزا في أدائه بحكمة عالية، ورؤية علمية عميقة، تجمع بين الرأي الفقهي المؤصل، واستيعاب متغيرات العصر الحاضر، وقدرة على التأثير الإيجابي في تناول القضايا الفقهية المعاصرة، وتمتعه بشخصية علمية شرعية وطرح فكري رصين، وعدالة ووسطية، هيأته لأن يكون من أهم الشخصيات الإسلامية العالمية التي تخدم الدين الإسلامي».
أما جائزة «الدراسات الإسلامية»، التي منحت للدكتور عبد الله بن يوسف الغنيم، وهو رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، فجاءت «لقاء مجموعة أعماله في الجغرافيا عند المسلمين؛ تأليفا وتحقيقًا، وتميزه في إحياء مصطلحات عربية قديمة لأشكال سطح الأرض، وإعادة توظيفها في الجغرافيا المعاصرة كما في كتاب (اللؤلؤ)، وكتاب (في التراث الجغرافي العربي)». وكذلك «لرصده التاريخي غير المسبوق للزلازل كما في كتابه (سجل الزلازل العربي)، وتتوج الجائزة جهوده الحثيثة والمضنية ونشاطه الميداني على مدى العقود الماضية».
وبالنسبة لجائزة «اللغة العربية والأدب»، فقد فاز بها مناصفة كل من: الدكتور محمد عبد المطلب «نظير إنجازاته في مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية؛ إذ درس النصوص بكفاءة واقتدار، موائما بين معرفة عميقة بالتراث والنظريات الأدبية الحديثة. والدكتور محمد مفتاح «تقديرا لجهوده العلمية المميزة في تحليل النص الشعري العربي؛ إذ وظف معارفه العلمية الحديثة في تحليل النصوص الشعرية بعمق وأصالة، مع قدرة فذة في الوصف والتحليل، ووعي بقيمة التراث وانفتاح على الثقافة الإنسانية».
وبالنسبة لجائزة «الطب» فقد منحت مناصفة لعالمين هما: الدكتور هان جريت برونر، أستاذ الوراثة الطبية ورئيس قسم الوراثة البشرية في المركز الطبي لجامعة راتبوات في نايميجان، ورئيس قسم الوراثة الإكلينيكية في المركز الطبي لجامعة ماسترخ، والدكتور يورس فلتمان، أستاذ تطبيقات الجينوم في مركز نايميجان الطبي بجامعة راتبوات، والمركز الطبي لجامعة ماسترخت. وقد منحت لهما الجائزة «نظير تميزهما بدورهما في الارتقاء بالتطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات، إلى التشخيص الإكلينيكي؛ إذ إنهما طورا طرقا عملية لتحليل عينات للمرضى المشتبه أن لديهم أمراضا وراثية، وقد حفز ذلك لإدخال هذه التقنيات إلى العيادة الطبية»، إضافة «إلى أنهما كوّنا فريقا بدأ بتعاون دولي في أبحاث الجينات وتشخيصها، ونشرا بحوثهما في مجلات علمية مميزة عالميا، وحصلا على اعتراف من زملائهما في التخصص بأنهما عالمان مبتكران».
وبالنسبة لجائزة «العلوم - علم الحياة – البيولوجيا» فقد حصل عليها مناصفة الدكتور فامسي كريشنا موثا (الولايات المتحدة)، التي استحقها «لقاء استخدام (الميتاكوندريون) المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلية» كنموذج جديد يربط بين الجينومكس والبروتيومكس والاستقلاب وعلم الحاسوب الحيوي»، وباستخدام هذه الاستراتيجية التكاملية «استطاع الدكتور موثا أن يتعرف على حلقة الوصل بين الاختلال الوظيفي في الميتاكوندريون على مستوى الجزيئات والأمراض المستعصية، مثل مرض السكري، ويعدّ ذلك إسهاما في إيجاد تطبيقات جديدة في التشخيص والعلاج».
أما الدكتور ستيفن جاكسون، (بريطانيا) فقد فاز بالجائزة «لإسهاماته المميزة في التعرف على الصلة بين آليات اضطراب الجينوم وعلاقة ذلك بمرض السرطان، وبصفة خاصة استطاع أن يكتشف العوامل الجزيئية لإصلاح الحمض النووي. كما يرجع الفضل إلى الدكتور جاكسون في ابتكار أسلوب جديد لتحويل نتائج أبحاثه إلى أدوات لمعالجة السرطان».
وبمناسبة فوزهم بالجائزة، عبر عدد من الفائزين بـ«جائزة الملك فيصل العالمية - 2016» عن أن مكانة الجائزة عالميًا هي التي تجعل الفوز بها أمنية للباحثين والعلماء، وقال الدكتور صالح بن حميد: «فوجئت بفوزي بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام (..) فالجائزة لها عالميتها وحياديتها».
وعدّ الدكتور محمد مفتاح، أن جائزة الملك فيصل العالمية «موحدة من حيث جمعها بين علوم متنوعة، ومن حيث تعاليها عن عوامل التفرقة». وقال الدكتور عبد الله الغنيم «أحسست بأن إنجازاتي مُقّدرة، وخصوصا من هذه المؤسسة العالمية عالية الصيت رفيعة المكانة لحياديتها وموضوعيتها».
من جانبه، قال البروفسور فامسي موثا، «يشرفني كثيرا أن أفوز بجائزة الملك فيصل العالمية، وخصوصا عندما ألقي نظرة على قائمة الفائزين السابقين، التي تتضمن الكثير من العلماء العظماء الذين كانوا مثالاً لي طوال مسيرتي».
وأعرب البروفسور ستيف جاكسون عن امتنانه لنيل الجائزة قائلاً: «إنه لشرف عظيم أن أحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016 عن فئة العلوم. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر كثيرا من الناس المخلصين والمبتكرين والموهوبين الذين عملوا في مختبري على مر السنين، لأن المختبر يفتح آفاقا جديدة للعلم الذي بدوره قادني لتلقي هذه الجائزة».
أما البروفسور هان جريت برونر، فقال: «هذه الجائزة تتمتع بمكانة عالمية مرموقة. والفائزون السابقون بهذه الجائزة في فئات العلوم والطب، هم من الشخصيات الكبيرة التي نتطلع إليهم بعين الإعجاب. إنهم أبطال حقيقيون وعلى مستوى عال جدًا في مجال العلوم».
وقال البروفسور يوريس فيلتمان: «هناك عدد من الفائزين السابقين الذين نالوا أيضًا جائزة (نوبل). إنه لشرف عظيم أن تضاف أسماؤنا إلى هذه القائمة. نحن نشعر بالفخر لقبول هذه الجائزة نيابة عن الفريق بأكمله من الأشخاص الذين عملوا معنا». يذكر أن «جائزة الملك فيصل العالمية» أبرز أنشطة «مؤسسة الملك فيصل الخيرية» التي أقامها، عام 1976، أولاد الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز.
تتويج 8 شخصيات عربية وعالمية بجائزة الملك فيصل العالمية
برعاية خادم الحرمين الشريفين في حفل يقام الأربعاء المقبل
تتويج 8 شخصيات عربية وعالمية بجائزة الملك فيصل العالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة