ترحيب دولي بقرار الانسحاب الروسي وألمانيا: سيزيد من الضغوط على الأسد

البيت الأبيض حذر.. و كيري سيلتقي بوتين الأسبوع المقبل

ترحيب دولي بقرار الانسحاب الروسي وألمانيا: سيزيد من الضغوط على الأسد
TT

ترحيب دولي بقرار الانسحاب الروسي وألمانيا: سيزيد من الضغوط على الأسد

ترحيب دولي بقرار الانسحاب الروسي وألمانيا: سيزيد من الضغوط على الأسد

رحبت فرنسا وألمانيا وإيران بقرار موسكو سحب قواتها من سوريا، ورأت فيه انعكاسًا إيجابيًا على مسار العملية السياسية القائمة في جنيف، في وقت حذر وزراء دول الاتحاد الأوروبي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الاستمرار في دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد وتشجيعه على قتل شعبه بالبراميل المتفجرة.
قال البيت الأبيض أمس إن الولايات المتحدة تراقب انسحاب روسيا من سوريا، لكن من السابق لأوانه تحديد تأثير هذا التحرك على الحرب الأهلية أو على المنطقة بشكل أعم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست للصحافيين خلال مؤتمر صحافي: «سنتابع هذا التحرك بالطبع. المؤشرات الأولية هي أن الروس ينفذون لكن لا يزال من السابق لأوانه في هذه المرحلة تحديد مدى تأثير ذلك على الوضع بشكل أوسع». وأضاف أن روسيا لم تخطر الولايات المتحدة مسبقا بقرارها الرحيل عن سوريا، وأنه ليس بوسعه التكهن بدوافعها. وقال إرنست: «إذا واصلوا الالتزام... فستكون هذه نتيجة إيجابية».
وكرر البيت الأبيض ما سبق أن قاله من أن الخطوات العسكرية التي اتخذتها روسيا بالمنطقة أعاقت محادثات السلام الرامية إلى إيجاد حل سياسي في سوريا. وكرر إرنست أيضًا تعليقات صدرت في وقت سابق عن مبعوث أميركي قال إن الانسحاب قد يساعد في تعزيز المحادثات في جنيف. وقال للصحافيين: «نشهد قدرا من التقدم على المسار الدبلوماسي، ونحن سعداء بهذا». وأضاف: «ما نركز عليه هو محاولة دفع هذه المحادثات السياسية»، مضيفا أن عملية التنسيق والعمل الجماعي بشكل فعال أمر يرجع إلى المجتمع الدولي. وقال: «سنرى أي نوع من التقدم يمكننا تحقيقه».
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، لبحث الأزمة السورية، بعد إعلان موسكو سحب قواتها جزئيًا من سوريا. وقال كيري: «سأتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمناقشة كيف يمكن أن نحرك العملية السياسية بشكل فعال ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة». وفي موسكو، أكدت المتحدثة ماريا زاخاروفا لوكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) أن وزارة الخارجية تستعد لزيارة محتملة لكيري إلى موسكو.
واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن «انسحاب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين، سيزيد الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد». وقال شتاينماير في بيان وزعه مكتبه: «في حال تحققت الإعلانات عن انسحاب للقوات الروسية، فإن ذلك يزيد من الضغوط على نظام الأسد للتفاوض أخيرا بجدية في جنيف حول عملية انتقال سياسي تحافظ على استقرار الدولة السورية ومصالح جميع السكان».
وأضاف وزير الخارجية الألماني: «في حال كان وقف إطلاق النار إشارة إلى أن الأطراف المتنازعة تعبت أخيرًا بعد خمس سنوات من الحرب، وأقرت بأن أحدا لا يستطيع الفوز في هذا النزاع عسكريا، فهناك أمل إذن بإمكان الوصول إلى حل سياسي بعد خمس سنوات». وصادف أمس الثلاثاء الذكرى الخامسة لانطلاق الاحتجاجات في سوريا في 15 مارس (آذار) 2011، والتي تطورت إلى حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص وتهجير الملايين. وقال بوتين في إعلان الانسحاب إن « المهمة التي طلبت من وزارة دفاعنا والقوات المسلحة أنجزت عموما»، مشيرًا إلى أن «الطرف الروسي سيحتفظ بقوة جوية على الأراضي السورية لمراقبة وقف إطلاق النار».
بدورها رحبت فرنسا بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالانسحاب من سوريا، مؤكدة تأييدها لأي خطوة تخفف من التوتر. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، أن بلاده أحيطت علما بقرار الرئيس فلاديمير بوتين في هذا الشأن، وترى أنه «تطور إيجابي إذا ترجم إلى واقع». وشدد نادال على «دعم فرنسا لأي تدابير من شأنها خفض التصعيد في سوريا». وأن هذا يستلزم إسكات السلاح لبدء مفاوضات حقيقية وصولا إلى إتمام الانتقال في البلاد، مؤكدا أن فرنسا «تعمل مع شركائها والأمم المتحدة من أجل تحقيق هذا الهدف».
الإعلان الروسي لم يطمئن كثيرًا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين أكدوا خلال اجتماعهم في بروكسل مساء الاثنين أنهم «سيبقون حازمين تجاه موسكو في مجال العقوبات بسبب النزاع في أوكرانيا، وبسبب الدعم الروسي لنظام بشار الأسد في سوريا». وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: «يجب أن نكون واضحين حول طريقة إدارة علاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا في المستقبل». وأوضح أثناء توجهه إلى الاجتماع «يجب أن تكون لدينا علاقات مع روسيا، لكن لا نستطيع أن نتجاهل التحدي الذي تمثله تجاه قيمنا وأمننا، علينا أن نكون حازمين في الدفاع عن قضيتنا ومبادئنا».
وبدا هاموند قاسيًا جدًا في كلامه وبشكل خاص تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الذي دعم بشكل كبير الرئيس الأسد، رغم المحادثات بين نظام دمشق والمعارضة السورية في جنيف». وقال الوزير البريطاني: «على الرئيس بوتين الاتصال بحليفه بشار الأسد للسيطرة عليه، وأن يطلب منه وقف إلقاء البراميل المتفجرة ووقف الهجمات ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة خلال وقف إطلاق النار».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.