رفض رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح أسامة النجيفي، أمس، الضغوط التي يمارسها حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي لمشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش التي يتم التحضير لها حاليا.
وحذر النجيفي في بيان له أمس عقب لقائه السفير الإيطالي في بغداد من مشاركة الحشد الشعبي في معركة نينوى تحت أي اسم، معتبرا مشاركتهم معرقلة لأي علمية عسكرية، مسببا ذلك بالأخطاء التي ارتكبها لواء الحشد الشعبي في مناطق كثيرة من العراق، وتابع قائلا: «أهل الموصل ممثلين بالحشد الوطني، وأبناء العشائر والجيش العراقي وقوات البيشمركة والتحالف الدولي، هم من سيحررون نينوى ويكسرون ظهر الإرهاب».
وجدد النجيفي رفضهم مشاركة الحشد الشعبي في أي حرب لتحرير المدن العراقية من العناصر الإرهابية، قائلا: «تم توضيح الموقف أكثر من مرة، وخلاصته أننا حريصون على عدم منح داعش فرصة للتجييش الطائفي»، مضيفا: «أهل الموصل ينبغي أن يدعموا القوات المهاجمة، ووجود الحشد يعرقل العملية بسبب أخطاء ارتكبها بعض المنضوين تحت لوائه في مناطق كثيرة من العراق».
وجاءت تصريحات النجيفي الرافضة لمشاركة الحشد الشعبي بعد نحو 3 أسابيع من قرار مماثل اتخذه مجلس محافظة نينوى، الذي صوت بالإجماع ضد مشاركة الحشد الشعبي، على الرغم أن حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، أعلن في 21 من شهر فبراير (شباط) الماضي أن «الحشد الشعبي سيشارك في تحرير مدنية الموصل من سيطرة تنظيم داعش».
وطبقا لمسؤول أمني رفيع المستوى أدلى بتصريحات لـ«الشرق الأوسط» فإن مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل يمكن أن تكون بأكثر من صيغة مقبولة، شريطة عدم الإشارة إلى اسم أو هوية «الحشد» أو تحت اسم آخر، مضيفا بقوله: «معركة الموصل فضلا عن كونها معقدة فإنها ذات صفحات متداخلة ومتشعبة، إذ يجب التفريق بين الموصل كمدينة تضم نحو مليوني نسمة، وبين محافظة نينوى المترامية الأطراف التي تضم أقضية ونواحي كثيرة، قسم منها يقطنها تركمان شيعة وشبك شيعة وهؤلاء من أهالي الموصل».
وبين المسؤول الأمني أن السكان هم من سيشاركون في عملية التحرير، لا سيما في مناطقهم على الأقل مثل تلعفر بالنسبة للتركمان الشيعة أو الحمدانية، فيما يتم تكليف الشبك بتحرير الشيحان، أما «الحشد الشعبي» فإنها ستشارك على الأرجح في عملية الاستحواذ على الأرض في مناطق شاسعة بين كركوك وصلاح الدين والموصل، وهو قرار تابع للقائد العام للقوات المسلحة.
وأوضح أن اعتراضات النجيفي سيتعامل معها العبادي بنفس التعامل مع الموقف الأميركي، وهو موقف رافض لمشاركة الحشد، وما يصدر عن النجيفي يدور في فلك الرفض الأميركي لا أكثر، إلا أنه سيتحايل على هذا القرار تحت اسم آخر لا يحمل اسم «الحشد الشعبي».
من جهته، أكد المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري لـ«الشرق الأوسط» أن الحشد الشعبي غير معني بالجدل السياسي بشأن مشاركتهم من عدمها، مشددا على أنهم يتبعون ما يصدر عن رئيس الوزراء الذي يعتبر القائد العام للقوات المسلحة، وهو من يملك قرار مشاركة الحشد الشعبي.
من جهتها أبدت انتصار الجبوري عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى لـ«الشرق الأوسط» استغرابها من إصرار جهات في الحشد الشعبي على المشاركة في هذه المعركة، وهو ما يزيد من حجم التخوفات من قبل أهالي الموصل، وقالت الجبوري: «هناك مخاوف من مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل»، وقالت: «هذا الكلام لا نقوله لمجرد الاستهلاك، فأهالي الموصل في النهاية يريدون تحرير مدينتهم وهم يقدرون من يود مساعدتهم على ذلك».
وأوضحت الجبوري أن هناك تجارب لم تكن مشجعة من قبل أفراد أو أطراف من الحشد الشعبي في معارك سابقة في تكريت وديالى، وبالتالي فإنه من باب أولى مشاركتهم والدخول في مشكلات وخلافات طائفية.
العبادي يتحايل بتسميات جديدة لـ«الحشد الشعبي» لدخول الموصل.. والنجيفي يحذر
مسؤول أمني يكشف عن مخطط للاستيلاء على مناطق ما بين صلاح الدين وكركوك
العبادي يتحايل بتسميات جديدة لـ«الحشد الشعبي» لدخول الموصل.. والنجيفي يحذر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة