«زلة اللسان» تطيح بثاني وزير للعدل في مصر

الزند يواجه اتهامًا بازدراء الدين بسبب تصريحات مسيئة.. والأزهر يدخل على خط الأزمة

«زلة اللسان» تطيح بثاني وزير للعدل في مصر
TT

«زلة اللسان» تطيح بثاني وزير للعدل في مصر

«زلة اللسان» تطيح بثاني وزير للعدل في مصر

أقال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل مساء أمس وزير العدل المصري أحمد الزند من منصبه بعد تصريحات أدلى بها واعتبرت إهانة مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم . وقال مكتب رئيس الوزراء شريف إسماعيل في بيان مقتضب إن الأخير «أصدر قرارا بإعفاء المستشار أحمد الزند وزير العدل من منصبه».، فيما يوجد الزند حاليًا بمنزله بعد أن رفض مبدأ الاستقالة، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة إلى إقالته.
وفي مشهد سياسي مشحون بالتوترات، التقط خصوم وزير العدل المصري أحمد الزند، أحد تصريحاته المثيرة للجدل، والتي اعتبرت «مسيئة للأنبياء»، وشنوا هجوما حادا على الرجل الذي جاء إلى منصبه بعد أن سقط سلفه في زلة لسان أطاحت به. ودخل الأزهر على خط الأزمة ببيان حذر فيه من «التعريض بمقام النبوة»، وسط دعوات لإقالة الزند، وتحريك دعاوى قضائية ضده بتهمة ازدراء الدين.
وكان الزند يعلق في حوار تلفزيوني على كثرة الدعاوى القضائية التي يقيمها ضد صحافيين بتهمة السب والقذف، حينما استخدم تعبيرا عُد تطاولا على رسول الله وازدراء للدين الإسلامي. وفي مسعى للاعتذار عما بدر منه ظهر الزند على عدة قنوات فضائية خاصة مساء أول من أمس، قائلا إنه «لم يقصد الإساءة للأنبياء، وأنه ما كان ينبغي أن يقول ذلك». وتقدم محاميان اثنان على الأقل أمس ببلاغين للنائب العام، ضد الزند، يتهمانه بازدراء الأديان والإساءة للذات النبوية الشريفة بالقول، بقصد التحقير وازدراء الرسل والديانات السماوية، والتحقير من قدسيتها على الملأ، من خلال القنوات المرئية، وهي اتهامات وجهت خلال الشهور الماضية لعدد من الكتاب والباحثين وأودت بهم إلى الحبس. ويعد الزند أحد أبرز خصوم جماعة الإخوان المسلمين، التي عزلت عن السلطة قبل نحو ثلاثة أعوام، لكنه يعتبر أيضا وعلى نطاق واسع أحد أبرز خصوم ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، التي أنهت ثلاثة عقود من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
ونظم عشرات المحامين بمحافظة البحيرة، أمس وقفة احتجاجية أمام محكمة؛ احتجاجا على تصريحات الزند التي اعتبروها تطاولا على رسول الله وازدراء واضحا وصريحا للأديان يتطلب معاقبته وفقا للقانون.
ودخل الأزهر على خط الأزمة وأصدر بيانا أمس حذر فيه من «التعريض بمقام النبوة الكريم في الأحاديث الإعلامية العامة؛ صونا للمقام النبوي الشريف من أن تلحق به إساءة حتى لو كانت غير مقصودة».
وأضاف الأزهر، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «المسلم الحق هو الذي يمتلئ قلبه بحب النبي الكريم وباحترامه وإجلاله، وهذا الحب يعصمه من الزلل في جنابه الكريم»، في إشارة على ما يبدو لتصريحات الزند الذي قال في حديثه التلفزيوني «هحبس المخطئ أيا كانت صفته حتى لو كان نبي».
وقبل عدة أسابيع شكا مثقفون وكتاب وساسه في مصر من التعبيرات الفضفاضة التي يشملها قانون العقوبات وعلى رأسها النص الذي يجرم ازدراء الأديان وطالبوا البرلمان بضبط النص، كما شددوا على ضرورة الالتزام بنص الدستور الذي يحظر الحبس في قضايا التعبير عن الرأي، لكن عددا منهم انخرط في الهجوم على الزند.
ويعاقب القانون المصري بـ«الحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها، أو الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي». ووصل الزند إلى منصبه في أعقاب تقديم وزير العدل السابق محفوظ صابر باستقالته في مايو (أيار) من العام الماضي، إلى رئيس الوزراء حينها، إبراهيم محلب، بعد أن أثار غضبا واسعا من تصريح له اعتبر بمثابة إهانة لأبناء البسطاء من المصريين، حينما أعرب عن رأيه قائلا إن أبناء عمال النظافة لا يصح أن يتولوا منصب القضاء.
وتفوق الزند على سلفه بعد أن أثارت تصريحات كثيرة له حفيظة قطاعات من المصريين كان أبرزها اقتراحه بمعاقبة والدي من يثبت إدانته في قضايا الإرهاب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.