«داعش» ينسحب من مدينة الرطبة باتجاه القائم على الحدود مع سوريا

بعد تنفيذ القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي عمليات متلاحقة ضده

«داعش» ينسحب من مدينة الرطبة باتجاه القائم على الحدود مع سوريا
TT

«داعش» ينسحب من مدينة الرطبة باتجاه القائم على الحدود مع سوريا

«داعش» ينسحب من مدينة الرطبة باتجاه القائم على الحدود مع سوريا

أعلنت مصادر عسكرية ومحلية في محافظة الانبار، اليوم (الاحد)، انسحاب مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف من مدينة الرطبة، بعد تنفيذ القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي عمليات متلاحقة في المحافظة الواقعة في غرب العراق.
وقال ضابط كبير في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية ان "تنظيم داعش انسحب بالكامل من مدينة الرطبة الى مدينة القائم" الواقعة على الحدود العراقية - السورية. واضاف ان "مسلحي داعش باشروا مساء امس (السبت) الانسحاب من الرطبة وانتهى انسحابهم صباح اليوم (الاحد)"، مؤكدا ان "مدينة الرطبة الآن خالية تماما من مسلحي داعش".
وتعد الرطبة (380 كلم غرب بغداد) احد المقرات الرئيسية لمسلحي التنظيم لوقوعها على بعد اقل من مائة كلم عن الحدود العراقية - السورية.
من جهته، اكد قائممقام الرطبة عماد احمد "انسحاب تنظيم داعش وخلو الرطبة تماما من المسلحين"، واشار الى ان "الانسحاب قد يكون جديا إثر تكبد داعش خسائر في الانبار بعد استعادة الرمادي ومناطق شرق الرمادي وتقدم القوات العراقية نحو مدينة هيت" الى الغرب من الرمادي.
وتمكنت قوات عراقية بمساندة التحالف الدولي من طرد مسلحي التنظيم المتطرف واستعادة السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الانبار، بينها الرمادي كبرى مدن المحافظة نهاية ديسمبر(كانون الاول) العام الماضي.
بدوره، اكد راجع بركات عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار، "انسحاب داعش بالكامل من الرطبة". واضاف ان "داعش انسحب ليس من الرطبة فقط ، بل انسحب عدد من مسلحي التنظيم من هيت كذلك"، مشيرا الى قيام المسلحين بحلق لحاهم قبل فرارهم.
وأوضح بركات ان "الانسحاب من الرطبة كان باتجاه القائم، فيما انسحب مسلحون من عناصر "داعش" من هيت باتجاه القائم وبيجي (200 كلم شمال بغداد)".
وتمكن تنظيم "داعش" المتطرف بواسطة هجوم كاسح في يونيو (حزيران) 2014، من السيطرة على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق.
وتواصل قوات عراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن عمليات متلاحقة لاستعادة مناطق من سيطرة المتطرفين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.