فرض النظام السوري حصارًا مطبقًا على ثلاث بلدات في الغوطة الشرقية، داخل الحصار الأوسع المفروض على الغوطة منذ نحو الثلاث سنوات، خصوصًا وأنه يعزل قرى بالا وزبدين ودير العصافير عن باقي بلدات ومناطق الغوطة. وهو ما دفع بمؤسسات إغاثية إلى مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لـ«التحرك وإنقاذ ما يقارب الـ2500 عائلة محاصرة في الغوطة الشرقية لدمشق، مهددة بالجوع والمرض». وأكدت أنه «يهدد حياة آلاف الأطفال». بينما عزت المعارضة هذا الحصار إلى تحريك جبهات أخرى وتخفيف الضغط العسكري عليه في المطارات العسكرية القريبة من هذه المنطقة.
وأعلن «المكتب الإغاثي الموحد» في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية في بيان، أنه «في ظل الهدنة المزعومة والهشة قام النظام بحملة همجية على بلدة بالا وطريق الغوطة الرئيسي مستخدمًا جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة محاولا إطباق السيطرة على طريق الغوطة الرئيسي لقطع أواصر الغوطة ومحاصرة ما يزيد عن 2500 عائلة في بلدات بالا وزبدين ودير العصافير وحصارها وفصلها عن باقي مناطق الغوطة»، معتبرًا أن «هذا الحصار ينذر بكارثة إنسانية حقيقة في هذه البلدات».
وطالب المكتب الإغاثي المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بـ«التحرك لإيقاف هذه الحملة الهمجية وإنقاذ عائلات وأطفال فتك بهم الجوع والمرض، علما أنه حتى تاريخه (أمس) لم يتم إدخال مساعدات لهذه البلدات من قبل الأمم المتحدة».
ويبدو أن النظام استفاد من الهدنة للتقدم والسيطرة على طريق بالا الذي يربطها وبلدتي زبدين ودير العصافير بقرى وبلدات الغوطة الشرقية الـ32 وإطباق الحصار عليها، بحسب ما أفاد إسماعيل الداراني عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، الذي تحدث عن إطباق الحصار بشكل محكم أكثر من ذي قبل، مؤكدًا أن «هذا التوغل وقطع الطريق الحيوي الذي يربط مناطق الغوطة ببعضها البعض، يندرج في سياق خرق النظام للهدنة، خصوصًا وأن الغوطة الشرقية خالية تمامًا من أي وجود لتنظيم داعش و(جبهة النصرة) وبالتالي هذا الخرق الفاضح هو برسم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».
وعزا الدراراني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الحصار على ثلاث قرى إلى «تحريك جبهات أخرى خصوصًا جبهة المطارات العسكرية في ريف دمشق الشرقي لا سيما مطار مرج السلطان الواقع تحت سيطرة الثوار ومطار الاحتياط». لافتًا إلى أن «هذه الجبهة وجبهة عدرة هي الأكثر اشتعالاً، لكونها قريبة جدًا من مطار دمشق الدولي ومن الدفاع الجوي الذي سبق وحصلت فيها مجازر». مشددًا في الوقت نفسه على أن «جبهة المطارات هي من أهم الحلول الأساسية لدى الثوار الذين يسعون لفكّ الحصار عن الغوطة الشرقية».
وحذّر الداراني من مجاعة تهدد القرى المحاصرة في الغوطة الشرقية كالتي تهدد الغوطة الغربية، مؤكدًا أن «أي مساعدات لم تدخل إلى المناطق المحاصرة في الغوطتين (الشرقية والغربية) منذ بدء سريان الهدنة المزعومة»، لافتًا إلى أن «مدينة داريا الأكثر تضررًا من الحصار لم تدخلها مساعدات الأمم المتحدة حتى الآن».
وتنسحب معاناة الغوطة الشرقية على الغوطة الغربية لا سيما مدينة داريا وبلدة معضمية الشام المتصلة بها جغرافيًا، ولا يزال حصار داريا يطبق على 12 ألف مدني فيها، كما يسعى النظام إلى فصلها عن المعضمية الأكثر معاناة، ويرى ناشطون أن الحقد على المعضمية مردّه إلى كونها على مواجهة مباشرة مع الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، ومع مطار المزّة العسكري، وكانت منطلقًا لهجمات الثوار على كثير من مواقع النظام.
النظام يحاصر 3 بلدات في الغوطة الشرقية.. و2500 عائلة تواجه الجوع والمرض
مؤسسات إغاثية تناشد المجتمع الدولي إنقاذ آلاف الأطفال المهددين بالموت
النظام يحاصر 3 بلدات في الغوطة الشرقية.. و2500 عائلة تواجه الجوع والمرض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة